ميشيل فولان: غالبا ما أصف لقائي بمصر بالحب من النظرة الأولى

ميشيل فولان: غالبًا ما أصف لقائى بمصر  بالحب من النظرة الأولى
ميشيل فولان: غالبًا ما أصف لقائى بمصر بالحب من النظرة الأولى

بقلم : إبراهيم فوزى
ميشيل فولان هى روائية فرنسية، عاشت فى إفريقيا _ وتحديدًا فى السنغال ومدغشقر _حتى سن الخامسة عشرة؛ لأن والدها كان يعمل جنديًا فى الجيش الفرنسي. وفى أوائل العشرينات من عمرها أصيبت بمرض السرطان، لكنها حاربت المرض بالكتابة، فقد وجدت فيها الملاذ والحياة، صدر لها العديد من الروايات، وحصلت روايتها «فى ظلال الأسوار» على جائزة أفضل المبيعات عام 2010؛ حيث طُبعت منها سبعون ألف نسخة ، الاستحسان الذى لاقاه عملها الأول كان محفزًا لها على الاستمرار فى الكتابة.
 غالبا ما تعبر ميشيل فولان عن حبها الشديد لمصر لدرجة أن والدها أطلق عليها شقراء مصر، أجرى إبراهيم فوزى هذا الحوار معها بالفرنسية عبر الإيميل، وتحدثت فيه عن مرضها وعشقها لمصر، والكتابة، وترجمة روايتها الأولى للعربية.


تقول الناقدة والروائية الأمريكية سوزان سونتاج: «المرض هو الجانب المظلم من الحياة، إنه مواطنة مرهقة وشاقة، فكل شخص وُلد مواطنًا فى مملكة الأصحاء، وفى الوقت نفسه يُولد مواطنا أيضًا فى مملكة المرضى. ومع أننا جميعاً نفضل أن نحمل جواز سفر مملكة العافية، فنحن مجبرون آجلا أم عاجلا على الأقل لفترة من الزمن، أن نعد أنفسنا مواطنين فى مملكة المرض». كيف كانت رحلتك مع المرض؟ وما هو صداها فى كتاباتك؟ وكيف ساعدتك الكتابة فى التغلب على المرض؟


 عندما علمت بخبر إصابتى بمرض السرطان، أحسست بالحاجة لانتشال نفسى من الاكتئاب الذى سببه لى تشخيص الطبيب، هنا فرضت الكتابة نفسها؛ فكانت الدافع للتكيف مع المرض. حاولت فى كتاباتى أن أرسل رسالة أمل، رسالة مفادها أننا نستطيع تخطى كل مصاعب الحياة بالإراده.

نطالع على الغلاف الأمامى لكتابك «سنبلة سوداء فوق الأهرامات» هذا الاقتباس «إن كنت تخشى الحب فلا تأتِ إلى مصر لأنك ستجده فى كل مكان؛ فى المناظر، وفى العادات، وفى الضيافة. لذلك إن حاولت مقاومة حب مصر، فإنك مهزوم لا محالة». حدثينا عن ارتباطك بمصر وجدانيًا.


غالبًا ما أصف لقائى بمصر بالحب من النظرة الأولى. لقد أحسست شعورًا غريبًا منذ عشر سنوات عندما خرجت من مطار القاهرة لأول مرة، وعندما عدت إلى بيتى شعرت بالغربة. لأننى شخص يؤمن بالروحانيات، فكان لدى شبه يقين بأننى مصرية، ولكن فى حياة أخرى. أعتقد أن الحب الذى أكنّه لمصر قد لمسه الشعب المصري؛ وهذا يفسر العلاقات الوطيدة بينى وبين أصدقائى المصريين الذين يستقبلوننى دائمًا بكرم وحفاوة.


لماذا قررت كتابة ثلاثية روائية عن مصر؟
لم أقرر أن أكتب ثلاثية عن مصر. كتبت عملى الأول الذى لاقى استحسان العديد من القراء الذين طلبوا منى الاستمرار فى كتابة أعمال أخرى، ومن هنا جاءت الثلاثية. يمكننا القول إن الثلاثية فرضت نفسها.

الترجمة العربية لروايتك «دموع النيل» ستصدر قريبًا. حدثينا عن هذه التجربة، وماذا تعنى لك هذه الترجمة؟
ترجمة «دموع النيل» بالنسبة لى مهمة بشكل كبير. كانت بدايتها حلم من صديقتى العزيزة منال الخضر التى كانت تريد تحقيق ذلك الحلم، ولكن للأسف تقلبات الحياة لم تسمح لنا بأن نكمل مشروعنا. كنت حزينة لفقد صديقتى المقربة إلى قلبي، ولكن قبل رحيلها أسندت مهمة الترجمة إلى صديقنا المشترك شعبان السيد، وهو يعكف حاليا على الترجمة، ونحن بانتظار نشرها على أحر من الجمر.


لقد قدمتِ العديد من ورش العمل فى الكتابة الإبداعية فى العديد من الأماكن هنا فى مصر، فما هى نصيحتك للكتاب الجدد؟
 كثيرًا ما أستثمر أوقاتى فى ورش الكتابة الإبداعية؛ فأنا أحب أن أغرس حب القراءة والكتابة، وأنقل هذا الذوق إلى الأجيال القادمة. أما النصيحة التى بإمكانى توجيهها إلى شباب الكُتَّاب هى أن يتركوا العنان لمشاعرهم، ثم يهتمون بعد ذلك بالتراكيب النحوية وبناء الجملة. أنا مقتنعة - ولدىَّ دليل كافٍ لذلك- أن قُرائى دائمًا ما يلجأون إلى كتاباتى لأنهم يشعرون فيها بالكلمات التى يريدون التعبير عنها.


أخيرا، ما هى أحدث مشروعاتك على المستويين الشخصى والأدبى؟
مشاريعى بالطبع تتمحور حول الاستمرار فى الكتابة سواء أكانت تلك الكتابة مستوحاة من رحلاتى أو لا، ولكن هذا ما سيحدده المستقبل. وبشكل شخصى فأنا أجهز لزيارة مصر فى شهر مايو من هذا العام 2022، فالعودة إلى هذا البلد هى بالنسبة لى مصدر سعادة غامرة.

اقرأ ايضا | «آرثر ميللر» يكشف لماذا كتب مسرحية «البوتقة»