أنامل «ناجح» تنتشل الربابة من الضياع

أنامل «ناجح» تنتشل الربابة من الضياع
أنامل «ناجح» تنتشل الربابة من الضياع

يعشق الشعر ولم يكتفْ بإتقانه وتأليفه وإنما أتقن العزف على الربابة أيضًا، هو الشاعر ناجح عمارة ابن قرية شطورة بمركز طهطا محافظة سوهاج وشاعر الأدب المركزى بالنادى الأدبى لقريته، وبرزت موهبة ناجح فى تأليف الشعر سواء كان مربعات أو فن الواو أو الموال السبعاوى بجانب إجادته فن العزف على الربابة بمفرده دون مساعدة من أحد ليصبح من أهم شعراء هذا الفن.


بدأ عمارة تعلم الشعر بصحبة والده الشاعر محمود عمارة والذى كان ملقبًا فى القرية بالفيلسوف الأمى، وكان والده حافظًا لسيرة بنى هلال ويتقن فن الواو والموال السبعاوى، فتعلم ناجح منه فن الشعر، وكان والده يُحيى المناسبات والحفلات دون مقابل مادى لأنه كان محبًا للفن.


وكانت تقتصر مهاراته فى تأليف الشعر والتغنى به لكنه كان يشعر من داخله بوجود نقص لعدم تعلمه للربابة، موضحًا أن المربعات وفن الواو لا يمكن قولهما دون ربابة وسيرة بنى هلال التى تم نظمها من فن المربعات غُنيت على أنغام الربابة مما دفعه إلى التوجه إلى شارع محمد على فى القاهرة وشراء ربابة، وقرر أن يتعلم فن العزف على الربابة بنفسه دون مساعدة من أحد، وتمكن من إتقان العزف عليها فى مدة قصيرة من خلال مواقع الانترنت.


أَلَّف ناجح عمارة ٣ دواوين الأول هو دعوة أم وهو من فن المربعات، وثانى ديوان وهو الأول من نوعه على مستوى العالم العربى عبارة عن سيرة بنى هلال بالموال السبعاوى والتى حَوَّلها لكتاب باسم «خضرة الشريفة» وهى أم الأمير أبو زيد الهلالى والتى تم تجسيد قصتها داخل الموال السبعاوى، والديوان الثالث فن الكلاكاوى والذى كان يُغنيه حفنى أحمد حسن.


وشهرة ناجح عمارة جاءت من أنه لا يعتمد فى شعره على الربابة فى الأبيات والأقوال القديمة والمأثورة وإنما يعتمد على أشعاره والمواويل الخاصة به، ولمس هذه الموهبة أيضا فى طفلته الصغيرة رؤية الطالبة بالصف الرابع الابتدائى والتى تحفظ جميع مواويله ومربعاته عن ظهر قلب ويعكف على تعليمها هذا الفن وتلقينها المهارات اللازمة لتصبح من أهم الشعراء فى المستقبل.


يقول ناجح: «مش بلاقى نفسى فى أى حاجة تانية غير الشعر ومهما كنت مهمومًا بنسى واخرج من اللى أنا فيه، خاصة ان عندى موهبة كبيرة فى شعر الارتجال»، ويوضح أن أبيات ومربعات شعره ناتجة عن تجربته فالشاعر ابن بيئته وهو شخصيًا تأثر بوفاة والده وهو لايزال طفلًا ونشأ على يد والدته والتى توفت مؤخرًا مما انعكس على شعره.


ويوضح ناجح الفرق بين الموال السبعاوى والمربعات، فالأول يتكون من ٦ أبيات شعرية، على أن تكون نهاية البيت الأول مثل نهاية البيت الأخير والمربعات تتكون من 4 أبيات يُطلق عليها المربعات يتطابق فيها البيت الأول مع البيت الثالث، والبيت الثانى مع البيت الرابع، ويشير إلى أنه يحفظ المربعات القديمة ولا يرددها فى المناسبات، إنما يعتمد على ما يؤلفه من شعر حديث لذلك يسمونه «القوال» أى أنه يقول الشعر وليد الموقف ولا يعتمد على غيره فى الأشعار.
ويعكف حاليًا على تأليف كتاب بالموال السبعاوى عن السيرة النبوية، كما يسعى لتقديم ورشة كبيرة فى نادى الأدب بقريته لتعليم الشعراء فن شعر الواو والموال السبعاوى وفن المربعات.


ويقدم شاعر الربابة ناجح عمارة أبياته ومواويله فى المؤتمرات والندوات والأمسيات الثقافية والاحتفالات الكبيرة ،وعن اختفاء هذا النوع من الفن قال إن الشعر لا يموت بل بالعكس يُطوِّر من نفسه ليواكب الأحداث ومن الأبيات الجديدة التى قالها: «دورت على الحر فى الخلق لفيت نجوع ومراكز».

إقرأ أيضاً|السيرة الهلالية تبدأ بمواليد الأبطال وزواج خضرة الشريفة