حكم المتابعة في صيام الستة البيض

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

هل لا بُدّ فى صيام الأيام الستة من شوال أن تكون متتابعة بعد يوم العيد؟ أو أنَّ هناك سعة فى ذلك، ويمكن تفريق صيامها على مدار شهر شوال؟
تجيب عليه دار الإفتاء:
ورد فى السنة المشرفة الحثّ على صيام ستة أيام من شوال عقب إتمام صوم رمضان، وأنَّ ذلك يعدلُ فى الثواب صيام سنة كاملة؛ فروى الإمام مسلم فى «صحيحه» عن أبى أيوب الأنصارى رضى الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْر».

إقرأ أيضاً | عيد الفطر 2022 .. طريقة عمل «الترمس الملون»

وقد اختلف الفقهاء فى الأفضل فى صيامها هل هو التتابع أو التفريق؟
فذهب الحنفية إلى أفضلية التفريق؛ وذهب الشافعية والحنابلة إلى أفضلية التتابع؛ وهذه الأفضلية عند هؤلاء الفقهاء يمكن أن تنتفى إذا عارضها ما هو أرجح؛ كتطييب خواطر الناس؛ إذا كان الإنسان يجتمع مع أقاربه مثلًا على وليمة يُدْعَى إليها، فمثل هذه الأمور من مراعاة صلة الرحم وإدخال السرور على القرابة لا شكّ أنَّها أرجحُ من المبادرة إلى الصيام عقب العيد أو التتابع بين أيامه، ومن هذا الباب ما ذكره الإمام الحافظ عبد الرزاق بن همام الصنعاني؛ قال: «وسألت معمرًا عن صيام الست التى بعد يوم الفطر، وقالوا له: تُصَام بعد الفطر بيوم، فقال: معاذ الله!! إنما هى أيام عيد وأكل وشرب، ولكن تُصَام ثلاثة أيام قبل أيام الغر، أو ثلاثة أيام الغر أو بعدها، وأيام الغر ثلاثة عشر، وأربعة عشر، وخمسة عشر». وسُئِل عبد الرزاق عمن يصوم يوم الثاني؟ فكره ذلك، وأباه إباء شديدًا،وبناءً على ما سبق: فإنّ هناك سعة فى تفريق صيام الأيام الستّة من شوال وعدم التتابع فيها على مدار الشهر، وإن كان التتابع فى صومها بعد عيد الفطر هو الأفضل، إلَّا إذا عارضه ما هو أرجح منه من المصالح.