عمرو فاروق يكتب: أكاذيب الإخوان وفضيحة عبد الله الشريف

عمرو فاروق
عمرو فاروق

حاول عبدالله الشريف من خلال الحلقة الأولى في برنامجه، صناعة حبكة درامية تهدم حالة التماسك الوطني الداخلي، محرضًا الطبقات المجتمعية المتنوعة تجاه القوات المسلحة المصرية وضباطها، من خلال التلاعب بواقعة تعذيب مشكوك في مصدقيتها وصحتها.

تلاعبًا بعقل المشاهد، لا سيما أتباع تيارات الإسلام السياسي،  عرض عبد الله الشريف مشاهد حية لحالة تعذيب مواطن على أيدى ضابط وصفه في بداية الحلقة بأنه ضابط جيش مصري، يسمى "سميح أشرف عبد الوهاب".

وفي إطار صياغة سيناريو الواقعة المكذوبة وحبكها دراميًا وربطها برجال المؤسسة العسكرية، إنهال عبد الله الشريف، على ضباطها بسيل من الألفاظ والاتهامات التي تشوه سمعتهم وتنال من دورهم.  

بعد وصلة الردح المتواصل، وتماشيًا مع تلاعبه بعقول أنصار جماعات الإسلام السياسي،التي تتعامل مع الدولة المصرية بمبدأ الثأر والكراهية والمطلقة، عاد مناقضًا ومكذبًا  ما قاله في بداية حديثه، موضحًا أن الضابط سميح أشرف عبد الوهاب، ليبي الجنسية وليس مصري الجنسية، وأنه يتجول في القاهرة بين أحيائها ومدنها متجبرًا على مواطنيها في غيبة تامة لدور الأجهزة الرقابية والأمنية.

ووفقًا لمصادرنا من داخل ليبيا، سميح أشرف عبد الوهاب، ضابط بوزارة الداخلية الليبية، ومنتدب في أحد ألالوية العسكرية الليبية،ولا علاقة له من قريب أو بعيد بالجيش المصري.

واقعة تعذيب المواطن المصري على أيدي الضابط الليبي سميح أشرف عبد الوهاب، إما إنها واقعة مفبركة كاملة لتحقيق غرض محدد، وإما إنها وقعت فعليًا، لكن داخل إحدى مدن الغرب الليبي تعمدًا مع أحد العاملة المصرية، وتم توظيفها لتحقيق هدف ما كذلك(بيان الداخلية المصرية صباح اليوم أكد أنها مفبركة تمامًا).

 ما تم نشره في حلقة عبد الله الشريف، يوحي بصناعة وقيعة مرتبة بين الجانب المصري والجانب الليبي (برلمان طبرق والجيش الوطني الليبي) لاسيما في ظل دعم الدولة المصرية الحكومة الليبية الجديدة برئاسة فتحي باشاغا، ورفض عبد الحميد الدبيبة التنازل عن السلطة، والمدعوم حاليًا من بريطانيا وتركيا.

 لكن لماذا تعمد عبد الله الشريف خلط الأوراق وتزييف الحقائق حول هذ الواقعة تحديدا، الحقيقية أن الممول الآن لم يعد الوكيل أو الوسيط القطري أو التركي، في ظل تغيير المشهد السياسي، ومن ثم المحرك الرئيسي لأجندة الأهداف من الداخل البريطاني، التي تعمل على إرباك المشهد في الداخل الليبي وتعذية حالة الإنقسام في ظل التنازع بيم حكومتين لكل منهما توجهات مختلفة،  فضلًا عن إعادة صياغة الألة الإعلامية الإخوانية من جديد، تجاه الدولة المصرية.

ربما نحن أمام صناعة معركة إعلامية جديدة،بماكينات حديثة تطل علينا من الداخل البريطاني الراعي الرسمي لتيارات وجماعات الإسلام الراديكالي التي تنفذ أجندتها بالوكالة، ومن ورائها اللوبي الأمريكي الديمقراطي المدرك للأهمية الوظيفية  لمشروع الإسلام السياسي الحركي.

 لاشك في أن حالة الوعي الجمعي المتزايدة تجاه مخاطر جماعات الإسلام السياسي، ودورها في تنفيذ مشاريع تقسيمة داخل المنطقة العربية، وتناول الدراما الوطنية الوثائقية  لمعالم تلك النقاط الأساسية حول علاقة جماعة الإخوان بملفات الدولة المصرية، يمثل ضربة قاسمة لسمعة الجماعة ومستقلبها على مدار السنوات المقبلة، ما سيجعلها تستكمل مسلسل التشكيك في المؤسسة العسكرية.