رؤيــة

أقنعت وزير الداخلية بتأسيس الشرطة النسائية

صبرى غنيم
صبرى غنيم

 بدأت عملى مندوباً لأخبار اليوم بعد عودتى من أسوان مباشرة، وبعد حصولى على علاوة الامتياز، فكان من الطبيعى أن أنمى العلاقات بينى وبين وزير الداخلية السيد زكريا محيى الدين، وفى ليلة جمعة طرقت باب بيته وقصدته فى زيارة وبعد أن انتهت جلستنا اصطحبنى معه فى سيارته المرسيدس والتى كان يقودها بنفسه وقال لي: «أنا متعود أروح لحماتى فى الدقى كل يوم خميس، فاركب معى وانزل فى الدقي».. وأثناء مرورنا على ميدان رمسيس كان هناك إعلان لإحدى دور عرض عن فيلم سينمائى يتناول المرأة فى زى الشرطة، فعلق على اللوحة قائلا: هل ترى أن هذا الأفيش الاعلانى المقصود به الإساءة للشرطة، فقلت له: لا فهو يقدم فكرة وأنا معهم لماذا لا يكون عندنا فى مصر شرطة نسائية.


 فقال لى السيد زكريا محيى الدين: للأسف ستكون فكرة غريبة على المجتمع المصري، فقلت له: يا فندم عندما تذهب المرأة إلى قسم الشرطة تتعرض للبهدلة وتريد أن من يستجوبها واحدة من جنسها، فقال لي: أريد أن تكتب هذا الاقتراح وتتركه عند اللواء عبد العظيم فهمى وقد كان اللواء عبد العظيم فهمى وكيل وزارة الداخلية الدائم، يعنى هو الوحيد المنفتح عليه فى الوزارة وبالفعل كتبت الاقتراح وقابلت اللواء عبد العظيم وناقشنى فى الفكرة وقال لي: يوم أن يوافق وزير الداخلية على هذا الاقتراح سيوافق على تجربة جديدة وسوف تخضع للتقييم وبالفعل أجريت التجربة وبدأت بقسم حماية الآداب بتعيين ثلاث باحثات شرطة فى قسم شرطة الآداب، على اعتبار أن شرطة الآداب كانت مسئولة عن الأطفال فى الوقت نفسه وتمر الأيام وتنجح الفكرة ويأمر وزير الداخلية بتعميمها وبتأسيس الشرطة النسائية ويسمح للبنات بالقبول فى كلية الشرطة عام 1957.. ومن يومها أصبحت لدينا شرطة نسائية فى مصر ويومها حصلت على مكافاة مالية من أخبار اليوم قيمتها 5 جنيهات أضيفت الى مرتبى مقابل نجاح هذه الفكرة.. وامتد عمل الشرطة إلى جميع أقسام الشرطة والى مكاتب الجوازات فى المطار.

 

كلمة حق.. الشرطة فى عصر السيد زكريا محيى الدين كان عصرها الذهبي، فقد كان ضابط الشرطة عنده يجد الاحترام الكامل من رتبة ملازم الى رتبة لواء.. وكانت شرطة الآداب تمارس عملها فى حماية مدارس البنات من المعاكسات وتطارد المنحرفين من الشبان المزوغين من المدارس لحضور الحفلات الصباحية فى دور السينما.


 فعلاً الشرطة من أيام زكريا محيى الدين حتى يومنا هذا فى خدمة الوطن.. وأصبح الأمن الجنائى لدينا متطورا فى الكشف عن لغز أى جريمة فى خلال ساعات، وأصبحت الشرطة عندنا متفوقة على شرطة اسكتلندا فى حماية الأمن والكشف عن جرائم الخطف.
.. ولنا لقاء فى الأسبوع القادم مع سفاح الإسكندرية.