المسلسل يكشف مخطط تصدير الإرهاب إلى مصر برعاية «داعش»

أمير كرارة :«العائدون» جوهرة دراما «استعادة الوعى»

 أمير كرارة  وأمينة خليل
أمير كرارة وأمينة خليل

عاماً بعد الآخر يثبت أمير كرارة أنه أحد أهم الأوراق الرابحة فى لعبة الدراما المصرية .. نجم حقق لنفسه رصيدًا كبيرًا فى قلوب الجماهير، خاصة فى الأعمال الدرامية الوطنية التى لامسها بشخصية سليم الأنصارى فى ثلاثيته الشهيرة «كلبش»، ثم تحول إلى أيقونة حقيقية بتجسيد شخصية البطل الشهيد أحمد المنسى فى الجزء الأول من مسلسل «الاختيار»، والآن يعود للشاشة الرمضانية بعمل وطنى هو «العائدون» والذى يرصد كواليس المؤامرة الخارجية التى تحاك ضد الأمن القومى المصرى من قوى الظلام والشر المتمثلة فى تنظيم داعش ومموليه وأعوانه.
تجربة مثيرة ومؤثرة قدمها كرارة ورفاقه فى المسلسل الذى يشهد أول تعاون درامى له مع المخرج أحمد نادر جلال صاحب المسيرة المتميزة فى السينما والتليفزيون، ويدخل معه لأول مرة ملفات المخابرات العامة المصرية راصدًا واحدة من بطولاتها الحقيقية التى حدثت بالفعل فى العصر الحديث.

فى البداية .. كنت تفكر كثيرًا فى خطوتك القادمة قبل رمضان الحالى إلى أن وقع اختيارك على مسلسل العائدون» .. كيف تعاملت مع المشروع منذ أن عرض عليك وما الذى فكرت فيه وأنت تخوض هذه التجربة ؟
- بالطبع شيء يسعدنى ويشرفنى جدًا أن أقدم عملا وطنيا، هذا أمر لا جدال فيه وأتمناه دائمًا بين كل الوجوه والشخصيات التى قدمتها، عندما عرض على فكرة المسلسل أول ما جذبنى لها أننى أمام قصة حقيقية حدثت على أرض الواقع ووراءها أبطال حقيقيون من لحم ودم قاموا بملحمة حقيقية من أجل حماية الوطن من مؤامرة خطيرة كانت تستهدف تحويل أرض وطننا إلى ساحة عمليات للتنظيمات الارهابية التى كانت تحشد جيوشاً وميليشيات مدربة من أجل هدم هذا البلد العظيم .

 أمير كرارة

ضيوف الشرف أضافوا للعمل.. وأحمد جلال مخرج كبير


إحدى الرسائل الهامة التى يقدمها مسلسل العائدون أنه يرصد للمشاهد الدور الكبير الذى لعبته أجهزة الدولة لحماية الوطن والشعب من مخاطر هذه المؤامرة التى كانت تستهدف أن نلقى مصيرًا أسود كما حدث فى دول أخرى .


خلال تحضيرات العمل ظن البعض أن المسلسل جزء ثانى من مسلسل «هجمة مرتدة» .. ولكن مع بدء الحلقات اكتشفنا أننا أمام قصة مختلفة تماماً ولكن الإطار العام متشابه وهو مواجهة المؤامرة الخارجية .. فما تعليقك على ذلك ؟
- العائدون عمل مستقل بذاته ولا علاقة له بمسلسل هجمة مرتدة» الذى نجح نجاحا كبيرًا الموسم الماضى، ولكننا أمام تفاصيل ملف مختلف ومهمة مختلفة تركزت على مواجهة عملية تصدير الإرهاب الى مصر بعد تدريب كوادره وإعدادهم فى معاقل التنظيمات الارهابية بالخارج مثل داعش، قدمنا للمشاهد تفاصيل كثيرة من واقعهم الأسود المشحون بالخيانات والغدر والقسوة وافتقاد الانسانية والرحمة، وكيف تم ترتيب هذه المؤامرة بدعم من جهات كل هدفها تحويل مصر إلى بؤرة إرهاب ولكن أجهزة الدولة تصدت لها مبكرًا .


نعيش مرحلة مهمة فى صناعة الدراما تشهد مفهوم «دراما تشكيل الوعي» .. بعد حوالى 3 سنوات من ظهور هذا المصطلح وعودة تلك النوعية من الأعمال إلى أى مدى ترى تأثيرها على الرأى العام والوعى ؟
- بالتأكيد هذه النوعية من الأعمال كنا فى حاجة ماسة لها، والحقيقة أنها عادت للساحة فى توقيت مهم وحساس بعد سنوات طويلة من افتقادنا للدراما الوطنية، سعيد أننى كنت من أوائل الفنانين الذين شاركوا فى صناعة هذه الدراما وتحديدا فى مسلسل «الاختيار»، تسألنى عن مدى تأثيرها ؟! سأقول لك ناقش الشباب الذين يتابعون الدراما الوطنية مؤخرًا ستتيقن من أنه قد أصبح لديهم صورة حقيقية وواقعية عن أحداث وقضايا مصيرية كانت كل معلوماتهم عنها مستقاة من خلال مواقع التواصل الاجتماعى مثلا، وهى منطقة بالتأكيد ليست كافية أو دقيقة لتشكيل وعى ووجهة نظر المواطن وخاصة الشباب تجاه قضايا بلده.


