نزيف الأسفلت مستمر.. أسر تفقد أبناءها في حوادث مرورية بالصعيد قبل العيد

 حوادث مرورية بشعة
حوادث مرورية بشعة

حزن وقهر، على أسر ماتت بأكملها، وجع الفراق كان صعبا للغاية في حوادث مرورية بشعة، خيمت بأحزانها على الجميع، ليس محبيهم وأقاربهم فقط، بل على كل من سمع خبر وفاتهم، واكتوت القلوب على الفراق، وصرخات مدوية كانت تنتظرهم، عقب خروج جثامينهم من المشرحة،  وتعليقات على صورهم، بعد نشرها على فيسبوك كانت مكتوبة بحزن، وكأنها كانت تنطق حزنا على ما حدث.

أسر بأكملها،  خرجت ولم تعد، في الوقت الذي كان ينتظر فيه المحبين رؤيتهم واحتضانهم عقب عودتهم، ليفرحوا سويا بالأعياد، سواء عيد القيامة المجيد، أو عيد الفطر،  ليتبدل الحال إلى حزن، كان أقصاه احتضان النعوش، أو إلقاء نظرة الوادع عليهم، وتوديعهم الى مثواهم الأخير. 

اقرأ أيضا| تحرير 1956 مخالفات لقائدي الدراجات النارية لعدم ارتداء «الخوذة»

هنا ماتت الأم وابنتها وزوج ابنتها وحفيدتها، هنا مات الأب وابنيه وشقيقه وزوجته،  هنا مات رب الأسرة،  وسط صرخات مدوية لأسرته التي أصيبت في الحادث كانت ممزوجة بألم الاصابات ، هنا مات الزوج والزوجة ، هنا كانت حوادث مدوية عند سماعها،  في مشاهد مؤلمة وحزينة ، خيمت بأحزانها على الجميع. 

المشاهد المؤلمة،  كانت بدايتها سماع خبر الحادث، حاول البعض إقناع نفسه، بأنه ربما سيمر بسلام، وربما يكونون مصابين، إلا أنه سرعان ما تحول الألم إلى حقيقة مزعجة،  لم يتحملها أحد،  كانت بمثابة الصدمة القاسية على الجميع. 

هرول الأقارب إلى المستشفيات،  وجلسوا أمام المشرحة،  في مشاهد كلها حزن، ينتظرون،  إنهاء التصاريح واستلام الجثامين،  لدفنها، بكاء وحسرة في مشاهد مؤلمة ، لا توصف، عقب خروج الجثامين في نعوش مختلفة،  والدفن في بعض الحالات في مقبرة واحدة.

عاد الأهل والأقارب ، بعد دفن الجثث إلى أماكنهم،  لم يتخيل أو يصدق أحد هذه المشاهد غير المعتادة ،  وعند وصولهم إلى منازل الضحايا،  التي بكت جدرانها حزنا على فراقهم، صرخ الجميع حزنا ، وبدأت الصدمة غير المتوقعة، تتغلغل في قلوبهم،  وتدغدغ كل المظاهر ، التي لم يستطيع أحد وصفها،  فالمشاهد واستعادة الذكريات، مع كل ركن في مناطق الضحايا،  كانت كفيلة بأن تخيم بأحزانها على الجميع. 

نشر البعض صور الضحايا على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك،  في طلب من الجميع الدعاء لهم، خاصة بعد أن ارتدوا الكفن بدلا من لبس العيد  ، وغطت دمائهم ملابس الضحايا الذين كانوا يحتفلون بعيد القيامة،  لتنهال التعليقات حزنا، وكأن هذه الحوادث كانت قريبة من الجميع. 

هنا في قنا، وبينما كانت الأم وابنتها وزوج ابنتها وحفيدتها،  يحتفلون بعيد القيامة،  يتبادلون التهنئة والفرحة، كان ابنها ينتظرهم،  لاستكمال الاحتفالات سويا، ولكن سرعان ما تلقى خبر وفاتهم في حادث مروري بالقرب من قرية أبوشوشة في قنا .

ايفون تامر سعيد، 61 عاما، وابنتها ميرنا عطية سويرس، 37 عاما، وزوجها بسادة حنا، 35 عاما، وحفيدتها مريم حنا، سنتان، من أبناء محافظة سوهاج، كانوا يرتدون ملابس الاحتفال بعيد القيامة المجيد،  يلهون ويحتفلون، ويخططون لمستقبل كله طموحات وأمل وسعادة، ولكن كل هذه الأحلام تبخرت في لحظة، فماتوا جميعا في نفس واحد، وكأن حياة كل واحد منهم،  كانت متعلقة بالآخر من شدة حبهم لبعضهم البعض. 

