خلال جلسات «مؤتمر الموزعين الدولى» «كورونا» أعاد رسم صناعة توزيع الكتاب عالميا

خلال جلسات  «مؤتمر الموزعين الدولى» «كورونا» أعاد رسم صناعة توزيع الكتاب عالميا
خلال جلسات «مؤتمر الموزعين الدولى» «كورونا» أعاد رسم صناعة توزيع الكتاب عالميا

وسائل التواصل الاجتماعى ضرورة حياة لتسويق وبيع الكتب 

اختتم مهرجان الشارقة القرائى للطفل أعمال دورته ال13 أمس وجاءت المنحة الأميرية من الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ، بتخصيص 2.5 مليون درهم ( قرابة 12 مليون جنيه مصرى ) لتزويد مكتبات الشارقة بأحدث الكتب العربية والأجنبية المشاركة فى المعرض لتكون بمثابة تعويض غير مباشر للناشرين الذين قد تكون مبيعاتهم قد تأثرت سلبا بفترة الحداد الوطنى وتعطيل العمل حزنا على رحيل رئيس الدولة، الشيخ خليفة بن زايد ، رحمه الله.

، كما اضطرت ادارة المهرجان لإجراء تعديلات طارئة فى البرنامج والأنشطة الثقافية المصاحبة لتتواكب وتتلاءم مع أيام الحداد ، ومن ذلك ترحيل موعد عقد أول مؤتمر لموزعى الكتب على مستوى العالم ، فتم ترحيل موعد الإنعقاد.


 المؤكد أن خريطة وشكل توزيع الكتب قد تغيرت على مستوى العالم ، واختفت أو كادت أن تختفى الطرق التقليدية لتوزيع  الكتاب ، والتى استقرت عبر عدة عقود ، فلم يعد يكفى أن تنتج كناشر محتو جيد لمبدع حقيقى ليكون ذلك ضمانة أن العمل سيلقى الرواج والبيعات المنتظرة ، لأنك ببساطة لن تستطيع ان تصل الى جمهورك  المستهدف ، هذا التغيير الذى طرأ على شكل وآلية توزيع الكتاب على مستوى العالم ، استدعى ان تقوم إمارة الشارقة بتنظيم أول مؤتمر من نوعه على مستوى العالم لموزعى الكتب ، ، على هامش فعاليات «مهرجان الشارقة القرائى للطفل».

وبحضور أكثر من ٣٨٥ موزع وناشر وبائع كتب من ٥٦ دولة، انعقد هذا المؤتمر الأول من نوعه فى العالم ، بحضور الشيخة بدور القاسمي، رئيسة الاتحاد الدولى للناشرين،  لمناقشة التوجهات القائمة والمستقبلية فى مجال توزيع الكتب، وبحث سبل تعزيز الجهود الرامية لتطوير منظومة النشر على الصعيدين الإقليمى والعالمي.

 
قالت الشيخة بدور القاسمي: «أعلم أن موزعى الكتب لا يدخرون جهداً لإيجاد طرق إبداعية لتعزيز تفاعل القراء وإيصال الكتاب إلى متناول أيديهم، وتضاعفت تلك الجهود فى ظل تحديات مواكبة احتياجات القراء وسلوكياتهم المتغيرة، بالإضافة إلى نمو استخدام الوسائل الرقمية فى الحياة اليومية، فمنذ بداية الجائحة، برز دور التعاون فى ضمان مرونتنا لمواجهة هذه التحديات».


  ووجهت الشيخة بدور رسالةً إلى موزعى الكتب وأصحاب المكتبات فى العالم أجمع، قالت فيها: « لن تكونوا بمفردكم فيما تبذلون من جهود كبيرة لتعزيز ثقافة القراءة، وبناء وعى المجتمعات والأفراد تجاه أهمية القراءة، فالناشرون يقفون إلى جانبكم، ويقدمون لكم كامل الدعم لاستكمال مسيرتكم للوصول إلى نتائج أكبر.


أحمد العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب قال انه ومن خلال تنظيم هذا المؤتمر الأول من نوعه على مستوى العالم، نتطلع إلى فتح منصة لعرض التجارب والحوار بين رواد توزيع الكتب .


نصائح ذهبية
 وجاءت الجلسة الأولى للمؤتمر، التى أدارها كيو- يو ليانغ، مستشار الأعمال المتخصص بقطاع توزيع الكتب، تحت عنوان «استفادة موزعى الكتب من القطاع الرقمى والتجارة الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي» ، قال نانا أويريه الشريك المؤسس لـ «بوك نوت» من غانا ، أن بناء الثقة بين بائع الكتب والمستهدفين على وسائل التواصل الاجتماعى يمثل حجر الأساس لنجاح تجربة بائع الكتب فى خلق عالم تجارى افتراضى قادر على التوسع والنمو،إضافةً إلى ضرورة أن يكون لدى بائع الكتب مهارة عالية فى اختيار الفئات المستهدفة من الكتب وتحديد رغباتها وتفضيلاتها،وأكد أهمية تطوير الخدمات اللوجستية المرتبطة بتوصيل الكتب، إضافةً إلى التركيز على تطوير الاستجابة فى خدمة ما بعد البيع. 


أما محمد قنديل الرئيس التنفيذى لدار ملهمون للنشر والتوزيع  فقال أن التوزيع الناجح يبدأ بمعرفة أهمية المكان الذى يقام فيه المتجر، والأهداف التى يطمح الموزع للوصول إليها، وآلية تحديد هذه الأهداف والأدوات اللازمة لإنجازها، مشيراً إلى ضرورة التفاعل مع العملاء على وسائل التواصل الاجتماعي، وفهم متطلباتهم ووضعها ضمن بيانات خاضعة للتحليل لتلبية ما يتجدد من رغباتهم.


