وحي القلم

خطف العلماء الروس

صالح الصالحي
صالح الصالحي

لا يخفى على أحد أن الحرب الروسية الاوكرانية فى حقيقتها، حرب بين روسيا والولايات المتحدة الامريكية واتباعها من الغرب تتم على الأراضى الاوكرانية فهى حرب تقوم بها اوكرانيا بالوكالة.

هذه الحرب جعلت الولايات المتحدة تنتهج استراتيجية محكمة لاضعاف روسيا عسكرياً واقتصادياً. استراتيجية تستخدم فيها الولايات المتحدة كل ماهو مباح أو غير مباح، شرعى أو غير شرعى.. تصدر القرارات التى تضعف وتفقر روسيا لاسقاطها اقتصادياً وعسكرياً ومن ثم سقوطها فى هوة سحيقة لا تستطيع الخروج منها لتكون شيئاً من الماضى.

وعلى الرغم من تحذيرات الخبراء بأن هذه الاستراتيجية لا تترك أمام الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أى خيار سوى الاستسلام أو مضاعفة جهوده العسكرية مما يزيد من احتمالية توسيع حربه إلى خارج أوكرانيا وتتحول الأزمة إلى حرب عالمية. فإن الصراع مازال ممتداً.. والحصار والعزلة التى تحاول ان تفرضها أمريكا على روسيا يشتد يوماً بعد يوم.

هذا الصراع الذى انتقل إلى منطقة بعيدة كل البعد عن ساحة المعركة.. منطقة لم تغب عن ذهن وفكر الولايات المتحدة لاضعاف روسيا بكافة الطرق.. حيث بدأت التخطيط لخطف العلماء الروس للاستفادة بهم وحرمان روسيا من أفضل المبتكرين.. ووضعت إدارة جوبايدن خطة تستهدف تسهيل دخول العلماء الروس إلى الولايات المتحدة.. وذلك بتقديم اغراءات للروس الحاصلين على درجة الماجستير أو الدكتوراه فى العلوم أو التكنولوجيا أو الهندسة أو الرياضيات لجذبهم للسفر إليها.. وتسهيل دخول الروس ذى الخبرة العالية فى مجال أشباه المواصلات وتكنولوجيا الفضاء والأمن السيبرانى والتصنيع والحوسبة والهندسة النووية والذكاء الاصطناعى وتقنيات الصواريخ وغيرها من المجالات العلمية المتخصصة. من أجل اضعاف موارد روسيا عالية التقنية على المدى القريب وتقويض قاعدة الابتكار الروسية على المدى الطويل. وفى نفس الوقت استفادة الاقتصاد والأمن القومى الامريكى.

كل شىء متاح ومباح فى صراع القوى وفرض السيطرة والنفوذ بين الدول.. ولا شىء يترك للصدفة.. حتى افراغ روسيا من علمائها وبالتالى لا تستطيع فى المستقبل ان تنهض بسرعة.. وتظل فترة طويلة تعانى من الضعف.. وفى نفس الوقت تقوى أمريكا وتستمر القوى العظمى الوحيدة ويستمر العالم تحت سيطرة القطب الواحد.. كل شىء مدروس ومخطط له.. فهل ستسمح روسيا بذلك؟!