عاجل جداً

أكرمها الإسلام وظلمها المجتمع

غادة زين العابدين
غادة زين العابدين

هذا ما عكسته تصريحات شيخ الأزهر د.أحمد الطيب فى أمور كثيرة شائكة حول العلاقة بين الزوج والزوجة.


قائمة كبيرة من الحقوق منحها الإسلام للمرأة، لكن المجتمع يسعى لإنكار أو تجاهل الكثير منها، لمجرد الخوف من مساسها بحقوق الرجل. 


 ولنضرب مثلا بالتصريحات الواضحة الصريحة التى أعلنها شيخنا الجليل د.الطيب، عن تعدد الزوجات، 


أكد شيخنا الجليل، أن زوجة واحدة تكفى، والأصل ليس التعدد كما يتصور البعض، أكد صراحة أن المسلم ليس حرا فى أن يتزوج على زوجته الأولى، فالتعدد رخصة بالفعل، لكنها رخصة مقيدة بشروط.


 وأكد بوضوح أكثر أن الرخصة تحتاج إلى سبب وإذا انتفى السبب بطلت الرخصة.


 أوضح أيضا أن التعدد مشروط بالعدل، وأن العدل ليس متروكا للتجربة - كما يتصور الكثيرون - بل مجرد الخوف من عدم العدل أو الضرر يحرم التعدد، فالقرآن يقول: «فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة».


 هذه هى معايير التعدد، كما أقرها الإسلام، لكن المجتمع يتعمد إنكارها، ويظهر التعدد على أنه حق مطلق للرجل، وتخرج علينا آراء غريبة من داخل الأزهر تدعم هذا الحق، ومنها مثلا الفتوى الأخيرة الغريبة التى أعطت الزوج المغترب الحق فى الزواج بأخرى حتى لا يقع فى الفاحشة، ونسى صاحب الفتوى أن سفر الزوج وابتعاده عن بيته وزوجته كان هدفه الأساسى تحسين ظروف المعيشة لنفسه وأسرته، فكيف وبمنتهى البساطة يتزوج بأخرى ليضيف لنفسه هموما وأعباء جديدة، تأخذ من حقوق أبنائه وحقوق زوجته التى تحملت غربته وغيابه.


 وأين العدل فى رجل يهنأ بزوجة جديدة فى الغربة، ويترك زوجته الأولى تتحمل وحدها كافة أعباء البيت والأبناء، بالإضافة لأعبائها النفسية.


 مثال آخر يؤكد وجود فجوة خطيرة بين حقوق المرأة فى الإسلام، وبين مجتمع ينكر عليها هذه الحقوق، فلماذا يرفض كثير من رجال الدين بعض التعديلات المقترحة فى قانون الأحوال الشخصية الجديد، رغم عدم معارضتها للشرع، مثل حق الكد والسعاية.


 لماذا يرفض الكثيرون أيضا التعديل الذى يقضى بضرورة إعلام الزوجة الأولى بزواج زوجها بأخرى قبل حدوث الزواج، وحجة الرافضين هنا أن استئذان الزوجة الأولى ليس شرعيا، وأن هذا الإعلام يحد من حرية الرجل فى ممارسة حقه فى التعدد.


 والحقيقة أن هؤلاء الرافضين يشوهون الحقيقة، فالهدف من إعلام الزوجة الأولى ليس استئذانها فكلنا نعلم أنه ليس من حقها شرعا منع زوجها من الزواج بأخرى، ولكن من حقها أن تعلم لتقبل بالاستمرار معه أو ترفض. 


من حقها أن تعلم حتى لا تفاجأ بعد وفاته مثلا بوجود زوجة أخرى وأشقاء لأبنائها لا تعرف عنهم شيئا، وبالتأكيد لن يكون بينهم فى هذه الحالة سوى العداوة والكراهية.


 من حقها أن تعلم لتتأكد إن كان يعدل بينها وبين الزوجة الجديدة أم لا، وهو أهم شروط التعدد، وأهم الحقوق التى كفلها الله لها كشرط لهذا التعدد.


 أشكر شيخ الأزهر على توضيح كثير من حقوق المرأة الغائبة عن مجتمعنا وليس عن ديننا، وأتمنى أن يهب رجال الأزهر - وهذا هو دورهم أمام الله - للدفاع عن تطبيق هذه الحقوق، مثلما يهبون للدفاع عن كل ما يمس حقوق الرجل. 


 ولى سؤال أخير لشيخنا الجليل د.أحمد الطيب،  ففى تصريحاتك المنصفة عن تعدد الزوجات، قلت: «أطالب المسلمين بإعادة قراءة الآية التى وردت فيها مسألة تعدد الزوجات بشكل كامل، وتدبر ما قبلها وما بعدها».


وسؤالى أو عتابى، لماذا لا تتولى فضيلتكم شرح وتفسير ما تريد منا فهمه وتدبره، من هذه الآية؟، ولماذا ننتظر هذا الشرح بعيدا عن علم وثقافة وحكمة فضيلتكم؟.


 أعانكم الله على إرساء دعائم الشرع والعدل.