و لفت وأديدوتن إييناديه، الرئيس التنفيذى لمتجر بيع الكتب «روفينغ هايتس» فى نيجيريا  النظرإلى ضرورة الإبداع فى التواصل كى يحظى موزع الكتب بحصة بين الكم الهائل من الموزعين الذين يعتمدون على التجارة الإلكترونية، مثل تنظيم فعاليات على الإنترنت وإيجاد روابط تسهل عمليات الشراء من الموقع، وتحفيز العملاء بالهدايا التى أثبتت دورها فى التحفيز على الشراء وجذب الآخرين. 


وتحدثت جورجيا روسو، من إيطاليا، (عبر تقنية الاتصال المرئي) حول الآليات الأساسية التى ينبغى أن يتبعها بائع الكتب عبر قناتى (إنستغرام) و(تيك توك)، حيث أشارت أن الأخير بدأ يأخذ حصة كبرى على وسائل التواصل، وهو ما يجعل منه واحداً من أهم قنوات الاتصال التى ينبغى على موزع الكتب أن يركز عليها،مؤكدةً أن التواصل الفعال مع العملاء يؤهل بائع الكتب إلى تحويل مستخدمى تلك القنوات إلى عملاء، وأن نجاح بائع الكتب على قنوات التواصل الاجتماعى يتعلق بالخصوصية التى يستطيع من خلالها أن يبنى قناة فريدة للتواصل مع الآخرين.


وفى جلسة بعنوان «تنظيم المخزون، وطريقة العرض وخدمة المتعاملين»، استضاف المؤتمر ريمى مورجان، الرئيس التنفيذى لـ «لاتيرنا فينتشرز» فى نيجيريا، وكينى تشان، مستشار فى «كينوكونيا» بسنغافورة، وبيتر كاكمار، مدير قسم المبيعات فى «أكار»،و سونيا دراجا، موزعة كتب من بولندا، وأدارها سايمون ليتلوود، مستشار دولى للنشر.


وفى حديثه خلال الجلسة، أكد بيتر كاكمار أن متاجر البيع تحتاج إلى دراسات متعددة لمواجهة المنافسة الشديدة من قبل قنوات التجارة الإلكترونية، وهذا ما يحتم عليها أن تنظر فى الواقع الحالى للسوق، وحالات العرض والطلب على منتجاتها، وأثر خدمة العملاء فى متابعة مسيرتها وتطوير أعمالها،وأشار إلى أهمية تدريب الموظفين فى متاجر الكتب التقليدية على التعامل مع الكتب وخدمة العملاء، وأن يكون لديهم المعلومات الكافية حول الكتب المعروضة ومحتواها، ليكون التواصل مع العملاء صحيحاً ومثمراً. 


بدوره، أشار تشان إلى أن الرؤية التى تنتهجها «كينوكونيا» تنبع من سعيهم إلى خلق فرص للتواصل البناء بين حضارات وثقافات العالم، ومن هذا المنطلق فإنهم يعملون على الاتصال مع المجتمعات المحلية التى يفتتحون فيها فروعاً لهم، ويبحثون عن التفاصيل التى تركز عليها تلك المجتمعات لتسليط الضوء عليها، وإثراء محتوى المكتبة بها. 


وأكد مورجان أن المتاجر التقليدية تبقى لها أهميتها لأنها تضمن التواصل الحقيقى والفعال مع العملاء، وتزويدهم بالنصائح المباشرة حول تفضيلاتهم، وتقديم الشرح حول الكتب والروايات المعروضة، كما أنها تقدم فعاليات للأطفال والعائلات تحفزهم لشراء الكتب. 


وعن تجربتها فى قطاع التوزيع، قالت سونيا دراجا: «المكتبات التقليدية ليست جاذبة للتسوق منها، ولذلك ينبغى أن يسعى بائع الكتاب إلى خلق أجواء تضمن إقبال الناس عليها، وتقديم قيمة مضافة للعملاء كى يقبلوا على شراء الكتب منها، من الاهتمام بالتصميم اللافت، وزيادة عوامل الجذب، وتنظيم الفعاليات والأنشطة المجتمعية، ودعوة رياض الأطفال إليها، لتكون محفزة للأهل والصغار على الإقبال على شراء الكتب». 


وفى كلمتها الرئيسة حول الأسواق الدولية لبيع وتوزيع الكتب، قالت ياسمينا كانوريك، من اتحاد موزعى الكتب الأوروبية والدولية: «بعد تحليل توجهات الأسواق خلال العام الماضي، تبين أن الوباء أعاد رسم ملامح صناعة توزيع الكتب على المستوى العالمي، التى شهدت فوارق كبيرة فى النمو عبر مختلف القنوات، ولاحظنا التكيف مع نماذج الأعمال الجديدة والتحولات فى سلوكيات المستهلكين، وصعود سوق الكتب الإلكترونية والصوتية».


وأكدت أنه وعلى الرغم من أن المبيعات الرقمية وخدمات البث المباشر والمشاهدة عند الطلب شهدت أكبر نمو فى العام ٢٠٢١، واستمرار تأثر المكتبات ومتاجر بيع الكتب بتداعيات الأزمة، إلا أن الفرص المستقبلية فى صناعة الكتاب تشمل تعزيز الحضور الإلكترونى والرقمي، وإطلاق المبادرات والفعاليات، وتعزيز الشراكات المحلية.

اقرأ ايضا | بمشاركة 139 دار نشر.. إنطلاق «الشارقة القرائي» الكبرى للطفل