فاتن أمل حربي: عندما تتكلم الحقيقية !

فاتن أمل حربي
فاتن أمل حربي

كتب: هبة عبد الرحمن

أمل فاتن حربي»، ليس مجرد اسم لبطلة عمل درامي مهم نتابعه بشغف على الشاشة الصغيرة يوميًا، بل هو صرخة حقيقية لكل مطلقة في مصر، يفجر المشاكل التي تمتلئ بها ساحات محاكم الأسرة، «فاتن أمل حربي» هي معاناة المرأة مع قانون يتم تطبيقه حاليًا، وانتظار لمشروع قانون يتم مناقشته الآن في البرلمان يخرج للنور في القريب العاجل، قانون لصالح الأسرة كلها، ينصف المرأة والرجل معًا، قانون يهدف في المقام الأول لاستقرار الأسرة، وحتى يخرج القانون إلى النور، ستظل «أمل فاتن حربي» في مواجهة مع قوانين الأحوال الشخصية من نفقة وولاية تعليمية ومسكن حضانة وتبديد منقولات زوجية وغيرها من المشاكل، هي باختصار شبه كل امرأة تبحث عن حقوقها الضائعة.

 

خطوة في تعديل الأحوال الشخصية

«تقول محاسن صابر مؤسسة أول موقع إلكترونى ومدونة مخصصة للمطلقات والأشهر وهو موقع راديو مطلقات»: سعيدة جدا بالصحوه الخاصة التى فعلها مسلسل «فاتن أمل حربى»، وأتمنى ان يحقق الهدف المنشود منه بتعديل وتغيير قوانين الاحوال الشخصية، ولكن أتمنى أن يكون القانون الجديد منصفًا للأسرة كلها، لأنه فى النهايه سيصب فى مصلحة الطفل وهو اساس وركيزة الجمهورية الجديدة التى يسعى إلى تحقيقها عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية.

 

فمنذ اول يوم انطلق فيه موقع راديو مطلقات منذ عام 2009 وكان فريق العمل يضم رجالا ونساءً، ومن وقتها اخذنا خطًا محايدًا بين الطرفين، فالمرأة لا يمكن أن تعادى الرجل لانه ابوها واخوها وابنها، والعكس صحيح لا يجب على الرجل أن يظلم المرأة التي هي زوجته وابنته وشقيقته وأمه، والطلاق هو رخصة شرعية منحها لنا الله عندما تستحيل الحياة بين الزوجين، لكن مع الاسف اسأنا استخدام تلك الرخصة الربانية.


تستكمل محاسن صابر كلامها بحيادية تامة قائلة: أغلب الحالات هي التي التى تعانى من مشكلة النفقة وامتناع الآباء عن اداء واجبهم تجاه أبنائهم كما إن الآباء ايضًا يعانون من مشكلة الرؤية حيث تمنعه مطلقته من رؤية ابنائه، والاجداد لا يتمكنون من رؤية أحفادهم، وليت المسلسل يكون بداية حملة لرعاية اطفال الانفصال ويكون الهدف منه سن قوانين جديدة تهتم بالاسرة المصرية. 

 

وتقول أميرة طنطاوى كاتبة وباحثة فى شئون المرأة ومؤسسة حملة «امهات مع ايقاف التنفيذ»: المسلسل يمثل نقطة فى بحر الواقع الصعب الذى تعيشه المرأة بسبب قوانين الاحوال الشخصية، لكنى متفائلة لأنه بمثابة حجر في المياه الراكدة، فالواقع اسوأ بكثير من ناحية إن العنف ضد المرأة اصبح جسديًا ولفظيًا ونفسيا، لكنى متفائلة لأنه يجذب الانظار إلى قوانين الاحوال الشخصية وما به من عوار، لان فى معظم الحالات كان الحل يأتى من خلال الجلسات العرفية، وكنت من الناس التى اقوم بعمل جلسات عرفية للكثير من الحالات، حتى فى تلك الجلسات كانوا يُسامون على حق المرأة حيث انهم يجبروها على أن توقع على ايصالات امانة او تتنازل عن حقها أو جزء من حقوقها لحصولها على الاطفال أو جزء من قائمة المنقولات الخاصة بها والتى عادة تأخذ الاشياء التى قامت هى بشرائها أما باقى المنقولات يدعون بأنه ليس من حقها، وعامة أصبحت الآن الجلسات العرفية لم تجدى نفعا.


