مسجد «خاير بك» الأثري بالدرب الأحمر.. إنحراف القبلة عقاب للأمير الخائن

احد  المساجد الأثرية
احد المساجد الأثرية

تزخر مدينة القاهرة بمئات المساجد الأثرية التى تسجل تاريخ فترة من الفترات وهى الشهيرة بمدينة الألف مئذنة ومن أبرز هذه المساجد الأثرية مسجد الأمير خاير بك.
المسجد عبارة عن مبنى لكنه ليس كأي مبنى؛ إنه مسجد.. غير أنه مسجد ليس كأي مسجد؛ فهو مسجد لا تقام فيه الصلاة.

 جامع (الأمير خاير بك) أو (خاين بك) كما يحلو للبعض نطقه، وهو جامع أثري يحمل رقم (248) بسجلات الآثار الإسلامية. ويقع بمنطقة باب الوزير بالدرب الأحمر بالقاهرة. وقد أنشأه الأمير المملوكي (خاير بك بن ملباي المحمودي) عام (908هـ/ 1502م)

والأمير خاير بك بن ملباي، مملوك ولد في بلدة (صمصوم) ببلاد (الكرج) بجمهورية (جورجيا)، وقد أحضره والده (ملباي) الى السلطان (قايتباي)، وصار من مماليكه. وفي أيام السلطان (محمد بن قايتباي) خلال الفترة ما بين (1496- 1498م) أصبح أمير عشرة ثم أمير مائة ومقدم ألف، وفي أيام السلطان (قنصوة الغوري) خلال الفترة ما بين (1501- 1516م) أصبح (كبير الحجاب) في عهده، ونال لقب أمير.

ثم تولى منصب نائب السلطان في (حلب)، واستمر فيه حتى قدوم العثمانيين إلى الشام ومصر سنة 1516م، وكان له دور كبير في دفع السلطان (سليم الأول) الى إعدام (طومان باي) بعد استيلاء سليم الأول على القاهرة سنة 1517م، ومن هنا أُطلق عليه (خاين بك) بعد خيانته لـ (طومان باي). وفي شعبان من عام (923هـ/ 1517م)، عينه السلطان سليم الأول نائبا عنه في مصر ثمنا لتلك الخيانة، وظل في هذا المنصب حتى وفاته سنة (928هـ/ 1522م) ودفن بمسجده هذا.

وهذا المسجد، تم تخطيطه على نمط تخطيط المدارس؛ فهو على شكل مستطيل؛ يتألف من صحن أوسط تحيط به أربعة إيوانات. ويوجد المنبر بإيوان القبلة في الجنوبي. أما الإيوانان الشرقي والغربي فأكثر عمقا من إيوان القبلة، حيث ينفرد هذا المسجد بظاهرة قلة عمق إيوان القبلة. ويحيط بجدران الإيوانات جميعها لوحة رخامية بارتفاع 1.5 من أرضية المدرسة يعلوها شريط نقشت عليه آيات من سورة الفتح. 

أما مئذنة المسجد فمبنيه بالآجر وتتكون من قاعدة مربعة ودورتين وقد تهدمت الدورة الثالثة ولها سُلّمان. 

كما يوجد بالمسجد ضريح (خاير بك)، ويقع تحت قبة بصلية الشكل، سطحها مغطى بزخارف نباتية بارزة. وتعلو جدران القبة في الداخل كتابة نصها: "بسملة، أمر بإنشاء هذا المكان المبارك المقر الأشرف الكريم العالي المولوي الأميري الكبيري السيدي المالكي المخدومي ... الراكعي الساجدي السيفي خاير بك أمير حاجب الحجاب بالديار المصرية وما مع ذلك الملكي الأشرفي أعز الله أنصاره وختم بالصالحات أعماله، وكان الفراغ في سنة ثمان وتسعمائة".

لكن الغريب أن مسجد خاير بك هذا؛ لم تقم فيه الصلاة غير (20 عاما) فقط، فبعد وفاة مؤسسه منذ (500 عام)، تم اكتشاف خطأ في زاوية القبلة فتوقفت الصلاة فيه. وقد علق البعض على ذلك؛ بأن عدم إقامة الصلاة فيه؛ هو عقاب من الله على الخائن.

اقرأ أيضا| المسجد الأزرق الأثري.. «الأمير آق سنقر الفارقاني» آية من آيات الجمال بدرب سعادة