كتبت: أسماء سالم
كان إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي عام 2022 عاما للمجتمع المدني بمثابة شرارة البدء في توفير كل المقومات التي تمنح القادرين باختلاف حقهم الطبيعي في حياة عادية شأنهم شأن جميع المواطنين، وكان طبيعيًا أن يكثف المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة من تنسيقهم مع جميع جهات الدولة من أجل المشاركة بفاعلية في توفير كافة احتياجات القادرين باختلاف وتأهيلهم لسوق العمل.
وفي السطور التالية نستعرض بعض جهود المجلس القومي للاشخاص ذوي الاعاقة بقيادة الدكتورة ايمان كريم.
يحرص المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، على متابعة جميع الجهود التي تبذلها كافة مؤسسات الدولة لمساعدة القادرين باختلاف على ممارسة حياتهم
الطبيعية، وفي إطار هذه الجهود قام الأزهر الشريف في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ53، بعرض النسخة التجريبية من مصحف الأزهر الشريف بطريقة «برايل» المعروضة في جناح الأزهر، والذي يأتي تتويجًا لطريقة برايل التي يحتفي بها العالم في الرابع من يناير من كل عام .
وتعد إتاحة المصحف الشريف بطريقة برايل للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، من أجل تيسير قراءة وحفظ القرآن الكريم لفئة الإعاقة البصرية التي تمثل 5% من المجتمع المصري طبقًا لتعداد السكان في عام 2015، ولفتت الدكتورة إيمان كريم المشرف العام على المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة إلى أن تبني الأزهر الشريف لهذا المشروع يُعد خطوة جادة من الازهر التي تؤمن بالدور الفعال لهذه الفئة في المجتمع المصري، وامتدادًا لرسالتها في نشر القرآن الكريم وعلومه لكافة أفراد المجتمع بشكل يحقق التوازن المجتمعي في عملية التثقيف الديني.
وطالبت د. ايمان كريم جميع جهات الدولة المختصة أن تحذو حذو الأزهر الشريف من خلال إتاحة المطبوعات الثقافية للأشخاص ذوي الإعاقة بشكل عام، الأمر الذي يسهم في رفع الوعي لديهم، لاسيما عملية التثقيف الديني لمحاربة الأفكار المتطرفة التي تستهدف زعزعة أمن واستقرار البلاد.
واستكمالا لتعزيز الدور الثقافي، فقد شاركت الدكتورة إيمان كريم المشرف العام على المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، في حفل تخرج عدد من ذوي الإعاقة من "SEED'01"الذي نظمته مؤسسة "حلم" بمتحف الحضارة بمدينة الفسطاط، بحضور وزيرة التضامن الاجتماعي الدكتورة نيفين القباج، والتي أكدت على ضرورة أن تشمل التدريبات جميع الاعاقات ولا تقتصر على إعاقة بعينها، مع إتاحة فرصة إبداء الرأي للأشخاص ذوي الاعاقة في التدريبات والبرامج التي سيشاركون فيها.
أما عن المبادرات المجتمعية المختلفة التي تطلقها مؤسسات المجتمع المدني على مستوى محافظات الجمهورية لتنمية مهارات الأشخاص ذوي الاعاقة وتأهيلهم لسوق العمل، الذي يتفق مع استراتيجية الدولة المصرية للتنمية المستدامة ٢٠٣٠، ويتماشى مع إعلان السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي عام ٢٠٢٢ عامًا للمجتمع المدني.
جهود منظمات المجتمع المدني في المحافظات إلى جانب مؤسسات الدولة له دور كبير في تغيير ثقافة المجتمع حول الأشخاص ذوي الاعاقة، والتأكيد على أنهم أشخاص فاعلين في المجتمع، من خلال البرامج والمنح وفرص العمل التي تعمل هذه الجمعيات على توفيرها لهم، وبرنامج SEED من أكاديمية حلم قدم منحة مجانية لـ500 شخص من الأشخاص ذوي الإعاقة لتنمية مهاراتهم وتأهيلهم لسوق العمل، ويأتي تحت رعاية وزارة التضامن، بالشراكة الاستراتيجية مع دروسوس، وبرعاية من بنك القاهرة، وبدعم من هيئة التعاون الدولي اليابانية (جيكا)، وسفارة جمهورية ايرلندا، وبالشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان للدول العربية وشركة راية.
تعليم التوحد
بمناسبة اليوم العالمي للتوعية باضطراب طيف التوحد، الذي يوافق 2 إبريل من كل عام، والمحدد من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2007، وتم الاحتفال به لأول مرة في عام 2008، فقد حرص المجلس بالاحتفال بذلك اليوم الذي يهدف إلى إذكاء الـوعي لـكافة فئـات المجتمع بمرض التوحد والمصابين به، فإن العالم يحتفل بهذه المناسبة خلال هذا العام يركز على التعليم الشامل، والذي هو أحد أهداف التنمية المستدامة، وذلك يكون من خلال العمل على ضمان إتاحة التعليم الجيد والشامل والمنصف أمام الجميع مدى الحياة، وضمان تكافؤ فرص الوصول إلى جميع مستويات التعليم لكافة الفئات، بالإضافة إلى الاهتمام بإتاحة التدريب المهني للأشخاص ذوي الإعاقة، الأمر الذي يسهم في تحسين مستوى المعيشة لجميع أفراد المجتمع والحد من أوجه التفاوت، لاسيما القضاء على التمييز بين الجنسين في التعليم.
