نقابات العمال العرب: ما تشهده فلسطين المحتلة وصمة عار في جبين الإنسانية

جمال القادري الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب
جمال القادري الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب

أكد جمال القادري الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، أن ما تشهده فلسطين المحتلة بأنها وصمة عار في جبين الإنسانية، وأن ما يشهده ويعيشه الشعب الفلسطيني وعمال فلسطين من ممارسات عدوانية خير دليل على صحة ذلك ويتطلب منا جميعاً الموقف المناسب بالدعم والتأييد، وما شهدته سوريا، ولا تزال، من حرب وحصار ومواجهة للإرهاب منذ ما يزيد عن عقد من الزمن وما يجري في دول أخرى في المنطقة من استهداف عبر العصابات الإرهابية المدعومة والمموّلة من دول أصبحت معروفة للجميع، يؤكد صحة ما ذهبنا إليه من اختلال في المعايير وتضارب في القيم والمصطلحات".

وأشار القادري، في كلمة ألقاها اليوم الجمعة خلال افتتاح أعمال المؤتمر الثامن عشر للاتحاد العالمي للنقابات المنعقد حالياً في العاصمة الإيطالية روما: "إلى أن العالم يمر بأحداث لم يشهدها التاريخ من قبل، ما بين تدخل واستفزاز واعتداء وحشي بكل ما هو متاح من أسلحة على كل قوى الحرية والتقدم في هذا العالم. ما يشهده العالم اليوم يتطلب تكاتفاً استثنائياً من كافة القوى الحقيقية المُحبة للسلام وعلى كافة المستويات.

وتابع القادري قائلا إنّ ما يشهده العالم اليوم من أحداث وإجرام مخطّط واختلاط في المفاهيم، وما عانته البشرية من تداعيات جائحة كورونا خلال السنوات القليلة الماضية، أدى الى تراجع حجم الأجور وتناقص الحقوق والمكتسبات التي حققها العمال عبر عقود من النضال في مختلف البلدان.


وأضاف: "لقد تأثر به كل أبناء المجتمعات بالحروب والصراعات والحصار والجائحة، إلا أنّ العبء النسبي كان أثقل على الشرائح الفقيرة في المجتمع، والعمال في قلب هذه الشرائح".

ونوه "القادري" إلى أنه "من واجبنا اليوم، أن نرفع الصوت عالياً وأن نشير إلى المجرم الحقيقي بالفم الملآن، وهو المسؤول الحقيقي عن معاناة العالم. ومن واجبنا أن نفضح ونعرّي من يتشدّق في زواريبه بحقوق الإنسان والسهر عليها، بينما في فعله وممارساته يبدي العكس تماماً. من واجبنا أن نفضح من يصرح بأنه يسعى إلى تمكين الشعوب من حريتها وديمقراطيتها وهو عملياً يسلبها كلّ ذلك. من واجبنا أن نفضح في مؤتمرنا هذا وفي كافة فعالياتنا من يتشدق بالحفاظ على السلم العالمي وحرصه عليه وهو يفتعل الحروب والصراعات على امتداد العالم.

من واجبنا جميعاً، ولكي ننسجم مع أفكارنا التقدُّمية الحرة ومع استقلاليتنا الحقيقية، أن نفضح ونعري ممارسات الدول الداعمة والراعية للإرهاب العالمي الذي يضرب في كل مكان من عالمنا، من واجبنا أن نفضح من يحاربه في التصريحات، بينما هو يدعمه ويموله ويرعاه ويحاصر ويحارب كلّ الدول الساعية إلى مواجهته".

ولفت إلى أن "من حق الشعوب والعمال علينا، نحن النقابيون، ونحن نعيش أحداث هذا المؤتمر الهام أن نفضح من يتشدق بحرصه على القانون الدولي وحقوق الإنسان وهو في الواقع ينتهك القانون الدولي في كلّ لحظة وفي كل فعل وفي كل ممارسة، وهو من يحتلّ الأرض وينهب الاقتصاد ويقتل الشعوب مستفيداً من دعم وتواطؤ من يعلن عن نفسه بأنه من حُماة الحضارة".

وذكر القادري: "إنّ ما نشهده وما يشهده العالم اليوم من استفزار لقوى كبرى ومخططات تسعى إلى تكريس الأحادية القطبية في قيادة العالم لمصالح وأهواء استعمارية وما نشأ عنها من حروب لا تزال مستعرة وما يمكن أن ينشب أيضاً هو دليل على صحة ما قلناه".

 وقال: "وسط ما نعيشه وما نشهده، ومن على منبر هذا المؤتمر، نمدّ أيدينا كاتحاد دولي لنقابات العمال العرب يمثل العمال العرب لترسيخ ما حققناه من تعاون بين الاتحاد العالمي للنقابات والاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، مستندين في ذلك إلى صداقة واحترام متبادلين ولعقود طويلة، ومستندين إلى أهداف ونضالات مشتركة بين المنظمتين. نمد أيدينا لتكريس وتوطيد أواصر الصداقة والتعاون في كل ما يخدم قضايا الطبقة العاملة في منطقتنا العربية والعالم، وفي كل ما يخفف هذا السُّعار في العلاقات الدولية في العالم اليوم، وأجدها مناسبة سانحة لأحيي الإخوة المناضلين في الاتحاد العالمي للنقابات، بقياداته ومنظماته، على مواقفهم المتقدمة من الممارسات العنصرية لسلطات الكيان الإسرائيلي بحق شعب وعمال فلسطين وسوريا ولبنان".

كما توجه القادري بالتحية إلى "الاتحاد العالمي للنقابات بقياداته وجماهيره في إدانته للإرهاب الذي ضرب في سورية وفي معظم دول المنطقة العربية، ولا يزال، مستفيداً من دول مارقة أصبحت عبئاً على القانون الدولي نفسه". كما حيا "المواقف المتقدمة للاتحاد العالمي للنقابات وسعيه إلى التضامن مع شعوب ودول العالم التي عانت كما عانت دولنا العربية، أحيي وقوفه مع إيران وفنزويلا وكوبا التي تتعرّض أيضاً لحصار جائر، علماً أنّ بدعة العقوبات والحصار ليس لها وجود في القانون الدولي وإنما صنعتها الدول الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة الإمبريالية الأميركية لمحاصرة الشعوب وإخضاع السياسات العالمية لأهوائها ومصالحها".

وشدد على أن "الإرادة تصنع المستحيل"، وأنه "بتكاتفنا وتعاوننا وفهمنا المشترك لكلّ ما يدور في هذا العالم وبحسنا الطبقي وتربيتنا النضالية أعتقد أننا قادرون على أن نفعل شيئاً لوقف هذا التدهور المريع على كافة الصُّعُد".

اقرأ أيضا: بروتوكول تعاون بين نقابة البترول واتحاد نقابات عمال مملكة البحرين