الدكتور مينا عطية،  نجل ربة الأسرة،  لم يتمالك أعصابه وقت سماع الخبر،  لم يصدق ما حدث، ونشرت الأسرة: اذكرونا في السماء .. وصلولنا كتير ..ووحشتوني .. سافرتم انتم الأربعة،  ونشروا صورا للضحايا، وطالبوا بالدعاء لهم،  كما أعلنوا استقبالهم للمعزيين،  في مشاهد كانت قاسية للجميع. 

لم يختلف الأمر كثيرا في أسوان، فلقد خيم الحزن على مواقع التواصل الاجتماعي بعد وفاة 6 أفراد  من أسرتين في حادث تصادم سيارتين بطريق كوبرى فارس ، وتحولت صفحات التواصل الاجتماعي إلى دفاتر عزاء،  شارك فيها الجميع .


المتوفيون في الحادث،  صموئيل بدير أيوب 35 عاما ، ومريانة شعبان نصيف 22 عاما،  وابنهما مارك صاموئيل بدير 6 أعوام،  ورامي صفوت انور 35  عاما،  وبسنت بطرس فؤاد  23 عاما،  ورومي رامي صفوت  35 عاما،  كما أصيب توماس صموئيل بدير ،  6 أعوام،  وبيشوي رامي صفوت  3 أعوام.

الحزن على الفراق في هذا الحادث كان قاسيا أيضا،  وبنفس المشهد،  ارتدى المتوفيين الكفن بدلا من ملابس العيد، وتبدلت فرحة العيد إلى حزن شديد، كانت مشاهد كلها تدل على الحسرة وألم الفراق. 


ومع حلول عيد القيامة،  ومستغلا اجازة العيد، انطلق ميخائيل نصرالله عبدالملاك، 56 عاما، موظف بديوان عام المحافظة، وزوجته نعمة نصحي قلادة، 50 عاما، موظفة بالتربية والتعليم، وأبنائهم كريستينا 22 عاما، صيدلانية، وكيرلس 18 عاما، طالب بكلية إدارة الأعمال، وشاروبيم 12 عاما، طالب، من قنا إلى البحر الأحمر،  لقضاء إجازة العيد هناك .

كانت الرحلة هذه المرة كلها سعادة، فرحة ما بعدها فرحة،  وكأنها الرحلة الأخيرة،  وأثناء عودتهم من إجازة العيد،  انقلبت بهم السيارة،  وفي هذه المرة كانت الضحية واحدة،  فلقد مات رب الأسرة،  وترك زوجته وأبنائه طريحين الفراش، بعد إصابتهم في الحادث يتمنون الموت حزنا على فراقه، في الوقت الذي تمنى أقاربهم، أن يكتب لهم الله الشفاء.

وفي سوهاج، شارك أهالى قرية أولاد نصير ونجوعها، في تشييع جثامين 5 من أسرة واحدة، لقوا مصرعهم، في حادث تصادم سيارة سوزوكى بأخرى نقل بمقطورة، على الطريق الشرقى السريع «سوهاج- البحر الأحمر» بدائرة مركز أخميم، عقب حضورهم من الإسكندرية لتقديم واجب العزاء في قريب لهم تُوفى بمسقط رأسهم بنجع "شمندى".

الضحايا كانت هذه المرة سائق وابنيه، وشقيقه وزوجته،  وخرجت جثامين الضحايا، تحملها 5 نعوش، في مشهد جنائزى مهيب، وسط حالة من الحزن و بكاء أقارب الضحايا، وتم دفنهم في مقبرة واحدة بمدافن العائلة.

الحادث الذي وقع على الطريق الصحراوى الشرقى "سوهاج- البحر الأحمر" بين سيارة "سوزوكى" ربع نقل، قيادة أحمد فؤاد، 55 سنة، يقيم بدائرة مركز سوهاج، وسيارة «نقل بمقطورة»، قيادة "هانى. ع. م"، 43 سنة، يقيم بأسيوط، بسبب اختلال عجلة القيادة في يد قائد السيارة الأولى، ونتج عن الحادث مصرع قائد السيارة الأولى، وزوجته، زوبة محمد على، 40 عاما، ربة منزل، وشقيقه فتحى فؤاد، 45 عاما، عامل، ونجليه فؤاد أحمد، 23 عاما، وكريم أحمد، 21 عاما، وإصابة ابنته شيماء أحمد، 18 عاما، طالبة، وشقيق زوجته، محمود محمد على، 30 عاما، عامل، بجروح واشتباه كسور وكدمات وسحجات متفرقة بالجسم.