رأى

«بكاء» الكروان

مايسة عبدالجليل
مايسة عبدالجليل

مايسة عبدالجليل

فى الوقت الذى اختير فيه د. طه حسين صاحب «الأيام» و «دعاء الكروان» ضيفًا ونجمًا مضيئًا للدورة 31 لمعرض كتاب أبو ظبى الدولى كى يزيده ثقلًا بإبداعته كأحد أهم أعمدة الثقافة والهوية المصرية وجزء عريض من تاريخ الأدب العربى.. كان البرلمان المصرى يناقش التهديد الواقع على مقبرته بمنطقة جبانات القاهرة التاريخية وطمس معلم مهم من معالمنا وتاريخنا الثقافى والحضاري.


وهكذا خرجت حفيدته عبر وسائل الإعلام تستغيث لإنقاذ مقبرة جدها قبل أن يهال عليها التراب وتصبح أثرا بعد عين من أجل عيون كورنيش المقطم.. وكورنيش المقطم للحق مشروع حضارى وفكرة جيدة للربط بين جنوب وشرق القاهرة لتحقيق السيولة المرورية ومتنفس لأهالى المنطقة متوقع له أن يكون ممشى وسلسلة مطاعم ومولات وحدائق ولكن أن يتم ذلك دون تخطيط واضح ولا دراسات مسبقة ولا مسابقات لاختيار أفضل طرق التنفيذ فهذا ما لا يجوز ولكن الغريب فى الأمر أنه رغم العلامات اللونية التى خطط بها القبر ومعدات الهدم الرابضة بجواره تنتظر إشارة البدء تجد محافظة القاهرة تنكر أن لديها أى معلومات عن الموضوع ولم يتم إخبارها رسميا بما يتم فى المنطقة.


وما بين إنكار المحافظة وتأكيدات عائلة د.طه حسين وواقع الحال فلابد أن هناك وسيلة تخبرنا أين نضع أقدامنا وعلى ماذا ندوس وحل وسط يوفق بين الرغبة فى التطوير والحفاظ على المقبرة كجزء من تاريخنا وتراثنا وإيجاد البديل وهو ما لن يستعصى على خبرائنا الذين أنجزوا كل هذا الكم من الطرق والكبارى والمحاور بحرفية يشهد لها الجميع ..فهل يتم ذلك قبل أن يأتى علينا يوم نتساءل فيه من هدم التاريخ وأسال دموع الكروان ؟.