وتضيف أميرة طنطاوى؛ دور الفنان شريف سلامة الذى قام بدور الاب هو ملاك بالنسبة للواقع، لانه فى الحقيقه هناك الكثير من الازواج يقومون بأفعال نحو زوجاتهم تقشعر لها الأبدان من ضرب وتحايل وجرجره فى المحاكم حتى تحصل على حقوقها، ومن اصعب ما يقومون به تشويه سمعة الام لدى المحيطين بها أو لدى أى شخص تلجأ إليه، فالتشريعات بها ثغرات وللاسف يجيد الرجال التلاعب عليها من خلال المحامين، فأنا لا احتاج قوانين فقط بقدر احتياجى للوعى الاجتماعى للحد من الظاهرة، سهل نغير مواد القانون أو نعدلها، ولكن الأصعب هو الوعى.


بعد عرض مسلسل فاتن امل حربى» خرجت المئات من الزوجات يروين مأساتهن مع أزواجهن، بعد شعورهن بأن المسلسل قد نجح فى عرض حكايتهن بكل تفاصيلها وكأنه لسان حال كل امرأة مطلقة في مصر، وتمنين أن يحقق المسلسل حلمهن بتغيير قانون الاحوال الشخصية وتعديل بنوده بما يحقق لهم العدالة المنصفة لمشاكلهن، ومن بين تلك المشاكل التى تشهدها محاكم الاسرة نروى تفاصيل بعضها المؤلمة بكل ما تحمله الكلمة من معانِ.

العذاب ألوان

بألم مرير تروى «ر.م» كلامها بدموع عينيها عن مأساتها قائلة:أدعو الله أن يحقق المسلسل الغرض منه بأن يعاد النظر في القوانين المجحفة لحق المرأة والأبناء، وتعديلها بما يتناسب مع مصلحتهم وكفاية بهدلة للمرأة من رجال صارت متعتهم هي أن يجوروا على حقها، كل ما تتناوله حلقات المسلسل حقيقيه تمامًا، وشعرت بألم شديد عندما تذكرت ذلك القلم الذى ضربنى به زوجى عند باب مدرسة بنتى وأمام زميلاتها وامهاتهم، جعلت ابنتى تمر بأصعب فترة فى حياتها واصيبت بالتبول اللا إرادى مثلما يحدث فى المسلسل.

 


ويكفى بهدلتى أمام المحاكم، وهى ليست بالامر السهل، لكن بها كسرة قلب فوق الوصف، كنت اترك شغلي واترك بناتي وانزل اجري فى المحاكم، حتى انى كنت حافظة كل شبر فيها وكل الناس عرفتنى حتى اقسام الشرطة كنت أدخلها اكثر مما اقضى الوقت فى بيتى مع ابنتي، رأيت كل انواع العذاب واتمنى أن انسى كل الوجع ده.

واقع المطلقات أصعب من الدراما

وبضحكة ساخرة مملؤة بدموع الأسى قالت «ف.م» وهي تروى مأساتها؛ أنا مطلقة و مقيمة فى شقة الزوجية لانها شقة حضانة، وده متسجل فى مكتب تسوية المنازعات، ثم  فجأة بعد سنتين من الطلاق فوجئت بحكم طرد مرفوع من والد طليقى ضده على أساس أن  طليقى باع لوالده الشقة طبعا حيلة مكشوفة، وكتبوا مع بعض عقد ايجار والإيجار انتهى،المهم انى رفعت دعوى عدم اعتداد بالحكم وحصلت على حكم لصالحى، لقيت بعدها إنذار من محامى والد طليقى بإخلاء الشقة بناء على حكم الطرد وانتهاء عقد الإيجار، والمضحك فى الامر أنه اعطانى مهلة حتى نهاية الشهر الحالي وإلا سوف يتخذ الإجراءات القانونية ويتم طردي بالقوة الجبرية، دون أن يفكر هو أو ابنه فى مستقبل احفاده.

