السعفة الذهبية

غداً بمهرجان كان السينمائي الدولي هل يحصل"صبي من الجنة"على السعفة الذهبية؟

صبي من الجنة
صبي من الجنة

 ساعات تفصلنا عن اعلان النتيجة النهائية لجوائز مهرجان كان السينمائي الدولي بعد اتمامه ربع قرن واحتفاله بالدورة الـ75. يشهد مهرجان كان السينمائي الدولي تغير كبير وتحول في مساره وكأنه يعلن لأول مرة تخليه عن الحياد السياسي وتبني وجهات نظر ومواقف سياسية عندما سمح للرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي بالقاء كلمه عبر الفيديو في حفل الافتتاح ورفع احد الصحفيين لعلم اوكرانيا، ليفقد بذلك واحدة من أهم مميزات مهرجانات السينما وهي نشر الفن والثقافة والسلام من خلال الاعمال السينمائية، ولا يمكن عدم الربط بما يشهده المهرجان من تغيرات وانتخاب إيريس نوبلوش، المديرة التنفيذية السابقة في شركة وارنر ميديا أول رئيسة لمهرجان كان السينمائي حيث تتولى منصبها في الأول من يوليو القادم.  

سيطرت الافلام التي تناقش التطرف الديني وخاصة الاسلامي على افلام المسابقة الرسمية، حيث يشارك من السويد فيلم المخرج مصري الاصل سويدي المولد، طارق صالح، "صبي من الجنة في المسابقة الرسمية وتدور قصة فيلمه، الذي تم تصويره في شوارع تركيا واستعان ببعض اللقطات المصورة من خلال الموبايل من مصر، حول وفاة شيخ الازهر وعملية اختيار الشيخ الجديد من 3 مرشحين يمثلون 3 تيارات دينية داخل هذا الصرح العملي الاسلامي الكبير، وهي المرة الأولى التي يتم تناول مؤسسة الازهر في السينما، لذلك لاقى الفيلم ترحيب من الجمهور الفرنسي وكأنه يكتشف عالم جديد عن الاسلام دون التركيز في القيمة الفنية والجمالية للفيلم على مستوى السيناريو والحوار الذي يصل لحد السذاجة، واداء الممثلين السئ والعديد من المشكلات الفنيةالأخرى التي شاهدناها في الفيلم. ورغم ذلك من المتوقع ان يحصل الفيلم على جائزة من المهرجان العريق! 

من الأفلام التي تنافس على السعفة الذهبية ايضًا ولاقت ترحيب كبير من الجمهور والنقاد في مهرجان كان الفيلم الإيراني " عنكبوت مقدس" الذي يتناول العنف ضد المرأة في شوارع مدينة مشهد الايرانية. يكشف المخرج الايراني على عباسى، الذى يعود لكان بعد أربع سنوات بعدما فاز فيلمه "حدود" بأفضل فيلم فى مسابقة نظرة ما، عورات المجتمع الايراني المتشدد الذي يساند ويقف خلف سفاح قتل 16 إمرأة من بائعات الهوى، بحجة انه "ينظف" المجتمع من الفساد وهو مستوحى من أحداث حقيقية  وقعت بإيران منذ سنوات. الفيلم جيد الصنع فنيًا، حيث تألق بطل الفيلم مهدى باجستانى، في تقديم الشخص الذي يعاني من هوس متعة القتل وممارسة اعمال العنف على المستضعفين بعدما تم تسريحه وفقد قيمته التي اكتسبها من وجوده داخل سلاح الحرس الايراني، فأصبح يبحث عن دور جديد وتأثير أكبر، ولم يستطع التأقلم مع فكرة عمله في مجال البناء فقط. لذلك قرر تنفيذ مجموعة من الجرائم تحت ولكن من خلال إضفاء القدسية الدينية عليها ليعطي نفسه الحق في زهق ارواح النساء بدون رحمة، فهو ينفذ شرع الله ولكن على طريقته الخاصة. الصادم في الفيلم بالنسبة للغرب هو تعاطف اهل المدينة مع القاتل وعرض خدماتهم على اسرته طوال فترة محاكمته، ووصل الامر لتنظيم مظاهارات مؤيدة للسفاح مطالبة بالافراج عنه، مما جعله يعتقد أنه سيفلت من عقوبة الاعدام من خلال مساندة رجال الشرطة. ولكن قرر على عباسي ان يقلب الموازين في نهاية الفيلم حيث تم اعدام السفاح وتنفيذ القانون بدون تردد. 

