خبير يطالب بمبادرة مصرية لتطوير سلالة ملكات النحل المحلي لمواجهة مخاطر المناخ

المهندس فيصل علام الخبير الدولي في تربية النحل وإنتاج ملكات النحل
المهندس فيصل علام الخبير الدولي في تربية النحل وإنتاج ملكات النحل

 

عالم تربية النحل ملئ بالإعجاز الذى أورده الله عزوجل في كتابه القرآن الكريم، وجعل فيه شفاء للناس، ووصى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بتناول العسل، ولا يخلو منزل من وجود عسل النحل في مطبخه، ولكن مراحل تربية النحل حتى يصل العسل إلى المنزل طويلة وتمر بصعوبات وتحديات يجب تجنبها وعبورها بسلام، ولكن خلال الفترة الأخيرة والتغييرات المناخية التي أصابت العالم كان لها تأثير على تربية نحل العسل، فكان لا بد من إيجاد طرق لحماية عسل النحل من الإنقراض.

ومن هذا المحاولات مبادرة أطلقها المهندس فيصل علام الخبير الدولي في تربية النحل وإنتاج ملكات النحل، مطالبا الحكومة في مصر بالتعاون مع جهات دولية معنية بالنهوض بصناعة النحل لإطلاق مبادرة بالتعاون مع خبراء متخصصين لإنتقاء السلالة المناسبة من النحل للظروف المناخية في مصر لإنتاج سلالة تواكب التغير المناخي والعمل والإنتاج في الأجواء المصرية.

ويضيف علام إن الهدف الرئيسي من المبادرة هو تحسين السلالات لتكون سلالة قوية قادرة على الاستدامة ومقاومة الأمراض ليظل النحل المصري في الصدارة دائما كما كان داعيا كل الجهات المعنية بالأمر بالمشاركة في المبادرة، وأن العالم يشهد حراكا في مجال طرق إنتاج الملكات وتعددت أنواعها وصفاتها حيث تمكن العلماء من حل ألغاز لغة ملكات النحل عن طريق مجسات شديدة الحساسية تستخدم لرصد الذبذبات.


وأضاف علام أن النحل العاملات بتربية الملكات تقوم عن طريق وضع البويضات في خلايا خاصة وتغليفها بالشمع وتغذيتها على «هلام الملكات»، وتخرج الملكات حين تنضج، لكن إذا خرجت ملكتان في نفس الوقت تدور بينهما معركة قاتلة، موضحا إنه حين تخرج إحدى الملكات من الشرنقة تصدر رسائل صوتية هي عبارة عن تعليمات للعاملات بإبقاء الملكات الأخريات داخل خلاياها، وتوصف الأصوات التي تصدرها ملكات النحل والرسائل التي تتضمنها بأنها «غير عادية».


وأوضح المهندس فيصل علام إنه بإمكانك أن تسمع الحوار بين ملكات النحل حيث كانت هناك فرضيات بإن الملكات تتحدث فيما بينها لتختبر قوة الأخريات من الملكات، وما تفعله الملكة هو أنها تجوب الخلية معلنة عن حضورها للعاملات، أما الأصوات التي تخرج عن الملكات فهي تنبئ بأنها أصبحت جاهزة للخروج لكنها ما زالت أسيرة الخلية.

وأشار إلي أن ملكات النحل لا تتحدث فيما بينها، بل توجه حديثها للعاملات، ويقدر عددهن بعشرات الآلاف، ويعملن على إطلاق ملكة واحدة في كل مرة، وحين تتوقف أصوات الملكات يكون هذا إعلانا بأن الملكة شكلت سربها الخاص، ويمكن لملكة أخرى أن تخرج.

وشدد علام علي أن جميع القرارات داخل مملكة النحل تتخذ بشكل جماعي، وأن النحل العاملات هن من يقررن إن كن يرغبن في ملكة جديدة أم لا، ومع كون نحل العسل مهدد بالانقراض، فإن القائمين على تربية النحل والخلايا التي يجهزونها مهمة جدا لبقاء النحل، موضحا أن كل هذه الأسرار  توجب علينا ضرورة تطوير سلالة ملكات النحل بمصر.

وبرر فيصل علام الخبير الدولي في تربية النحل أن عملية تطوير ملكات النحل في مصر بما يحدث في العالم من تغيرات مناخيه لها تأثير علي الثروتين النباتية والحيوانية في كل الدول بما فيها مصر، وتلك التغيرات تستلزم النظر في تحسين سلالات النحل بمصر بما يتلاءم مع الظروف المناخية الجديدة حفاظا عليها .

وأوضح «علام»، إن العديد من العاملين بقطاع النحل أدرك تماما أن الطقس شديد البرودة في هذا الشتاء بمصر قد أثر سلبيا علي طوائف النحل، و أدي الي نفوق نسب كبيرة منها، مما يستلزم تطوير السلالات الموجودة بمصر لتناسب الأجواء التي استجدت في مصر علي وجه الخصوص, المتضمنة شدة البرودة في الشتاء و وارتفاع الحرارة في الصيف.