أمريكا أطلقت اسمها على مرض نادر

الدكتورة مها زكى تُنقذ أطفال العالم.. توصلت إلى سر جينات تشوهات المخ

د. مها زكى تُنقذ أطفال العالم باكتشافات فريدة
د. مها زكى تُنقذ أطفال العالم باكتشافات فريدة

عمر يوسف

توصلت إلى سر جينات تشوهات المخ

قدمت مصر طوال السنوات الماضية العديد من العلماء الذين أبهروا العالم باكتشافاتهم العلمية وأبحاثهم فى مختلف المجالات، لتأتى الدكتورة مها زكى، أستاذ ورئيسة قسم الوراثة البشرية وأبحاث الجينوم بالمركز القومى للأبحاث، لتكون حلقة جديدة من سلسلة علماء مصر.


ونجحت الدكتورة مها زكى برفقة باحثين فى كلية الطب جامعة كاليفورنيا ومركز سان دييجو ومعهد رادى للأطفال للطب الجينى فى اكتشاف مرض وراثى غير معروف يصيب الأطفال، قبل مرحلة الأجنة، الأمر الذى يؤثر على نمو العديد من أعضاء الجسم قبل الولادة، بما فى ذلك العين والمخ واليدان والكلى والقلب، وذلك ما دفع جامعة كاليفورنيا لإطلاق اسمها على المرض ليكون « متلازمة زكي».

حصلت د. المصرية على العديد من التكريمات حول العالم بعد اكتشافها المرض، كما حصلت على جائزة الدولة التقديرية فى العلوم والتى قدمها لها الرئيس عبد الفتاح السيسى فى احتفال عيد العلم عام 2019، وحصلت على جائزة التفوق العلمى 2011.
تحكى د. مها زكى «للأخبار»: تخرجت فى كلية الطب جامعة القاهرة، وحصلت على ماجستير فى الأطفال عام 1991، ودكتوراه أطفال 1998.. ودخلت المركز القومى للبحوث 1986، وعملت فى الوراثة، ذلك القسم الذى كنت أتمنى أن أتخصص فيه منذ البداية، خاصة الوراثة الإكلينيكية.

وتابعت: «الوراثة العصبية هى كل ما يخص الجهاز العصبى والحركى، كما أحب الشغل على تكوينات وتشوهات المخ، وكذلك قراءة الرنين المغناطيسى، وبعد انتهائى من الدكتوراه تواصلت مع الكثير من المراكز فى الخارج، وقمنا بتعاون مشترك بيننا فى اكتشاف الجينات الخاصة بتشوهات المخ، وبالفعل اكتشفت الجينات الخاصة بالتأخر الذهنى وعدة أمراض عصبية».
وأضافت: «مثلى الأعلى والدى، الذى كان عميد كلية الزراعة جامعة عين شمس، ووالدتى الأستاذة بالمركز القومى للبحوث، كنا عائلة علمية بالكامل، وعلمنى والدى أن العلم أساس الكون والحياة، والشيء الذى بإمكانه أن يفيد كل ما على الأرض من كائنات».


أما عن اكتشاف متلازمة زكى، قالت الدكتورة مها زكى:» كان فى تعاون بينى وبين جامعة كاليفورنيا، والفترة الماضية كان فى مشروع مشترك معهم، وتم اكتشاف المرض على حالة مصرية كان معها طفلان فى حاجة إلى تشخيص، ومعرفة ما إذا كانا سينجبان مرة أخرى أم لا، وبعد عمل الفحوصات والتحاليل اللازمة، عملنا مسحًا جينيًا بالتعاون مع جامعة كاليفورنيا، فى البداية لم نتوصل للجين وبعدها تناقشت مع الأطباء فى أمريكا حول إيجاد شىء له علاقة بالتخليق، وبالفعل نجحنا فى الوصول إلى الجين المسئول عن التخليق، وهذا الجين مسئول عن بداية تخليق الجنين، وهو المتسبب الرئيسى فى تشوهات الجنين».


تابعت:«بعدها حقنَّا الجين فى حيوانات التجارب، وجدنا الفار ولد برأس صغير وعنده تشوهات فى الأطراف والكلى، حاولنا بعدها التوصل لعلاج يحسن هذا الأمر، اكتشفنا عقارًا وعندما نفذناه على حيوانات التجارب، ارتفعت نسبة النجاح إلى 75%، وحتى الآن التجربة لا زالت على حيوانات التجارب، والخطوة القادمة ستكون هناك تجارب سريرية لمعرفة النتائج الفعلية له على البشر».
وأضافت أن نجاح العقار على فئران التجارب كان سببًا فى نشر تجربته فى أكبر مجلة علمية فى العالم وهى مجلة  The New England Journal of Medicine، ولأنها أول من شَخَّص الحالة وعرف المتلازمة أطلق فريق البحث الأمريكى اسمها على الجين.


واختتمت حديثها: «أريد أن أوجه رسالة للأطباء والباحثين فى مصر، لا شىء يأتى بالساهل، الشخص فى حاجة إلى التركيز والتعب الشديد، كما أننا نمتلك قدرات وخبرات كبيرة، المعلم الوحيد للأطباء فى مختلف أنحاء العالم هو المريض، يجب أن تعلم منه بشكل جيد حتى نفيده ونفيد غيره».