قصة حب ضد القانون.. أحرجت السلطات الأمريكية

البحث عن الحارسة فيكي
البحث عن الحارسة فيكي

دينا جلال

أصبحت الحوادث والجرائم الأمريكية على أرض الواقع أقوى منافس للأفلام البوليسية والمغامرات والاكشن بكل ما تحمله الكلمات من معنى؛ فتحولت قصة هروب ضابطة السجن “فيكي وايت” إلى اشهر قصة يتداولها الامريكيون والاكثر عرضة على شاشات التليفزيون ومواقع الإنترنت والملصقات الإعلانية في كافة أنحاء الولايات الامريكية بعد أن تحولت إلى هاربة من العدالة بسبب تهريبها سجين متهم في عدة جرائم وينتظر حكم إعدامه، وحملت نهاية القصة مشهدًا دراميًا اكثر صدمة ودموية.

 

كشفت السلطات الأمريكية تفاصيل الجدول الزمني لقصة الهروب الكبرى التي وقعت احداثها المثيرة في ولاية الاباما الامريكية حين فاجأ المسئولون بتورط مسئولة الإصلاحية أو حارسة السجن “فيكي وايت” 56 سنة، مسئولة مراقبة السجناء ونقلهم من مقر سجن  مقاطعة لودرديل. 


بدأت الاحداث صباح يوم 29 ابريل بطلب استثنائي تقدمت فيه فيكي بطلب نقل السجين كيسي وايت، 38 سنة، إلى محكمة المقاطعة لخضوعه لاختبارات تقييم الصحة العقلية، واتبعت فيكي الإرشادات المعتادة حيث اصطحبت السجين الخطير مقيد اليدين والقدمين في الجزء الخلفي من سيارة الشرطة وغادرت مركز الاحتجاز إلا انها لم تتوجه إلى المحكمة واختفت تمامًا.

الجدول الزمني

مرت خمس ساعات كاملة تخللتها محاولات الاتصال بفيكي لمعرفة سبب تأخرها لتعلن إدارة السجن رسميًا اختفاء الحارسة والسجين وإغلاق هاتفها، وهنا اشار مدير شرطة المقاطعة «ريك سينجلتون» إلى دهشته منذ البداية بسبب طلب فيكي نقل السجين بمفردها وهو امر يعد خرقا كاملا لقوانين السجن حيث يلزم خروج المساجين مع حارسين على الاقل وكذلك لم يكن هناك وقت كاف للتأكد من جدية مثوله امام المحكمة، والمثير في الامر هو ما دار قبل الواقعة بيوم واحد فقط حيث كشفت إدارة السجن عن تقدم الحارسة فيكي بإستقالتها لتدعي رغبتها فى التفرغ لرعاية والدتها، وبالفعل كان يوم الهروب هو اليوم الاخير لها في العمل قبل التقاعد حيث باعت منزلها مؤخرًا وأخبرت زملاءها تخطيطها لقضاء إجازة طويلة على الشاطئ.

 

روايات الشهود

 نعود إلى المشاهد السابقة لفيكي خلال عملها فتباينت شهادة زملائها حيث اكد مأمور السجن؛ «ريك سينجلتون» انها كانت نموذجًا للالتزام والنشاط في اهم سجون ألاباما منذ 17 عاما، وسجلها نظيف يخلو من المشكلات، وحصلت خلال فترة عملها على لقب موظفة العام اربع مرات، وكذلك اعرب المدعي العام لمقاطعة لودرديل «كريس كونولي» عن صدمته فى الحارسة فيكي التي يكن لها الثقة والاحترام الدائم مؤكدًا أنه يلجأ إليها طوال الوقت لتنفيذ المهام الدقيقة لأنها موظفة قوية وشديدة الذكاء، وتناقضت شهادة زميلها فى السجن «تايسون جونسون» مع الشهادتين السابقتين ليؤكد؛ أنه لم يفاجأ مما حدث لأن فيكي تتسم بالذكاء الحاد كما توقع أن تطول فترة هروبها بسبب براعتها فى تغيير مظهرها وإخفاء موقعها، ودافعت والدتها عنها لتستبعد هروبها بموافقتها وألمحت إلى احتمال تعرضها لتهديد من السجين لتنفيذ خطة الهروب لأنها باعت منزلها ورغبت فى الاستقرار برفقة والدتها.

 

اتجهت التحقيقات سريعًا نحو احتمالية الهرب برغبة حارسة السجن نفسها، بل لم تعد احتمالات وإنما تأكد عناصر خدمة «مارشال» الامريكية -المسئولة عن إلقاء القبض على المطلوبين الهاربين وتوفير الحماية للقضاء الفيدرالي- عبر روايات الشهود من المساجين ممن أكدوا وجود علاقة عاطفية خاصة بين الضابطة فيكي والسجين كيسي مؤكدين أنه كان يحصل على طعام إضافي وامتيازات لم يحصل عليها أى سجين آخر، وقامت فيكي بتسريب هاتف إلى السجين لضمان التواصل الدائم بينهما على مدار عامين كاملين، وتأكد هروبهما سويًا عبر خط سيرهما حيث ابتعدا عن منطقة السجن وتركا سيارة الشرطة على جانب الطريق ثم إستقلا سيارة فورد حمراء رياضية تحمل لوحة تسجيل في ولاية الاباما وقامت فيكي بشرائها باسم مستعار، وعثرت الشرطة على السيارة بعد اسبوع من الحادث بعد أن حاولا رشها لإخفاء لونها المميز وفشلا فتخلصا منها خوفا من التعرف عليهما وعثرت الشرطة بداخل السيارة على متعلقات فيكي والسلاسل والقيود الخاصة بالسجناء.

تنكر المتهمين

لم تتوقف خطة البحث عند الاسماء الحقيقية للهاربين وانما نشرت السلطات الأمريكية أوصافهما إلى جانب العديد من الاسماء المستعارة للسجين والضابطة بدلا من الاسماء الحقيقية حيث تبين أن فيكي وايت قد استخدمت اسما مستعارا من قبل لشراء سيارتها الحمراء بالإضافة إلى تأكيد احتمال تغيير ملامحها عبر روايات زملائها حيث اكدوا انها تفضل تغيير ملامحها والظهور بشعر رمادي بدلا من ملامحها الشقراء، وقد تتنكر في هيئة امرأة مسنة وكأنها في السبعينات من عمرها، ورجحت التحقيقات تنكر السجين كيسي بمظهر شخص مسن جالس على كرسي متحرك لإخفاء هيئته العملاقة حيث يبلغ طوله 180 سنتيمترا وكتفيه عريضين وجسمه ممتلئ، ونشرت السلطات مواصفاته باعتباره مسلح خطير للغاية فى كافة انحاء الولاية، حيث يمتلك الهاربين اسلحة نارية وذخيرة، وهو الامر الذي دفع السلطات إلى التحذير من التعامل المباشر مع المتهم الهارب، وازدادت مهمة قوات البحث صعوبة بسبب ذكاء المتهمة التي فضلت استخدام النقود بعد بيع منزلها بدلا من بطاقات الائتمان خوفا من تتبعها بالأضافة إلى تخليها عن هاتفها  إلا أن جهاز الخدمة السرية الأمريكية حاول تتبع تحركاتها المالية ليشير إلى انها باعت منزلها في الأسابيع التي سبقت الهروب، وسحبت 90 ألف دولار نقدا من عدة بنوك في المنطقة.