إسمع مني

نسرين العسال تكتب: دعوة الحوار الوطني وحكاية أديب!!

نسرين العسال
نسرين العسال


بدأ العد التنازلي يقترب على انطلاق الحوار الوطني ،الذي دعا له الرئيس عبد الفتاح السيسي، أثناء حفل إفطار الأسرة المصرية بالتنسيق مع كافة التيارات السياسية، لإدارة حوار وطني حول المفاهيم الصحيحة، للعمل الوطني خلال هذه المرحلة الراهنة.
وتلبية لهذه الدعوة قد اجتمعت القوى والتيارات السياسية بالفعل ،واستطاعت في فترة وجيزة أن تضع أولويات ورؤى وأفكار، لهذا الحوار من خلال عدة جلسات واجتماعات، قام به كل حزب على حدة  تتضمن، كتابة مقترحات لتقديمها إلى الأكاديمية الوطنية للتدريب، حيث إنها المعنية بتلقي تلك المقترحات.
نعلم جميعا أن الأحزاب السياسية ، أصبحت منذ فترة بعيدة كيانات ،بلا دور فاعل أي ليس لها أي نشاط على أرض الواقع، إلا ما ندر مما جعلها تفتقد لروح العمل السياسي، والتأثير في نفس الوقت لكونها أصبحت لفترة طويلة مسمى فقط ! دون هوية، ولكن مما لا شك فيه أننا سعدنا لهذه الخطوة ،التي طال انتظارها لأن فكرة تقارب الرؤى، ما بين المؤيدين والموالين للسلطة وبين المعارضة، في حد ذاتها ظاهرة صحية جدا !! خاصة إذا كان لها مردود على الساحة السياسية.
وليس هذا فحسب فقد رأى البعض أيضا، أن الحوار الوطني يفتح مجالا للتواصل بين القيادة السياسية، وأحزاب المعارضة وهذا لأول مرة منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الرئاسة ،داعيين إلى وضع مصلحة مصر، وأمنها فوق الجميع دون أدنى اعتبارات أخرى.
كما نجد من ناحية أخرى ،أن أصحاب الدعوات للحوار الوطني يعتبرونه، فرصه عظيمة لإعادة دور المعارضة، ولذلك أننى في انتظار تداعيات المشهد على المدى القريب، هل سيصبح هناك حراك سياسي وأيدولوجيات جديدة، قد لم نكن نراها منذ أعوام؟ وهل سيكون هناك تحديات تحول دون إتمام هذا المشهد على أكمل وجه؟ التساؤلات كثيرة والتكهنات أكثر.
لكن للأسف من خلال رؤية عامة، ونظرة سريعة على هذا المشهد ،وجدنا غياب ظاهر جدا لدور المعارضة، مما لفت انتباه الكثير والغريب أن الإعلام نفسه، صدر لنا هذه الرؤية.
عندما خرج علينا الإعلامي عمرو أديب، في مشهد لم نراه عليه من قبل من خلال برنامجه "الحكاية" متحدثا عن الحوار الوطني، واجتماع الأحزاب والقوى والتيارات السياسية، وأوضح إن ظهور الحوار الوطني سيجعل المجال منفتحا للحديث عن الحريات، وسيساهم في تواجد إعلام يستطيع أن يفتح كافة المجالات بحرية، كما أشار إلى بعض السفارات الأجنبية بالخارج قائلا ! إنها تترقب نتيجة هذا الحوار في مدى نجاحه أو فشله.
ومن وجه نظري ،كل ما تحدث فيه أديب منطقي، وليس عليه أدنى غبار، إنما تطرق أيضا إلى الأحزاب المعارضة قائلا، إن مصر لا يوجد بها حزب واحد معارض، كما لم يوجد معارضا واحدا في الحوار الوطني !! وبالتالي كل ما يحدث الآن ليس له جدوى لاننا فى النهاية لسنا دولة ملائكية، لذلك دعى عمرو أديب الى تغير المناخ السياسى، بتواجد المعارضة حتى تتغير الحياة السياسية ككل.

وكان حديثه قائلا، نحن في حاجة إلى الاستماع إلى أصوات أخرى غير المتواجدين في مجلسي النواب والشيوخ
وتمنى أن يصبح للحوار الوطني، واجهة تليق بمصر ومكانتها حتى تستطيع من خلالها، أن تتحدى وتستوعب كافة أشكال الحوار لأن هذا البلد عظيم بشعبه.
ليت كل ما تحدث عنه الإعلامي عمرو أديب، أن يأخذ في عين الاعتبار حتى أن يحقق الحوار الوطني، الهدف المرجو منه.