حصير المنوفية يواجه شبح الانقراض.. ومنافسة السجاد وأسعار الخامات أهم التحديات

حصير المنوفية يغزو أسواق
حصير المنوفية يغزو أسواق

تنتشر حرفة صناعة الحصير  بعدد من قرى مركز ومدينة الشهداء بمحافظة المنوفية منذ قديم الأزل ومن أهم هذه القرى الشهيرة بإعداد الحصير قرية سلامون حيث تتواجد بها أعداد كبيرة  من ورش صناعة الحصير بكافة أنواعه.

وتحظى منتجات الحصير اليدوى بقرية سلامون بإقبال كبير من جانب راغبى الشراء فلا يخلو بيت بهذه القرى  من ورشة صغيرة كانت أو كبيره تفنن القائمون عليها فى صناعة أرقى وأجود أنواع الحصير والذى يستخدم بكثرة فى مجتمعاتنا الريفية رغم انتشار أنواع جديدة من الحصير البلاستيك من إنتاج المصانع الحديثة والتى باتت منتجاتها تمثل تهديدا مباشرا للصناعة اليدوية فضلا عن تنوع استخدامات السجاد والموكيت ما خلق منافسة شديدة لحرفة صناعة الحصير إلا أنها مازالت صامدة فى صراع شديد بين الحداثة والأصالة.

اقرأ أيضا| «الفطير المشلتت»...أشهر الوجبات الشعبية بمحافظة المنوفية

 
وقد شهدت قرية سلامون إحدى قرى مركز الشهداء انتشار الورش المتخصصة فى صناعة الحصير والتى يعمل  بها أهالي القرية وذويهم حيث كانت المهنة الأساسية بالقرية حتى وقت قريب حيث احتوت القرية على مئات من الورش التي اكسبت شهرة واسعة بين القرى المنتجة المنتشرة بمحافظات الوجه البحرى حتى تم وضعها على خريطة الصناعات الصغيرة


من جانبه أكد أحمد صالح، صاحب ورشة، أنه نشأ منذ نعومة أظافره على العمل بحرفة إعداد الحصير وتعلم جميع فنونها أبا عن جد كما تقوم زوجته وأفراد عائلته الصغيرة على مساعدته فى إعداد المواد الخام وتهيئتها حتى تصل إلى المنتج النهائى قبل القيام ببيعه بالأسواق الريفية المنتشرة بمركز الشهداء والمحافظات الآخرى المجاورة.

وأضاف محمود عبده- بالمعاش- أن ورش إنتاج الحصير تنتشر بقرية سلامون إما أسفل المنازل أو أو بالمناطق التى تم ردمها وإعدادها لذلك الغرض كالمجارى المائية القديمة، وتتراوح يومية العامل بورشة صناعة الحصير ما بين ٧٠  إلى ١٠٠ جنيه فى اليوم حيث يبدأ العمل بالورشة منذ الصباح الباكر وحتى انطلاق أذان العصر بعد يوم عمل طويل ومرهق، ولم تعد صناعة منتجات البلاستيك بالورش اليدوية  مجزية كسابق عهدها .

 
وتعتمد الحصر فى صناعتها على مواد خام أبرزها " السمر" وهي نباتات أشبه بالبوص تنمو في عدد من الأراضي المالحة بمحافظات الشرقية والإسماعيلية والبحيرة بدون تدخل بشري ويتم حصاده كل عامين وفي الفترة الأخيرة رفع أصحاب هذه الأراضي أسعار عيدان السمر بعد أن كانت تجلب مجانا، مشيرا إلى أن الأراضي التي ينمو فيها "السمر" تتناقص بشكل كبير بسبب استصلاحها وزراعتها أو البناء عليها  وتتراوح أسعار الحصير بحسب جودته ونوع الخامات المستخدمة فى الصناعة فهناك حصير يباع بنحو 70 جنيها وآخر بسعر 15 جنيها، وفى الزمن القديم مع بدايات الصناعة بالقرية كنا نبيع الحصيرة بتعريفة أو ساغ فى أوائل الثمانينات.

وأشار صابر الشال -عامل- إلى أن تغير أسلوب ومعيشة حياة المواطنين مؤخرا من حيث النمط الاستهلاكى  كان من أبرز أسباب تأثر الحرفة، مشيرا إلى أن المستهلكين من كافة الطبقات يقبلون على المنتجات المنافسة بداية من الحصير البلاستيك إلى الموكيت والسجاد ولم يعد للحصير المصري مكانا في بيوت المصريين  باستثناء عدد قليل جدا من الفلاحين الذين يحافظون على استخدامه في المنازل الريفية.

وأضاف خالد زناتى -صاحب ورشة- أن صناعة الحصير رغم قدمها مازالت صناعة بسيطة وغير معقدة فتبدأ بالحصول على المواد الخام والخيوط وإعداد أعواد السمر بالمقاسات المطلوبة لكل منتج وبعد ذلك يتم غمره بالمياه في أحواض مخصصة حتى تحصل الأعواد على الرطوبة المطلوبة ولا تنكسر أثناء صناعة الحصير وفي المرحلة الأهم يتم شد الخيوط على النول ويبدأ الصانع في تركيب الأعواد بشكل متجانس حتى الانتهاء من صناعة الحصيرة بالمقاس المطلوب إلا أنه مؤخرا تعانى صناعة الحصير من شبح الانقراض  ولم يعد سوى عدد قليل يعمل بتلك الصناعة مع تنامى المطالب بضرورة مد أيادى العون اليهم حتى يتمكنوا من الاستمرار فى العمل والإنتاج من جديد.