بكتيريا الأمعاء تنذر بخطر الإصابة بالتوحد

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

يعتبرالتوحد هو في الأساس اضطراب في الدماغ، ولكن تشير الأبحاث إلى أن ما يصل إلى تسعة من كل 10 أفراد يعانون من هذه الحالة يعانون أيضًا من مشاكل في الجهاز الهضمي مثل مرض التهاب الأمعاء و"الأمعاء المتسربة".

تحدث الحالة الأخيرة عندما تصبح الأمعاء مفرطة النفاذية وتسرب محتوياتها إلى مجرى الدم، ولطالما تساءل العلماء عما إذا كانت تركيبة البكتيريا في الأمعاء، والمعروفة باسم ميكروبيوم الأمعاء، قد تكون غير طبيعية لدى الأشخاص المصابين بالتوحد وتسبب بعض هذه الأعراض، وتدعم الآن سلسلة من الدراسات الجديدة هذه الفكرة وتقترح أن استعادة التوازن الميكروبي المناسب يمكن أن يخفف بعض الأعراض السلوكية للاضطراب، وذلك حسب ما ذكره موقع "scientificamerican".

إقرأ ايضا:تحسين صحة العين مؤشر يحمي من خطر الإصابة بمرض خطير

في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لعلم الأحياء الدقيقة الذي عقد في مايو في بوسطن، أبلغ الباحثون في جامعة ولاية أريزونا عن نتائج تجربة قاموا فيها بقياس مستويات المنتجات الثانوية الميكروبية المختلفة في براز الأطفال المصابين بالتوحد وقارنوها مع تلك الموجودة في الأطفال الأصحاء.

ووجدوا أن مستويات 50 من هذه المواد اختلفت بشكل كبير بين المجموعتين، وفي دراسة نُشرت عام 2013 في PLOS ONE، وأفاد باحثون إيطاليون أنه مقارنة بالأطفال الأصحاء ، فإن المصابين بالتوحد قد غيروا مستويات العديد من الأنواع البكتيرية المعوية، بما في ذلك عدد أقل من Bifidobacterium، وهي مجموعة معروفة بتعزيز صحة الأمعاء الجيدة.

تدعم دراسة نشرت في ديسمبر 2013 في Cell الفكرة السابقة. عندما قام باحثون في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا بتحريض أعراض شبيهة بالتوحد في الفئران باستخدام نموذج راسخ يتضمن إصابة أمهاتهم بجزيء شبيه بالفيروس أثناء الحمل ، وجدوا أنه بعد الولادة، قامت الفئران بتغيير بكتيريا الأمعاء مقارنة بالفئران السليمة.

من خلال علاج القوارض المريضة ببكتيريا تعزز الصحة تسمى Bacteroides fragilis ، تمكن الباحثون من تخفيف بعض الأعراض السلوكية، ولكن ليس كلها، وكان لدى الفئران المعالجة سلوكيات نمطية أقل قلقًا وأصبحت أكثر تواصلًا صوتيًا.

لا يعرف الباحثون حتى الآن كيف يمكن لبكتيريا الأمعاء أن تؤثر على السلوك ، لكن إحدى الفرضيات هي أن الأمعاء المتسربة قد تسمح لمواد بالمرور إلى مجرى الدم مما يؤذي الدماغ.

كما تقول المؤلفة المشاركة إيلين واي هسياو ، عالمة الأحياء الدقيقة في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، إنه ربما ساعدت الكائنات الحية المجهرية في إعادة تشكيل النظام البيئي الميكروبي وجعل الأمعاء أكثر قوة ، مما منع تسرب مثل هذه المواد.

وأضافت: "فهل يمكن علاج التوحد يومًا ما بالأدوية المصممة لاستعادة التوازن الميكروبي الصحي؟ ربما، لكن التوحد هو نتيجة "تفاعل معقد بين العوامل الوراثية والبيئية".

يوافق عالم الأحياء في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا ساركيس ك.مازمانيان ، المؤلف المشارك لدراسة الفئران، حيث يقول: "ستكون هناك حاجة إلى المزيد من سنوات العمل قبل أن نكون واثقين من أن بكتيريا الأمعاء تؤثر على التوحد وما إذا كانت البروبيوتيك علاجًا قابلاً للتطبيق أم لا".