التصحر يهدد 40% من سكان العالم.. ويتلف 28 مليون فدان سنويا

صورة تعبيرية عن المناطق المتصحره
صورة تعبيرية عن المناطق المتصحره

تسعى الدول إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من السلع الغذائية الاستراتيجية، وزيادة المساحات الخضراء المنزرعة بالحبوب الزيتية والغلال، لتقليل الاستيراد مع حماية الإنتاج الوطني، خاصة مع التخوف من نقص الإمدادات في ظل استمرار الأزمة الروسية الأوكرانية، والتي ألقت بظلالها على جميع الأسواق بالعالم.

وفي سياق متصل إنعقدت الدورة الخامسة عشر لمؤتمر الأطراف في إتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر «UNCCD» بمدينة أبيدجان عاصمة ساحل العاج، خلال الفترة من 9 إلى 20 مايو الجاري ، تحت شعار «الأرض، الحياة، الإرث: من الندرة إلى الإزدهار».

وقالت الدكتورة أمينة سعيد، استاذ بكلية الدراسات الإنسانية، جامعة الأزهر، إن التحديات تزداد في الوقت الراهن، جراء أزمة الغذاء العالمية الناتجة عن تعطل الإمدادات الغذائية بسبب الحرب الروسية – الأوكرانية، وإنتشار الحمائية في سياسات التجارة الخارجية للسلع الزراعية، ونقص إنتاج الغذاء في العالم جراء التغيرات المناخية.

وأوضحت أن التصحر يتسبب سنوياً في تدهور نحو 12 مليون هكتار وهو ما يعادل 28 مليون فدان من الأراضي، ويؤثر في 40 % من سكان العالم، ويصيب جميع القارات، ولا تتوقف التداعيات السلبية للتصحر في الجانب الغذائي فحسب, بل تتعداها إلى أضرار تهدد صحة الإنسان، والتنوع البيولوجي، وتغيرات المناخ، والإستقرار في مجمله.

وأضافت سعيد، أنه من المُبشرات ما أعلن عنه البنك الإفريقي للتنمية، من إنشاء مرفق بقيمة 1.5 مليار دولار، وإطلاق مبادرة لدعم 20 مليون مزارع في القارة الإفريقية بالبذور والتقنيات الزراعية لإنتاج 38 مليون طن من الغذاء بشكل سريع، بهدف تجنب أزمة الغذاء الناتجة عن تعطل الإمدادات الغذائية الناجم عن الحرب الروسية – الأوكرانية، وتحويل التحديات إلى فرص بإحداث تغييرات هيكلية في الزراعة لكي تعود القارة الأفريقية - كما كانت - سلة غذاء العالم. وكما يُقال«رُبَّ ضارة نافعة».

وتابعت المدرس بكلية الدراسات الإنسانية، من الأهمية بحث مزيد من آليات التمويل لتعزيز الزراعة المستدامة في دول القارة الأفريقية، وأهمها حوض النيل، والتي تمثل الخط الأمامي في مواجهة أزمات غذاء عالمية على مدى السنوات المقبلة، والعمل على تفعيل وتكامل مخرجات المؤتمر مع ما هو متوقع العمل هذا العام في سياق الدورة الخامسة عشر (COP15) لمؤتمر الأطراف في إتفاقية الأمم المتحدة بشأن التنوع البيولوجي المتوقع أن تُعقد في الصين، والدورة السابعة والعشرين (COP27) لمؤتمر الأطراف في إتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ المتوقع أن تُعقد في شرم الشيخ في مصر.

وقد إنعقدت الدورة الخامسة عشر لمؤتمر الأطراف في إتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (UNCCD) في مدينة أبيدجان عاصمة دولة ساحل العاج، خلال الفترة 9-20 مايو 2022، تحت شعار "الأرض، الحياة، الإرث: من الندرة إلى الإزدهار".

وقد لقى المؤتمر مشاركةً واسعةً من نحو 7000 مشارك، من الدول الأطراف في الإتفاقية البالغ عددها 197 دولة، من بينها مصر. وقد تنوع المشاركون بين خبراء وعلماء، وواضعي سياسات، وقادة دول، وممثلي حكومات، ووفود من منظمات تنمية، ومؤسسات تمويل، وممثلي القطاع الخاص، والمجتمع المدني، وأصحاب المصلحة الآخرين من جميع أنحاء العالم.

وعلى مدى 11 يوماً، ناقش المؤتمر قضايا وملفات حيوية حول البيئة، والتغيرات المناخية عموماً، وقضايا وملفات مكافحة التصحر خصوصاً، وذلك من خلال أربعة محاور رئيسة، هي:

مكافحة إزالة الغابات والتشجيع على إعادة التشجير، وتنمية الإنتاج الزراعي، وتطوير سلاسل القيمة الشاملة والمستدامة، وتحديد سلاسل القيمة المستقبلية.

واستطردت المدرس بكلية العلوم الإنسانية، أنه وفقا لما ورد في الإعلان الختامي لأعمال المؤتمر تعهد الأطراف بعدد من الإلتزامات أهمها:

-تسريع عملية إستصلاح مليارات الهكتارات من الأراضي المتدهورة بحلول 2030.

-تعزيز المقاومة إزاء الجفاف من خلال تحديد المناطق القاحلة التي تشهد توسعاٍ،

-مكافحة العواصف الترابية والغبارية ومخاطر متصاعدة أخرى تهدد بحدوث كوارث، ومعالجة الهجرات القسرية الناجمة عن التصحر وتدهور الأراضي.

كما تعهد الأطراف بإلتزامات أخرى منها:

-تعزيز حقوق الأراضي والمساواة بين الجنسين بإعتبارها عوامل تمكين مهمة لإستصلاح الأراضي بشكل فعالة.

-تعزيز الوظائف اللائقة في الأرض للشباب وتعزيز مشاركة الشباب في عملية مكافحة التصحر.