رغم الحرب.. أوروبا تحاول مساعدة أوكرانيا للبقاء كمورد أساسي للحبوب في العالم 

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تحاول أوروبا قدر الإمكان مساعدة أوكرانيا وإعادتها إلى دورها كمورد أساسي للحبوب لأوروبا والعالم، وذلك على الرغم من الحصار الشديد الذي تفرضه عليها القوات الروسية منذ بداية العملية العسكرية في فبراير الماضي.

واقترحت أوروبا إنشاء ما أسمته «ممرات تضامن» من أجل الحفاظ على استمرار تصدير أوكرانيا منتجاتها الزراعية، موضحة أن الأزمة الحالية حجبت ما لا يقل عن 20 مليون طن من الحبوب، الأمر الذي يهدد الأمن الغذائي العالمي.

اقرأ أيضًا: الفاو: تدهور الأمن الغذائي العالمي يزداد حدة

وفي بيان لمفوضة النقل بالاتحاد الأوروبي، أدينا فاليان قالت: «20 مليون طن من الحبوب يجب أن تغادر أوكرانيا في أقل من ثلاثة أشهر باستخدام البنية التحتية للاتحاد الأوروبي. وعلى الرغم من أنه يبدو تحي كبير إلا إنه ضروري».

وتابعت في بيانها إنه من الضروري من أجل تحقيق ذلك، تنسيق السلاسل اللوجستية وتحسينها، وإنشاء طرق جديدة، وتجنب الاختناقات قدر الإمكان، بالإضافة لربط البنية التحتية لأوكرانيا مع البنية التحتية للاتحاد الأوروبي ودمجها.

ولفت البيان إلى أن متوسط انتظار العربات والشاحنات التي تحاول تصدير الحبوب في الوقت الحالي هو بين 16 إلى 30 يومًا على حدود البلاد، وهو أمر لفتت فاليان إلى ضرورة معالجتها في أقرب وقت، حيث أن معظم الممرات والطرق والبُنى التحتية في أوكرانيا لا تتوافق مع البٌنى التحتية في أوروبا.

اقرأ أيضًا: الغلاء يضرب العالم : خبراء الاقتصاد الازمه الاوكرانيه تهدد الامن الغذائي

ولمعالجة ذلك، اقترحت المفوضة الأوروبية على المدى القصير: «توفير مركبات إضافية على وجه السرعة من خلال الأطراف الفاعلة في السوق من أجل التوفيق بين الطلب والعرض، بالإضافة لإعطاء الأولوية لشحنات الصادرات الزراعية الأوكرانية.»

وعلى المدى الطويل، أعلنت المفوضة الأوروبية أنها ستعمل على زيادة قدرة البنية التحتية لممرات التصدير الجديدة وإنشاء وصلات بنية تحتية جديدة في إطار إعادة إعمار أوكرانيا.
كما اعتمدت المفوضية قرارًا بهدف توقيع اتفاقية رفيعة المستوى مع أوكرانيا، لتحديث الخرائط لشبكة النقل عبر أوروبا.

 

 

جدير بالذكر أن أوكرانيا كانت رابع أكبر مصدر للحبوب في العالم في موسم 2020-2021 وفقا لبيانات مجلس الحبوب الدولي حيث تم شحن معظم سلعها عبر البحر الأسود. ولكن منذ اندلاع الحرب على طول الساحل يسارع التجار لنقل المزيد من الحبوب بواسطة السكك الحديدية.

وعلى الأرض، تتواصل العملية العسكرية الروسية في الأراضي الأوكرانية، منذ بدايتها في 24 فبراير المنصرم.

واكتسب الصراع الروسي الأوكراني منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوجانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لقت غضبًا كبيرًا من كييف وحلفائها الغربيين.

وفي أعقاب ذلك، بدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير، في شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، ما فتح الباب أمام احتمالية اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.

وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش "أجواءً أكثر سوادًا" منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها "الأقسى على الإطلاق".

ومع ذلك، فإن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو" يصران حتى الآن على عدم الانخراط في أي عملية عسكرية في أوكرانيا، كما ترفض دول الاتحاد فرض منطقة حظر طيران جوي في أوكرانيا، عكس رغبة كييف، التي طالبت دول أوروبية بالإقدام على تلك الخطوة، التي قالت عنها الإدارة الأمريكية إنها ستتسبب في اندلاع "حرب عالمية ثالثة".

وفي غضون ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في وقتٍ سابقٍ، إن اندلاع حرب عالمية ثالثة ستكون "نووية ومدمرة"، حسب وصفه.

وعلى مسرح الأحداث، قالت وزارة الدفاع الروسية، في بداية العملية العسكرية، إنه تم تدمير منظومة الدفاع الجوي الأوكرانية وقواعدها وباتت البنية التحتية لسلاح الطيران خارج الخدمة.

وعلى الصعيد الدولي، صوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الأربعاء 2 مارس، على إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا، بموافقة 141 دولة على مشروع القرار، مقابل رفض 5 دول فقط مسألة إدانة روسيا، فيما امتنعت 35 دولة حول العالم عن التصويت.

وأعلنت الأمم المتحدة فرار أكثر من 3 ملايين شخص من أوكرانيا منذ بدء الحرب هناك، فيما كشفت المنظمة الأممية، يوم السبت 19 مارس، عن مقتل ما يقرب من 850 مدنيًا في الحرب حتى الآن. 

وفي الأثناء، تفرض السلطات الأوكرانية الأحكام العرفية في عموم البلاد منذ بدء الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية.

وأعلن الرئيس الأوكراني، يوم الأحد 20 مارس، تمديد فرض الأحكام العرفية في البلاد لمدة 30 يومًا، بدايةً من يوم الأربعاء 23 مارس.

وكانت روسيا، قبل أن تبدأ في شن عملية عسكرية ضد أوكرانيا، ترفض بشكلٍ دائمٍ، اتهامات الغرب بالتحضير لـ"غزو" أوكرانيا، وقالت إنها ليست طرفًا في الصراع الأوكراني الداخلي.

إلا أن ذلك لم يكن مقنعًا لدى دوائر الغرب، التي كانت تبني اتهاماتها لموسكو بالتحضير لغزو أوكرانيا، على قيام روسيا بنشر حوالي 100 ألف عسكري روسي منذ أسابيع على حدودها مع أوكرانيا هذا البلد المقرب من الغرب، متحدثين عن أن "هذا الغزو يمكن أن يحصل في أي وقت".

لكن روسيا عللت ذلك وقتها بأنها تريد فقط ضمان أمنها، في وقت قامت فيه واشنطن بإرسال تعزيزات عسكرية إلى أوروبا الشرقية وأوكرانيا أيضًا.

ومن جهتها، اتهمت موسكو حينها الغرب بتوظيف تلك الاتهامات كذريعة لزيادة التواجد العسكري لحلف "الناتو" بالقرب من حدودها، في وقتٍ كانت روسيا ولا تزال تصر على رفض مسألة توسيع حلف الناتو، أو انضمام أوكرانيا للحلف، في حين تتوق كييف للانضواء تحت لواء حلف شمال الأطلسي.