على مستوى الافلام التي تناقش قضايا اجتماعية بالدرجة الأولى هناك فيلمان يمكن اعتبارهم من الروائع وهو الفيلم البريطاني "مثلث الحزن" والفيلم الامريكي " زمن ارميجدون" للنجم انطوني هوبكنز. يعتبر "مثلث الحزن" من أفضل افلام الدورة الـ75 لمهرجان كان، بعدما استطاع ان يكسر الجمود بسيناريو رائع ومتماسك يناقش العديد من القضايا السياسية والاجتماعية بشكل هزلي ساخر، واداء احترافي من جميع الممثلين المشاركين. الفيلم عبارة عن 3 فصول الاول يناقش علاقة الرجلبالمرأة في العصر الحديث بعد عصر الانفتاح والمطالبات المستمرة بالمساوة بين الرجل والمرأة من خلال علاقة حب بين شاب وفتاة تتعكر صفوها بعدما طالب الشاب الفناة بالمساوة الحقيقية ومشاركته في دفع النفقات. الجزء الثاني يتناول تاثير السوشيال ميديا على الجيل الجديد والعلاقات العاطفية بشكل عام من خلال مةاقف يمر بها نفس الثنائي ولكن على متن يخت فاخر يعمل به طاقم ضخم ويضم ركاب من جمعيع الجنسيات وتدور خلال الرحله مناقشات عديدة بين اصحاب رؤس المال والموظفين والعمال وإظهار الطبقية والعنصرية في ابشع صورها ولكن بطريقة هزلية ساخرة في رحلة لن تنتهي نهاية سعيدة. بعد كل اشكال الطبقية التي شاهدناها على ظهر اليخت الفاخر، يعيدنا المخرج للحياة البدائية بعد تعرض اليخت لحادث غرق اجبر الناجين على العيش على جزيرة منعزلة تغيرت عليها الموازين تماما واصبحت السيدة التي كانت تعمل في تنظيف الحمامات هي الامرة الناهية بحكم قدرتها على الصيد وتوفير الطعام للرعية. 

اما فيلم "زمن ارمجدون" قدم لنا وجبة مشبعة من الاداء الفني الاحترافي منقطع النظير للنجم انطوني هوبكنز والنجمة آنا هاثواي في إطار اجتماعي يتناول التفرقة العنصرية على اساس اللون والعرق والدين في فترة الثمانينات بالولايات المتحدة وتأثير ذلك على جيل كامل من الشباب من خلال قصة طفل وانتقالة بين المستويات الاجتماعية المختلفة والفروق القوية بين المدارس الحكومية والخاصة في الولايات المتحدة في ذلك الوقت.الفيلم انساني من الدرجة الاولى ويتميز بسيناريو مؤثر واجادة كبيرة من المخرج في ادارة ابطال من الاطفال الصغار ليقدم واحد من امتع افلام المهرجان هذا العام. 

من الأفلام المميزة ايضًا المشاركة في مسابقة مهرجان السينمائي في دورته الـ75 ايضًا، الفيلم البولندي"EO" "إيو" للمخرج جيرزي سكوليموفسكي، والذي يعتبر أحد أكثر الافلام تفردًا واختلافًا، حيث نشاهد في "إيو" فيلمًا من بطولة حمار! تدور أحداثه حول الحمار الحزين "إيو" الذي يقدم عرضًا مع فرقة سيرك، لكن نتيجة مطالبة الكثيرين بوقف استغلال الحيوانات في عروض السيرك، تُضطر الفرقة إلى التخلص من جميع الحيوانات التي لديها، لتبدأ رحلة إيو الطويلة في عالم البشر غير الآمن على الإطلاق. 

على الجانب الأخر، تأتي المشاركات العربية في المهرجان في الاقسام المختلف بعيدا عن المسابقة الرسمية مثل "نظرة ما" و "اسبوعا المخرجين" و"اسبوعا النقاد" حيث تسجل السينما العربية مشاركتها في مهرجان كان في دورته 75 من تونس، المغرب وفلسطين ولبنان.  

كان للسينما التونسية حضورا بارزا في هذه الدورة. فزيادة على مشاركتها في "نظرة ما" و"أسبوعي المخرجين" عبر ثلاثة أفلام، واختيار المخرجة التونسية كوثر بن هنية على رأس لجنة "أسبوع النقاد". يشارك المخرج التونسي الشاب لطفي ناثان في هذه الدورة بأول فيلم روائي له، عنوانه "الحرقة" في قسم "أسبوعي المخرجين". بينما يشارك المخرج التونسي يوسف الشابيفي قسم "أسبوعي المخرجين" بفيلم "أشكال". اما المخرجة التونسية أريج السحيري، تشارك في مسابقة "أسبوعي  المخرجين"  بـ"تحت الشجرة  التين" وهو أول فيلم روائي لها.  

من المغرب تشارك مريم التوزاني، وهي زوجة المخرج والمنتج المغربي نبيل عيوش، في هذه الدورة بفيلم "القفطان الأزرق"، أما المخرجة الفلسطينية مها الحاج  تشارك بفيلم "حمى المتوسط" في مسابقة "نظرة ما". يشارك فيلم "السد" للمخرج اللبناني علي شاري. وتروي أحداث الفيلم قصصا حقيقية استقصاها المخرج من احتكاكه المباشر مع عمال على مدى سنوات، تشكلت في خضمها علاقات قوية بين الجانبين. وضمن عروض منتصف الليل وهو من الاختيارات الرسمية لكن خارج المسابقة، يعرض فيلم "المتمرد" الذي يحكي قصة فتى مغربي يعيش أزمة هوية، وهو من إخراج البلجيكيين من أصل مغربي عادل العربي وبلال فرح.

اقرأ أيضا| الجونة يشارك في الدورة الثانية من ملتقى المهرجانات بكان ‎‎