نهار

هى رحمة الله!!

عبلة الروينى
عبلة الروينى

على شاهد الصليب،فوق مقبرة الشهيدة الفلسطينية شيرين أبوعاقلة فى القدس، وضعوا «السبحة»..بينما كان المشيعون، يقطعون أزقة القدس،حاملين الجثمان، وصوتهم يعلو بالتكبير.. الله أكبر..الله أكبر..وأمام ساحة المستشفى الفرنسي، اصطف شباب القدس، يصلون الجمعة وصلاة الغائب..وفى كنيسة الروم الكاثوليك يصلون صلاة الوداع.....شيرين أبو عاقلة ابنة القدس(أمريكية الجنسية)...المسيحية التى توزع طوال رمضان الإفطار على المحتاجين، وتعالج الفقراء من أبناء بلدتها على نفقتها الخاصة...شيرين أبو عاقلة التى خرج الجامع والكنيسة معا فى نفس اللحظة،يصلون عليها فى مشهد مهيب ممتليء برحمة الله..
<<<


طالبت السلطات الإسرائيلية أهل شيرين أبو عاقلة بعدم رفع العلم الفلسطينى فوق منزلها...وفى الجنازة اعتدت الشرطة الإسرائيلية على المشيعين..ضربتهم بالهراوات، ونزعت العلم الفلسطينى من بين أيديهم، وأطلقت قنابل صوتية لمنع الهتاف ومنع تحويل الجنازة الى تظاهرة!!
<<<


طالبت وزارة الخارجية الأمريكية، الجيش الإسرائيلى تحديدا بالتحقيق(وليس أى جهة تحقيق)!!....ليسارع الجيش الإسرائيلى (مرتكب الجريمة)بالإعلان،أن من غير الممكن تحديد مصدر الرصاصة، هل هى إسرائيلية ام فلسطينية؟!...
<<<


وفى معركة أفدح..نسوا القاتل ورصاصاته.. نسوا الاحتلال وجرائمه..نسوا القدس وكل محاولات تهويدها وانتهاكها اليومي..نسوا الدين الحق..وانشغل شيوخنا البؤساء، فقط بسؤال هل تجوز الرحمة على مسيحية أو مسيحي؟ هل يحق وصفها بالشهيدة؟.... منحوا لأنفسهم صكوك الرحمة والمغفرة، يوزعونها على مايريدون وما يحلو لهم!!..مرة يرفعون الرحمة!!...ومرة يرفعون السلام!!... ومرة يرفعون التهنئة فى الأعياد!!.... أصبحت الصورة عدوانا وتعديا..تتجاوز وصف التعصب والجهل، وتتجاوز الصمت عليها أو تجاهلها...الى ضرورة التصدى لها كشكل من أشكال الازدراء والتعدي، ليس فقط على دين آخر، لكن أيضا على جوهر ديننا وجوهره الرحمة» وماأرسلناك إلا رحمة للعالمين».