أكد المجلس على أهمية قضية التعليم لكافة المجتمعات بجميع فئاتها، فهو أول لبنة في بناء الدول المتحضرة، لاسيما تلك التي أخذت على عاتقها مهمة الإصلاح والتنمية، فالتعليم يجعل المجتمعات تمضي قدمًا نحو التقدم والازدهار، ويدفعها نحو مواكبة كل ما يستجد من تطورات، فضلاً عن تحقيق الرفاهية والحياة الكريمة للأفراد والأسر، لافته إلى أن الأشخاص ذوي الإعاقة يعيشون عصرهم الذهبي في الجمهورية الجديدة منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي سدة الحكم.
وأوضحت المشرف العام على المجلس، أن الدولة المصرية عملت على إتاحة غرف مصادر للدمج فى المدارس، وتنمية وتطوير آليات المشاركة المجتمعية التي تراعى تحقيق جودة النظام التعليمي بما يوافق النظم العالمية، بالإضافة إلى الاهتمام بتطوير المناهج والمواد الدراسية، إلى جانب الاهتمام بأنشطة وتنمية مهارات الطلاب من ذوى الاعاقة فى الفنون المختلفة، فضلاً عن تنظيم مسابقات للقراءة، والعمل على تنمية المواهب الموسيقية.
وأضافت د. ايمان أن المجلس تعاون مع الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد، لإدراج مجموعة من التيسيرات التي تضمن إدراج الطلاب من ذوي الإعاقة في التعليم الأساسي والجامعي وفق معايير جودة التعليم واعتماد الكليات والمدارس في المراحل التعليمية المختلفة، بالإضافة إلى تعاونه مع وزارة التعليم العالي وفق البروتوكول الموقع بين الجانبين خلال عام 2016، في تعديل لائحة قبول الطلاب من ذوي الإعاقة في الجامعات المصرية، بحيث تسمح لهم بدخول الكليات والأقسام التي يرغبون في الالتحاق بها، وذلك إلى جانب التنسيق مع الوزارة من خلال المجلس الأعلى للجامعات، لإنشاء مراكز تميز لهم بكافة الجامعات المصرية التابعة للوزارة، وذلك للحصول على كافة الخدمات التعليمية والإدارية والاجتماعية والأنشطة الطلابية.
الرياضة
كما يحرص المجلس بالمشاركة في جميع الفعاليات، والتي منها اليوم الرياضي للمرأة المصرية الذي نفذته وزارة الشباب والرياضة، تحت عنوان "الرياضة للتنمية لدعم حقوق المرأة والفتاة"، الذي يهدف إلى الترويج لممارسة الرياضة، مشيدة بالبطولات الرياضية المحققة من جانب المرأة ذات الإعاقة.
وشجعت المشرف العام بالمجلس، كافة أفراد المجتمع على أهمية ممارسة الرياضة لما لها من دور هام وحيوي في بناء الأجسام، والحفاظ على نشاط الذهن وزيادة التركيز، فضلاً عن الطاقة الإيجابية التي تبثها في النفس، مشيرة إلى أن الرياضة تحظى باهتمام بالغ من جانب الأشخاص ذوي الاعاقة بصفة عامة والمرأة ذات الإعاقة بصفة خاصة وأكبر دليل على ذلك البطولات الدولية المحققة من قبلهم، مؤكدة أن المجلس سيعمل خلال الفترة المقبلة على زيادة دعمه للفتيات والمرأة ذات الإعاقة في المجال الرياضي إلى جانب المجالات الأخرى من خلال برامج ودورات تدريبية وورش عمل متنوعة هدفها تحقيق التمكين الرياضي.
التمكين الرقمي
شاركت د. إيمان كريم المشرف العام على المجلس، في فعالية "مستقبل تمكين المرأة في عصر التحول الرقمي" التي نظمتها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، تحت شعار "فرص رقمية مستدامة"، مشيرة أن تقدم الدول اقتصاديًا يتوقف على مدى تحقيقها لمبدأ التحول الرقمي، لأن ذلك يسهم في تقديم خدمة ذات جودة عالية، وفى وقت قياسي للمواطن، الأمر الذي يقلل من النفقات بتحسين الكفاءة وفاعلية الأداء، مشيرة إلى أن ذلك لن يتحقق إلا من خلال الحد من أوجه التمييز بين الجنسين، وتحقيق مبدأ المساواة، والعمل على تمكين المرأة من خلال توفير العديد من البرامج والتدريبات المختلفة لهن، الخاصة بتوعيتهن بأهمية التحول الرقمي، والارتقاء بإمكانياتهن، وإكسابهم خبرات متنوعة في جميع المجالات، وتوفير فرص الإتاحة والوصول للخدمات التكنولوجية الأساسية.
تمكين المرأة عامةً، والمرأة ذات الإعاقة خاصةً، والعمل على توظيف خبراتهن واستغلالها الاستغلال الأمثل باعتبارها شريك أساسي في تنمية المجتمع، وتشجيعهم على الاستفادة القصوى من الحلول التكنولوجية المبتكرة، يسهم في إقامة مجتمع معرفي يدعم الفرص المتساوية للمشاركة بفاعلية في عملية التنمية الشاملة التي تبنتها الدولة المصرية