 تأثير الدراما أكبر من عشرات البرامج والنشرات مع كامل التقدير لكل دور تلعبه هذه الوسائط فى تشكيل الوعى، ولكننا من خلال الدراما الوطنية قطعنا شوطًا كبيرًا جدا فى كشف الحقائق التاريخية وتوضيح القضايا المصيرية والوطنية للمشاهد. 


بدأ المسلسل بإيقاع سريع مشحون بمشاهد الأكشن ثم اتجهت الأحداث لترصد ما يدور فى داعش بايقاع تفصيلى لا يميل لدراما الأكشن والحركة كما توقع البعض .. هل كان هذا مقصوداً أم فرضته ظروف التصوير مثلا ؟
- بالطبع كان مقصوداً وفقا للاحداث الواردة فى السيناريو، أحمد نادر جلال واحد من كبار المخرجين المميزين جدا فى صناعة أفلام الحركة والأكشن، ولكن النص يفرض نفسه على الجميع، إذا كانت الأحداث تتطلب مشاهد أكشن أكبر فما المانع ؟ّ! ولكننا نقدم مهمة وطنية بتفاصيلها الدرامية القريبة من واقع ما حدث، وبالتالى الإثارة أو التشويق هنا من وحى الحدث نفسه، من خلال المهام التى تتم وما يفرضه عليها الواقع .


هناك نقطة أهم وهى أن «العائدون» مسلسل يهدف إلى تشغيل العقل أكثر من خطف عين المشاهد، الجمل الحوارية بين الشخصيات دائمًا ما تطرح تساؤلات وتساعد المشاهد على اعادة التفكير والتقييم بشكل واع، وللعلم أنجح الأعمال الوطنية من كلاسيكيات الدراما المصرية لم تكن قائمة على فكرة الأكشن ولم نشاهد فيها مشاهد حركة ومع ذلك نجحت وعاشت حتى الآن.


رصد المسلسل تورط تنظيم داعش ومشتقاته المتنوعة فى أحداث مثل محاولة تفجير دار القضاء العالى وغيره .. هل رصد المسلسل هذه الأحداث بكل مادار فى واقعيتها ؟
- كل ما قدمه المسلسل كان من وحى أحداث حقيقية، والواقع دائما أقسى من الدراما وأخطر، ما كان يحاك ضد مصر أكبر بكثير من قدرة عمل فنى على رصد كافة تفاصيله، ونحن نقدم دورنا كفنانين فى المساهمة فى كشف الحقيقة للجمهور وكيف نجحت أجهزة الدولة فى التصدى لهذه المؤامرة .


دعنى أتحدث معك أكثر عن شخصية عمر ضابط المخابرات الذى تقدمه فى العائدون .. ما المختلف فيه عن ضابط الشرطة وضابط الجيش اللذين قدمتهما من قبل ؟
- بالطبع كل شخصية مختلفة عن الأخرى تماما، على مستوى الوظيفة كل ضابط منهم ينتمى لجهاز أمنى مختلف عن الاخر وهذا يفرض عليه مهام مختلفة وطبيعة حياة مختلفة، على مستوى الشخصية فعمر رجل هاديء وواثق من نفسه وشخصية توحى بالغموض والحذر نظراً لطبيعة مهنته .


وما الصعوبات التى واجهتها ؟
- لن أقول لك كلاماً تقليدياً ومكرراً حول صعوبات التصوير وما الى ذلك، أنا ممثل محترف ومررت بتجارب عديدة وظروف تصوير مختلفة وشخصيات متنوعة، الأمر ليس صعباً خاصة أننى أقدم عملاً أحبه، حتى فى ظل برودة الطقس الشديدة خلال التصوير فى أوروبا، لم يكن الأمر بالنسبة لى أزمة، معنا فريق كبير يتعب ويجتهد من أجل تقديم أفضل ما لديهم .


رغم وجودك كنجم كبير على رأس العمل وإلى جوارك أمينة خليل فإن   ظهور ضيوف الشرف كان مؤثراً ومتميزاً خاصة محمد فراج ومحمد ممدوح وهانى رمزى .. كيف ترى مشاركتهم ؟
- كلهم فنانون ونجوم رائعون جداً، وظهور كل منهم فى المسلسل ولو من خلال حلقة واحدة أضاف للمسلسل الكثير والكثير، كانت اختيارات رائعة واستمتعت جدا بمشاركتهم وأدوارهم التى كانت فى محلها، محمد فراج أبكى الملايين فى مشهد حرقه على يدى داعش، هانى رمزى كان مفاجأة للجمهور الذى شاهده فى دور بعيد تماما عن ملعبه الكوميديا، محمد ممدوح أبدع فى مشاهد التحقيق مع ميدو عادل وكلهم كانوا مميزين .

اقرأ ايضا | عودة أمجاد الدراما الوطنية.. الاختيار يكمل مسيرة رأفت الهجان