النمسا: الهجوم الروسي على أوكرانيا يهدد أمن المنشآت النووية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

حذرت النمسا، اليوم الثلاثاء 26 إبريل، مجددا من أن الهجوم الروسي على أوكرانيا يهدد سلامة وأمن المنشآت النووية.

وذكرت وزارة الخارجية النمساوية - في بيان اليوم بمناسبة مرور 36 عامًا على كارثة تشيرنوبيل - أن النمسا تجدد اعتراضها على الطاقة النووية مرة أخرى.. معتبرا أن الطاقة النووية ليست مستدامة ولا آمنة.

اقرأ أيضًا: مسئول روسي يرجح محاولة إقصاء موسكو من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية

من جانب آخر.. وصل المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل ماريانو جروسي إلى أوكرانيا على رأس أول بعثة تابعة للوكالة من خبراء السلامة والأمن؛ حيث تفقد محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية وقام بتسليم معدات وإجراء تقييمات إشعاعية.

يشار إلى أن أوكرانيا أبلغت الوكالة بإن أنظمة السلامة لا تزال تعمل في محطات الطاقة النووية الأربعة وأنها توفر الطاقة خارج الموقع.
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الثلاثاء 26 إبريل، الاستيلاء على قاعدة عسكرية للإصلاح فني تابعة للقوات الأوكرانية تحتوي على 100 قطعة من المعدات العسكرية.

وأوضحت الوزارة أنه تم تدمير 87 هدفًا عسكريًا أوكرانيًا خلال الـ 24 ساعة الماضية، بالإضافة إلى تدمير منظومتين من "إس-300" للدفاع الجوي ومنصة لإطلاق صواريخ "توتشكا أو" التكتيكية.

وذكرت الوزارة، وفقا لقناة “روسيا اليوم”، أن القاعدة تشتمل على منظومة دفاع جوي مدفعية وصاروخية، بالإضافة إلى موقف كبير للآليات والمعدات العسكرية والمدفعية ذاتية الحركة المضادة للطائرات "شيلكا"، وكذلك منظومة "تونجوسكا" المدفعية – الصاروخية المضادة للطائرات، فضلا عن مركبات من منظومات "أوسا" و"تور-م1" وكذلك الصواريخ المستخدمة فيها، والعديد من قذائف المدافع من عيار 30 مم، وغيرها.
وقال المتحدث باسم الدفاع الروسية إيجور كوناشينكوف، إن صواريخ عالية الدقة أطلقت من الجو، أصابت منشآت عسكرية في أوكرانيا، منها منطقتان لتمركز القوات والمعدات، ومستودعان للذخيرة في مقاطعة خاركوف، مضيفا أن ضربات القوات الجوية الروسية أدت إلى مقتل حوالي 500 فرد من الجيش الأوكراني وتدمير 59 قطعة من المدرعات والمدفعية والمركبات.

وأشار إلى تدمير منصتي إطلاق تابعتين لمنظومتي الصواريخ المضادة للطائرات Buk-M1 وOsa AKM، ومستودعين للذخيرة في دونيتسك، لافتا إلى أن قوات الصاروخ والمدفعية الروسية تفذت 1299 مهمة نارية خلال اليوم الماضي، وشملت الأهداف المدمرة 37 مركز قيادة، و114 نقطة محصنة للقوات الأوكرانية، و983 منطقة لتمركز القوات والمعدات، و139 موقعًا للمدفعية و21 مستودع ذخيرة.

وعلى الأرض، تتواصل العملية العسكرية الروسية في الأراضي الأوكرانية ، منذ بدايتها في 24 فبراير المنصرم.

واكتسب الصراع الروسي الأوكراني منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوجانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لقت غضبًا كبيرًا من كييف وحلفائها الغربيين.

وفي أعقاب ذلك، بدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير، في شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، ما فتح الباب أمام احتمالية اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.

وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش "أجواءً أكثر سوادًا" منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها "الأقسى على الإطلاق".

ومع ذلك، فإن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو" يصران حتى الآن على عدم الانخراط في أي عملية عسكرية في أوكرانيا، كما ترفض دول الاتحاد فرض منطقة حظر طيران جوي في أوكرانيا، عكس رغبة كييف، التي طالبت دول أوروبية بالإقدام على تلك الخطوة، التي قالت عنها الإدارة الأمريكية إنها ستتسبب في اندلاع "حرب عالمية ثالثة".

وفي غضون ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في وقتٍ سابقٍ، إن اندلاع حرب عالمية ثالثة ستكون "نووية ومدمرة"، حسب وصفه.