 

وبأسى بالغ ودموع لم تتوقف قالت «ن.ر» زوجة وأم لطفلين:تزوجت منذ 7سنوات تقريبا، ومنذ زواجنا واسلوبه سيئ معى حتى في ايام الخطوبة، لكن استمعت لنصائح الجميع بأن الرجل بيتغير بعد الجواز، بعد شهرين كنت حاملا، تعدى علي بالضرب المبرح، ولم تكن المرة الاخيرة لكن اصبح يضربنى لأتفه الاسباب، وكل مرة يتسبب فى تشويه وجهى، واتحمل حتى لا اخرب البيت، رزقنى منه الله بطفلين، وبدأت الحياة تستقر إلى حد ما، يمر الصعب والحلو، حتى ايام قليلة مضت، ونحن في شهر رمضان حيث اننا نعيش في بيت عيلة، نزلنا نفطر مع حماتي وشقيقته وكالعادة راحوا يضايقونى بأى شيء، لم انوي أن ارد عليهم وقلت لنفسى ابعد عن الشر وعدت إلى شقتى، ففوجئت بزوجى يتهجم على بالإهانات، والسباب بزعم لماذاغادرت شقة والدته، واخبرنى بأنه لن يجعلنى اذهب إلى امى، فقلت له حرام عليك منذ مدة طويلة لم اذهب لزيارتها وكنت موافق اذهب للإفطار معها ايه إللى غير رأيك.

مطالب بقوانين منصفة للأسرة

فوجئت به يتعدى على بالضرب  المبرح حتى انى لم اشعر بنفسى إلا والنزيف يخرج من انفى، وفضلت اصوت حتى طلعوا اهله وزاد من ضربى امامهم ولم يفعلوا لى أى شيء، بل صرخت فيه شقيقته حتى يضربنى اكثر، لولا والده انقذنى من يده وادخلنى الغرفة واتصلت على والدى الذى حضر بعد ساعات طويلة بسبب بعد المسافة بيننا، وأخذت ابنتى فقط وتركت ابنى لديهم هكذا اجبرني زوجي واهله على ذلك، ووافق ابى حتى ينقذنى منه، حتى انني نزلت بهدوم البيت، واصر على عمل محضر وتقرير طبى بعد أن رأى شدة الضرب على وجهى وجسدي، بعدها تقدمت بدعوى طلاق للضرر، وأنا لا افكر الآن سوى فى ابنى خاصة أن شقيقته تبكى بشكل دائم من اجل شقيقها. 


أحكام على الورق

وتروى «ع.ف» مأساتها قائلة:منذ 7سنوات وانا اتولى مسئولية ابنى بمفردى، اتحمل مصاريف مدرسته ودروسه والنادى والتدريبات، ووالده لم يره وعمره لم يتعد عامين، وكانت المحكمة حكمت بنفقة للصغير بمبلغ 500 جنيه منذ 3 سنوات، طلبت منه أن يرى ابنه لانه لا يراه نهائيًا مما أثر على نفسية ابنى، وللاسف عندما اخذه منى تركه فى البيت بمفرده واتصل بى ابنى وطلب منى أن اخذه وقال لى بالحرف «اوعى تسيبينى تانى معاه تعالي خديني يا ماما»، ومن وقتها لم يره، تقدمت بزيادة نفقة واتحكملى فيها منذ عام 2019 بزيادة ل 1500 جنيه ومسكن حضانة 500 جنيه وملبس 100 جنيه، ولكن كل هذه الاحكام لم اتمكن من تنفيذها إلى الآن، بسبب تهربه الدائم حتى اصبح عليه متجمد نفقة منذ عام 2019 ما يزيد عن 70 ألف جنيه، فمنذ تسع سنوات لم يصرف على ابنى جنيه واحد ولا اعرف ماذا افعل الآن؟!

اقرأ ايضا | فركش.. أبطال مسلسل فاتن أمل حربي ينتهون من التصوير