قافلة الشهداء..لا جنسيتك ولا سترة الصحافة تحميك

قافلة الشهداء..لا جنسيتك ولا سترة الصحافة تحميك
قافلة الشهداء..لا جنسيتك ولا سترة الصحافة تحميك

يكفى أن تكون ناشطًا معارضًا لممارسات الاحتلال الإسرائيلى كى تصبح هدفًا ثمينًا له، بصرف النظر عن جنسيتك. الناشطة الأمريكية ريتشيل كورى خير دليل، فقد سحقتها جرافة إسرائيلية عسكرية تابعة لقوات الاحتلال عام 2003 أثناء محاولتها إيقاف الجرافة عن هدم مبانٍ مدنية لفلسطينيين فى مدينة رفح بقطاع غزّة.


أما لو كنت مراسلًا صحفيًا تكشف الحقائق على الأرض، فلن تنقذك جنسيتك الأجنبية، ولن تنجيك سترتك الواقية التى تميزك كصحفى من نيرانه المصوبة الى رأسك أو بطنك.

مع أن هذه المعدات قياسية وتهدف إلى تمييز الصحفيين عن الحشود والمقاتلين بالإشارة إلى جميع الأطراف بأنه لا ينبغى استهدافهم. مع ذلك قُتل ما لا يقل عن 19 صحفيًا فى إسرائيل والأراضى الفلسطينية منذ عام 1992، وفقًا للجنة حماية الصحفيين ومقرها نيويورك.


من أشهر ضحايا الاحتلال، الصحفى البريطانى المستقل چيمس ميلر، 35 عامًا، قُتل بالرصاص أثناء تصوير فيلم وثائقى فى غزة فى مايو 2003. كان ميللر وطاقمه يحاولون مغادرة منزل أحد الأشخاص عندما قال زملاؤه وشهود عيان إن دبابة إسرائيلية فتحت النار. كان ميلر وطاقمه يرتدون ملابس واقية ويميزون كصحفيين. قال زملاؤه إنهم كانوا يشيرون إلى القوات الإسرائيلية بخططهم للمغادرة عندما أصيب برصاصة.


نفى الجيش الإسرائيلى مسئوليته وقال إن ميللر قتل برصاصة فلسطينية فى تبادل لإطلاق النار.. وقد برأ تحقيق إسرائيلى لاحق الجنود المتورطين.. رفضت عائلة ميلر النتائج التى توصلت إليها إسرائيل.

وطالبت بإجراء تحقيق مستقل. فى عام 2006، قضت محكمة سانت بانكراس كورونير بلندن بأن ميلر قُتل عمدًا استنادًا جزئيًا إلى النتائج التى توصل إليها محقق خاص عينته عائلة ميلر فور وفاته.. لم يتم توجيه اتهامات لأى شخص فى إسرائيل.


الصحفى الفلسطينى أيمن أبو حليمة الذى استشهد فى 2004 أثناء تغطيته لتظاهرات الاحتجاج والتنديد بجربمة اغتيال الزعيم الروحى لحماس الشيخ أحمد ياسين فى مخيم بلاطة.
فاضل شناعة، 23 عاماً، مصور فلسطينى لوكالة رويترز.. قُتل فى غزة عام 2008 عندما فتحت دبابة إسرائيلية النار عليه وعلى طاقم الفيلم.. كانت الدبابة.

وقذيفة انفجارها آخر الصور التى التقطها من كاميرته المثبتة على حامل ثلاثى الأرجل.. كان شناعة يرتدى درعًا أزرق عرَّفه بأنه صحفى وكان تحرك فى سيارة تحمل علامة «تليفزيون». عبّر الجيش الإسرائيلى عن «أسفه» لقتله، لكنه برر لرويترز أن قواته تواجه «قتالاً مستمراً ضد منظمة إرهابية مسلحة ومتطرفة وخطيرة» فى المنطقة.. بعد أربعة أشهر، برأ تحقيق إسرائيلى جنوده.

وخلص إلى أنهم «غير قادرين على تحديد طبيعة الجسم المركب على الحامل ثلاثى القوائم وتحديده بشكل إيجابى على أنه صاروخ مضاد للدبابات أو قذيفة هاون أو كاميرا تليفزيونية».. رفضت رويترز النتائج وطالبت بإجراء تحقيق مستقل.


أيضًا سايمون كاميلى، 35 عامًا، مصور صحفى إيطالى لوكالة أسوشيتد پرس.. توفى فى أغسطس 2014 أثناء تكليفه بمهمة فى قطاع غزة.. كان يصور الشرطة المحلية وهم يبطلون مفعول ذخائر غير منفجرة من الحرب بين إسرائيل وحماس عندما انفجر أحدها بشكل غير متوقع.. كما لقى مترجم كاميلى الفلسطينى حتفه فى الانفجار.. وكان الصحفى الأجنبى الوحيد الذى توفى نتيجة هذا الصراع.


المصور الصحفى الشهيد ياسر مرتجى الذى أطلق قناص إسرائيلى النار عليه وقتله فى أبريل 2018 أثناء تغطيته لاحتجاجات كبيرة على طول حدود غزة مع إسرائيل.. مثل شيرين، كان مرتجى يرتدى سترة صحفية عندما أصيب برصاصة.. فى نفس العام استشهد الصحفى الفلسطينى أحمد أبو حسين نتيجة إصابته برصاصة فى بطنه أودت بحياته. فى 2021، استشهد المراسل الإذاعى الفلسطينى يوسف أبو حسين أثناء غارة إسرائيلية على منزله فى حى الشيح رضوان بغزة.. بخلاف هؤلاء هناك أكثر من 12 صحفيًا آخر استشهدوا برصاص الاحتلال الإسرائيلى.

اقرأ ايضا | فلسطين: عائلة الرجبي وبنايتها ضحية مباشرة للاحتلال وازدواجية المعايير الدولية