حدوتة كعك العيد| من الإلهة «ست» لـ«أفطن إليه» و«كل وأشكر مولاك»

حدوتة كعك العيد
حدوتة كعك العيد

مع بدء العد التنازلى لانتهاء شهر الصوم، والاستعداد لاستقبال أيام عيد الفطر المبارك، تنطلق ربات المنزل لتجهيز «كعك العيد» والذى ارتبط منذ القدم بموسم الأعياد.

كما تفترش المحال التجارية منتجاتها لعرض أفضل مأكولاتها، وأصبح الكعك عادة لا يمكن التخلى عنها، «أخبار الناس» تستعيد مع قرائها أصل الكعك وتاريخه الذى يعود للعصر الفرعونى.

واعتادت زوجات الملوك على تقديمه للكهنة القائمة لحراسة الهرم خوفو فى يوم تعامد الشمس على حجرته، وكان يقدم أيضا عند زيارة الموتى والقبور، وليس كما يعتقد البعض أن أصل الكعك يعود إلى عهد الفاطميين الذين اهتموا بإدخال مظاهر البهجة على المسلمين فى مناسباتهم الدينية، وكان الخبازون الفراعنة يعدوه بأشكال مختلفة وصلت لـ100 شكل منها اللولبى والمخروطى والمستطيل والمستدير.

وكان يرسمونه على صورة شمس وهو الإله رع وهو الشكل البارز حتى الآن، وقد ظهرت صور لصناعة كعك العيد فى مقابر طيبة ومنف، وجميعها نقشت على جدران مقبرة الوزير «رخ مى رع» من الأسرة الـ١٨، وكانوا  يشكلونه على شكل أقراص على شكل تميمة الإلهة «ست» كما وردت فى أسطورة إيزيس وأوزوريس، وهى من التمائم السحرية التى تفتح للميت أبواب الجنة.

كما كان البعض يصنعه على شكل حيوانات أو أوراق الشجر والزهور، ويرسمون على الكعك صورة الشمس الإله رع، وفى عهد الدولة الأخشيدية كان أبو بكر المادرانى وزير الدولة يصنع الكعك فى أعياد الفطر ويحشوه بالدنانير الذهبية وكان يطلق عليه حينها «أفطن إليه» أي انتبه للمفاجأة، وفى العهد الفاطمى كان الخليفة يخصص 20 ألف دينار لعمله على عيد الفطر وتتفرغ المصانع من منتصف شهر رجب لصناعته.

وكان الخليفة يتولى مهمة توزيعه على الرعايا وكان حجمه فى حجم رغيف الخبز، وكان يكتب عليه عبارة «كل واشكر مولاك»، وصولا إلى وقتنا هذا حيث تمتلئ الشوارع بروائح عجين الكعك وسط تجمع الأهالى فى المنازل وفرحة الصغار.

إقرأ أيضاً|دار الإفتاء توضح الآداب التي يجب مراعاتها في الاحتفال بالعيد