خبراء: قرار«الفيدرالي الأمريكي» سيؤثر على اقتصاديات 143 دولة.. وقد يؤدي إلى تشوهات اقتصادية عنيفة | خاص

 الباحث الاقتصادي احمد ابو علي
الباحث الاقتصادي احمد ابو علي

أكد الباحث الاقتصادي أحمد أبو علي، إن العالم أجمع يشهد لحظات عصيبة الآن، وتحديات قد تكون أكبر من قدرة دول عديده علي تحمل آثارها، فالاقتصادات الناشئة تواجه أزمة طاحنة الآن قد تكون أشبه بالغوص في رمال متحركة على وقع أزمات تداعيات جائحة كورونا والحرب الأوكرانية الروسية.

وأشار إلي قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي برفع أسعار الفائدة بنسبة 0.5%، موضحا أن زيادة أسعار الفائدة ستستمر خلال الفترة القادمة، وأن ذلك سيؤثر على عملات الدول الناشئة بقوة، في مقابل الدولار، بجانب ارتفاع تكلفة الديون "الفوائد"، وهو ما يشكل لحظات حرجة تعيشها الاقتصاديات الناشئة، بسبب سيطرة حالة عدم اليقين.

اقرأ أيضاً | ارتباك عالمي بعد قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي برفع سعر الفائدة

وأكد احمد ابو علي في تصريحات خاصة لبوابة أخبار اليوم، أنه من المتوقع أن يشهد الاقتصاد العالمي انفجار فقاعة ديون الدول التي تصنف اقتصاديا بأنها اقتصاديات ناشئة مما يستلزم من حكومات تلك الدول تسريع إعادة الهيكلة، وهو ما حذر منه صندوق النقد الدولي بأن الاقتصاد العالمي أصبح ينقسم إلى كتل سياسية، في ظل الحرب الأوكرانية الروسية وأن اقتصاديات 143 دولة ستعاني تراجعاً قويا قد يحدث تشوهات اقتصادية عنيفة في جسد اقتصاديات تلك الدول.

وتابع: "وفقاً لتقديرات البنك الدولي - يشكل الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة 22.9 تريليون دولار، أي نحو 25% من الناتج العالمي في 2021، وهو أكبر من الناتج الإجمالي المشترك لـ170 دولة، لذلك فإن لأميركا قوة اقتصادية عظمى في العالم، فالدولار الأميركي هو العملة المعيارية للسلع والخدمات والعملات الأخرى علي مستوي العالم ، ويهيمن على 60 % من احتياطي العملات عالمياً، ولذلك يؤثر سعر الفائدة في الدولار، في باقي الدول وحركة التجارة والأموال وتنافسية الاقتصاديات الأخرى؛ أما السندات الحكومية الأميركية فهي الملاذ الأكثر أماناً؛ حيث تكتسب قوتها من موثوقية الدولة وامتلاكها قدرة على إصدار الأموال (الدولار)، وهو مايعني أن أميركا وحدها هي التي تعطي دول العالم احتياجه من الدولار، وتأخذ منها سلعاً وخدمات، وهكذا تحل أمريكا مشكلاتها على حساب الاقتصاديات الأخرى ولذلك فإنه من المتوقع، أن تكون هناك 4 ارتفاعات أخرى لمستويات الفائدة العام الحالي وثلاثة ارتفاعات العام المقبل.

وأشار إلي أن قيام الفيدرالي الأمريكي برفع أسعار الفائدة اليوم قد يهدد استقرار الاقتصاديات الناشئة بإيجاد أجواء جاذبة لرؤوس الأموال الأجنبية؛ ودفعها إلى مغادرة تلك الأسواق والاتجاه للولايات المتحدة، وهو ما حذر منه صندوق النقد والبنك الدوليان، حيث قالت المديرة العامة لصندوق النقد كريستالينا غورغييفا، إن الحرب في أوكرانيا والأزمات الاقتصادية أظهرت الشرخ الحاصل في جسد النظام الاقتصادي العالمي، موضحا أن الصندوق سيخفض مجدداً توقعاته للنمو العالمي، مما يعني أن المستقبل يتسم بعدم يقين، مما يؤكد أن الأيام القادمة ستشهد فجوة كبيرة بين الدول الغنية والفقيرة، وبالتالي إن تلك التحديات هي الأكثر تعقيداً على مستوى العالم في مجال وضع السياسات الاقتصادية.