بلا حرج

الإخوان .. لا منطق ولا عقل

أحمد غراب
أحمد غراب

 هى جماعة دعوية صوفية لا علاقة لها بالسياسة، ولا تبيح الترشح للمجالس النيابية حسب كلام مؤسسها حسن البنا عام 1928م، ومع مرور العصور اقتحمت المجالس النيابية والمجال السياسى عامة . وانتهى بهم الأمر إلى تولى حكم البلاد فى أسوأ الفترات التى مرت بها مصر .
 ولأن لمرشدها البيعة والسمع والطاعة ؛ فلن يكون الحكم إلا للمرشد، وخاصة أن أعضاء الجماعة متشبثون بهذين المبدأين، ودونهما الرقاب، وهذا من عوامل بقاء الجماعة ووصولها للحكم بعد 84 عاما ؛ فحتى لونجح منهم فى انتخابات الرئاسة آخرون غير مرسى لا مفر من حكم المرشد . وقيادات الجماعة الحاليون ليس أمامهم منطق وعقل إلا الاعتذار لمرشدهم الأول حسن البنا والانسحاب بهدوء من الحياة السياسية ؛ فالاعتذار خلق إسلامى رفيع أصبح نادرا فى حياتنا .


 فى مرض الموت صعد رسول الله – عليه أفضل الصلاة والسلام - إلى المنبر متكئا على الفضل بن العباس بن عبدالمطلب «وكان الفضل بدينا، فارع الطول، مفتول العضلات» وقال الحبيب المصطفى: أيها المسلمون .. من كان له عندى مظلمة فليقتص منى، فقال صحابى يدعى سودة بن حزام: لقد سبق أن أوجعتنى بسواكك يا رسول الله، فقال النبى: اصعد بسواكك يا سودة، ورفع ثيابه على كتفيه الشريفين، ولما صعد سودة احتضن الرسول وقبله، وقال : أنا رجل مريض، وقاربت على الموت ؛ فأردت أن يكون جسمك الشريف هو آخر ما يمس جسمى يا محمد .


 كلنا قاربنا على الموت ؛ فهل نحن أفضل عملا من رسول الله حتى لا نتطهر من أخطائنا ونرد الحقوق لأصحابها ؟!
 هذه نصيحة مخلصة لقيادات الإخوان وشبابهم ونسائهم وأطفالهم فى المقام الأول، حتى لا يسارع أحدهم باتهامى بممالأة السلطة والسعى لمكاسب مادية ومناصب سياسية .
 حال الدول العربية والإسلامية فى أمس الحاجة إلى مراجعات فقهية تخرجنا من هذا النفق المظلم الذى أدخلتنا فيه التيارات والجماعات التى خلطت بين ما هو سياسى وما هو دينى .