أكبر جهاز إضحاك بالعالم.. كيف تحولت حياة إسماعيل ياسين إلى مأساة؟

 إسماعيل ياسين
إسماعيل ياسين

فم كبير أضحكنا به وعليه كما لم يضحكنا أحد وقلب أكبر استطاع أن يحتوينا صغارا وكبارا وأن يجعلنا نلتف حوله كلما طالعنا وجهه علي الشاشة فكان هو مضحك الأجيال الأول رغم كل الأسماء الكبيرة التي أتت من قبله ومن بعده.

إسماعيل يس الاسم فوق أكبر جهاز إضحاك في العالم والوصفة السحرية لمن خاصمه الضحك وأصبح صديق للنكد والاكتتاب بحسب ما تم نشره في مجلة الكواكب في 17 سبتمبر عام 2002.

ورغم ذلك لم يجمع الملايين من أفلامه ولم يحقق ثروة مفاجئة علي انقاص الذوق العام وإنما بدا من العدم من قاع شارع الفن وحينما التفتت اليه الأنظار احتاج الرجل لمائة وواحد وأربعين فيلما وخمسة عشرة عاما كي ينتزع منها اعترافا صريحا وقاطعا بسيادته المطلقة على عرش الكوميديا في مصر.

ولأنه لم يأت في زمن اللمبي وصاحبه فإن جنيهاته القليلة التي كسبها لم تمنحه الحماية من غدر الأيام فمات معدوما بعد أن أنهكه العوز والمرض والتجاهل وملاحقات مصلحة الضرائب.

ومع توالي الأربعينيات وبداية الخمسينات زاد الطلب على إسماعيل للدرجة التي جعلته يشارك في تسعة عشر فيلما في عام 1949 وحده ويعود السبب في ذلك الي نجاحه الأمر الذي جعل من إسماعيل يس قاسما مشتركا في أفلام كل من فريد الأطرش ومحمد فوزي وصباح وليلي مراد وكارم محمود وشادية ونور الهدي.

وحينما حدثت النقلة الكبري في مشوار إسماعيل يس بفيلم الآنسة حنفي سنة 1954 كانت الساحة الفنية الخالية من زعيم للكوميديا منذ رحيل الريحاني وانزواء الكسار مهيأة للاعتراف بزعيم جديد وهو اسماعيل ياسين الذي بارك الجمهور انتقاله التام إلى مرحلة البطولات المطلقة.

 

كانت روحنا تضحك من قلوبنا علي حركات فمه ووجهه و لزمته وطريقة نطقه وتتعاطف مع طيبته وسذاجته في مقابل مقالب الشاويش عطية والباز افندي ومن باع العتبة الخضراء حتي تحول الرجل الي حالة فريدة في تاريخ السينما المصرية وربما العالمية حيث ظهر أربعة عشر فيلما هذا هو الرقم الحقيقي تحمل أسمه في سابقة يراود أصحاب الملايين حلم تكرارها حاليا.

 

واذا كان اسماعيل يس قد ظلم كثيرا في سنواته الاخيرة بعدما أرادت له الأيام ظهرها فان فان عصر الفضائيات قد اعاد له مكانته البارزة ومنحه جمهورا جديدا لم يعاصره أطلق عليه العديد من الاستفتاءات لقب مضحك الأجيال فكشف بذلك عن الفارق بين النجوم أصحاب العمر الطويل وأشباه النجاحات القصيرة.

 

ولد إسماعيل ياسين في السويس ١٥ سبتمبر ١٩١٢ واشتهر عنه الكوميديا فهو أبو ضحكة جنان لكنه مر بظروف عصيبة خلف هذه الضحكة فوراء العمل الفني الضخم قصص ممتلئة بالدموع والبؤس.

رغم هذا النجاح بعد فترات صعبة إلا أن مسيرته الفنية تدهورت فى الفترة الأخيرة من حياته كما كان في بداية حياته، وأصبح مديون من الضرائب وتوفي في 4 مايو 1972.