عاجل

من الغورية.. أشهر محلات الكحك تنطلق للعالمية

أشهر محلات الكحك انطلقت منها للعالمية
أشهر محلات الكحك انطلقت منها للعالمية

اشتهرت اسطنبول بصناعة الحلوى منذ عهد الإمبراطورية العثمانية الذي كان يعج بالملوك والسلاطين، مما جعل الأتراك يتفنون في صناعة الحلوى، وأصبح الخبازين يتنافسون في تقديم أفضل ما لديهم.

 

 

ومن أشهر هؤلاء شخص يدعى الحاجى بكير الذي ولد في أوائل القرن التاسع عشر باسطنبول وعندما بلغ من العمر عشر سنوات ألحقه والده للعمل في محل خباز وكان يقوم بمساعدته في صنع الكعك والحلوى.

 

 

وعندما بلغ الحاج بكير الثلاثين من عمره استطاع ان يفتتح محلا صغيرا مستقلا بنفسه يصنع فيه الفطائر والحلوى ويبيع ما ينتجه يوما بيوم، وعندما استطاع أن يدخر بعض المال قام بخوض مغامرة كبيرة وهو السفر إلى مصر لكي يقوم بتوسعة نشاطه.

 

 

وكانت مصر في ذلك الوقت قطعة من الإمبراطورية العثمانية وكان يحكمها الخديوي عباس الأول ومن حوله السادة والأتراك ،وجاء الحاجى بكير إلى القاهرة عام 1853 واستأجر منزلا متواضعا في حي الغورية فتح فيه دكانا صغيرا ليبيع فيه الكعك والحلوى التي يصنعها بيديه.

 

 

وكانت القاهرة في ذلك الوقت تحتفل بشهر رمضان الكريم وكانت الاحتفالات تتسم بطابع خاص ، فوجد أنها فرصته الحقيقية التي يثبت فيها نفسه مع قدوم عيد الفطر المبارك.

 

 

وكان الأتراك في الغورية وبيت القاضي وحى الحسين يتقنون في تقديم بضائعه فاستطاع الحاجى بكير بذكائه جذب الزبائن الذي يرتبط بهم برباط الدم واللغة والعادات والتقاليد ويبيع لهم الكعك والحلوى.

 

 

وقد لاقت مخبوزاته رواجا كبيرا في وقت قليل وأصبحت الزبائن تتهافت عليه من كل مكان وذاع صيته في القاهرة بأكملها ومضى عهد الخديوي سعيد والخديوي عباس وجاء عهد الخديوي إسماعيل.

 

 

 اهتم الخديوي إسماعيل بتعمير العاصمة وتجميلها وأنفق في سبيل ذلك الملايين وأمر إسماعيل بإزالة الأتربة التي كانت تحيط بالقاهرة كما أمر بتخطيط شوارع وميادين جديدة كشارع الفجالة وكلوت بك ومحمد علي وأنشأ إسماعيل أحياء بأكملها مثل التوفيقية وعابدين وميدان الأوبرا.

 

 

وكان الحاج بكير في ذلك الوقت قد جمع ثروة لا بأس بها واستخدم عدد كبير من العمال والخبازين وضاق به محله في الغورية فرأى ان يساير المدنية الحديثة فافتتح له محلا جديدا بالقرب من ميدان الأوبرا يبيع فيه ما ينتجه من الكعك والحلوى تاركا محله القديم كما هو في الغورية.

 

 

لم ينس الحاجى بكير موطنه الأصلي وأهله وأقاربه في اسطنبول فكان يسافر إلى هناك كل عام ومع نجاحه في القاهرة قام بافتتاح محل في اسطنبول وقام بتجهيزه بأفضل المعدات الحديثة وأصبح دائم التنقل بين القاهرة وإسطنبول.

 


قام الحاجى بكير بتعليم أولاده سر صناعة الكعك الذين أدركوا أن سر صناعة الكعك هي الثروة الحقيقية الأهم من المال والقصور وعندما توفى الحاجى بكير في عهد الخديوي إسماعيل قام أولاده بالسير على نهج والدهم وقاموا بافتتاح عدة محلات في عدة بلاد مثل روما وباريس ولندن وواشنطن لا في القاهرة واسطنبول فقط .

 

واستطاع الحاج بكير أن حفر اسمه بحروف من ذهب في عالم صناعة الكعك والحلوى مما غرس في نفوس الغرب جزءا من سحر الشرق وأصبح على واجهات محلاته اسم الرجل الذي كون ثروة من حي الغورية بالقاهرة في منتصف القرن التاسع عشر ببضع صواني من الكعك الذي كان يصنعه بيديه.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

 

اقرأ ايضا||مهن رمضان.. أبواب رزق في شهر الخير| أبرزها الكنفاني والطرشجي وبائع العصير