وعلى مسرح الأحداث، قالت وزارة الدفاع الروسية، في بداية العملية العسكرية، إنه تم تدمير منظومة الدفاع الجوي الأوكرانية وقواعدها وباتت البنية التحتية لسلاح الطيران خارج الخدمة.

ولاحقًا، أعلنت الدفاع الروسية، يوم السبت 26 فبراير، أنها أصدرت أوامر إلى القوات الروسية بشن عمليات عسكرية على جميع المحاور في أوكرانيا، في أعقاب رفض كييف الدخول في مفاوضات مع موسكو، فيما عزت أوكرانيا ذلك الرفض إلى وضع روسيا شروطًا على الطاولة قبل التفاوض "مرفوضة بالنسبة لأوكرانيا".

إلا أن الطرفين جلسا للتفاوض لأول مرة، يوم الاثنين 28 فبراير، في مدينة جوميل عند الحدود البيلاروسية، كما تم عقد جولة ثانية من المباحثات يوم الخميس 3 مارس، فيما عقد الجانبان جولة محادثات ثالثة في بيلاروسيا، يوم الاثنين 7 مارس. وانتهت جولات المفاوضات الثلاث دون أن يحدث تغيرًا ملحوظًا على الأرض.

وقال رئيس الوفد الروسي إن توقعات بلاده من الجولة الثالثة من المفاوضات "لم تتحقق"، لكنه أشار إلى أن الاجتماعات مع الأوكران ستستمر، فيما تحدث الوفد الأوكراني عن حدوث تقدم طفيف في المفاوضات مع الروس بشأن "الممرات الآمنة".

وقبل ذلك، وقع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، في 28 فبراير، مرسومًا على طلب انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي، في خطوةٍ لم تجد معارضة روسية، مثلما تحظى مسألة انضمام كييف لحلف شمال الأطلسي "الناتو".

وقال المتحدث باسم الكرملين الروسي ديمتري بيسكوف إن الاتحاد الأوروبي ليس كتلة عسكرية سياسية، مشيرًا إلى أن موضوع انضمام كييف للاتحاد لا يندرج في إطار المسائل الأمنية الإستراتيجية، بل يندرج في إطار مختلف.

وعلى الصعيد الدولي، صوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الأربعاء 2 مارس، على إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا، بموافقة 141 دولة على مشروع القرار، مقابل رفض 5 دول فقط مسألة إدانة روسيا، فيما امتنعت 35 دولة حول العالم عن التصويت.

وأعلنت الأمم المتحدة فرار أكثر من 3 ملايين شخص من أوكرانيا منذ بدء الحرب هناك، فيما كشفت المنظمة الأممية، يوم السبت 19 مارس، عن مقتل ما يقرب من 850 مدنيًا في الحرب حتى الآن. 

وفي الأثناء، تفرض السلطات الأوكرانية الأحكام العرفية في عموم البلاد منذ بدء الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية.

وأعلن الرئيس الأوكراني، يوم الأحد 20 مارس، تمديد فرض الأحكام العرفية في البلاد لمدة 30 يومًا، بدايةً من يوم الأربعاء 23 مارس.

وكانت روسيا، قبل أن تبدأ في شن عملية عسكرية ضد أوكرانيا، ترفض بشكلٍ دائمٍ، اتهامات الغرب بالتحضير لـ"غزو" أوكرانيا، وقالت إنها ليست طرفًا في الصراع الأوكراني الداخلي.

إلا أن ذلك لم يكن مقنعًا لدى دوائر الغرب، التي كانت تبني اتهاماتها لموسكو بالتحضير لغزو أوكرانيا، على قيام روسيا بنشر حوالي 100 ألف عسكري روسي منذ أسابيع على حدودها مع أوكرانيا هذا البلد المقرب من الغرب، متحدثين عن أن "هذا الغزو يمكن أن يحصل في أي وقت".

لكن روسيا عللت ذلك وقتها بأنها تريد فقط ضمان أمنها، في وقت قامت فيه واشنطن بإرسال تعزيزات عسكرية إلى أوروبا الشرقية وأوكرانيا أيضًا.

ومن جهتها، اتهمت موسكو حينها الغرب بتوظيف تلك الاتهامات كذريعة لزيادة التواجد العسكري لحلف "الناتو" بالقرب من حدودها، في وقتٍ كانت روسيا ولا تزال تصر على رفض مسألة توسيع حلف الناتو، أو انضمام أوكرانيا للحلف، في حين تتوق كييف للانضواء تحت لواء حلف شمال الأطلسي.