بسبب القمص سرجيوس.. النحاس باشا يختبئ تحت السرير 

صورة موضوعية
صورة موضوعية

أحمد صبحي

وهبه الله فصاحة اللسان وموهبة الخطابة مما جعله قسا وخطيبا وثائرا وطنيا ويعد نموذجا مشرفا للوحدة الوطنية، وقف في وجه الإنجليز في مصر والسودان وخطب في الأزهر وفي مسجد ابن طولون وفي العديد من أشهر مساجد مصر، وألهب مشاعر المصريين جميعا حتى أطلق عليه الزعيم سعد زغلول "خطيب الثورة الأول".


القمص سرجيوس المولود بجرجا بمحافظة سوهاج عام 1882، اشتهر بغيرته على دينه ووطنه وكان محبوبا من الجميع، وعندما كان يخطب في الأزهر يعلن أولا أنه مصري وثانيا أنه مصري وأن الوطن لا يعرف مسلما ولا قبطيا.


وقد حدثت واقعة طريفة كان بطلها القمص سرجيوس والنحاس باشا رئيس حزب الوفد ونشرتها جريدة أخبار اليوم في 17 ديسمبر .1949

 

فقد ذهب النحاس باشا ورفاقه إلى الإسكندرية لمقابلة سعد باشا للاعتراض على "لجنة ملنر" التي جاءت إلى مصر لتهدئة الأوضاع بعد قيام ثورة 1919 وكان رئيس اللجنة هو اللورد ملنر وزير المستعمرات البريطانية

وكان رجال الحزب الوطني قد أعدوا اجتماعا في جامع أبي العباس بالإسكندرية ليخطبوا فيه ضد اتفاقية سعد وملنر.


فطار الخبر إلى النحاس باشا ولجنة الوفد بأن المجتمعين في جامع أبي العباس سيخرجون في مظاهرة كبيرة ويقصدون فندق ماجستيك حيث تقيم لجنة الوفد هناك.


وقد ذهب النحاس باشا إلى القمص سرجيوس بصفته خطيب الحزب وجماهيريته العريضة وسط المصريين ليطلب منه الذهاب إلى جامع أبي العباس ليخطب في الناس هناك ليخفف من حدتهم.


وبالفعل ذهب القمص سرجيوس ليواجه الألوف المتحمسة الهائجة وما أن وقف على عتبة الجامع ووقعت العيون عليه حتى هتفت الجماهير "يحيا الأب سرجيوس".


وظل القمص سرجيوس يخطب لمدة ساعة ونصف كاملة محاولا تهدئة الأوضاع ، وما أن انتهى حتى هتفت الجماهير "يحيا سعد".


فأسرع بالنزول وقام بالسير مع الجماهير في شوارع الإسكندرية متظاهرين تهتف لسعد والوفد المصري حتى بلغت المظاهرة فندق ماجستيك حيث كان النحاس باشا متواجدا هناك.


ولما سمع النحاس أصوات الهتاف وضجة ألوف المتظاهرين ظن أن سرجيوس فشل في إقناعهم وجاءوا ليهاجموا اللجنة فما كان من النحاس وباقي أفراد اللجنة إلى أن زحفوا تحت السرير مذعورين من بطش الجماهير.


وعندما اقترب المتظاهرين لمح أحد أفراد اللجنة الأب سرجيوس على رأس المتظاهرين ،فصاح في النحاس باشا أن سرجيوس هو الذي يقود المظاهرة وعندئذ تهللت أسارير النحاس باشا ومن معه ونهضوا من تحت السرير إلى الشرفة وهم يهتفون يحيا الأب سرجيوس.


المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم 

اقرأ أيضا| زيارة علمية للمساجد الأثرية لطلاب وأساتذة آداب جامعة حلوان