بيان الأزهر وصمت الكاتب والشيخ !

خيرى الكمار
خيرى الكمار

جاء‭ ‬بيان‭ ‬مركز‭ ‬الأزهر‭ ‬العالمي‭ ‬للفتوى‭ ‬الإليكترونية‭ ‬للتعليق‭ ‬على‭ ‬أحداث‭ ‬مسلسل‭ ‬“فاتن‭ ‬أمل‭ ‬حربي”‭ ‬–‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مباشر‭ - ‬بمثابة‭ ‬توضيح‭ ‬للحقائق‭ ‬بشكل‭ ‬صريح،‭ ‬أو‭ ‬كما‭ ‬نقول‭ ‬“من‭ ‬غير‭ ‬لف‭ ‬ودوران”،‭ ‬وأهم‭ ‬ما‭ ‬يميزه‭ ‬أنه‭ ‬بدأ‭ ‬بدعمه‭ ‬لحرية‭ ‬الإبداع‭ ‬المستنير‭ ‬الواعي،‭ ‬وحذر‭ ‬من‭ ‬الإستهزاء‭ ‬بآيات‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم،‭ ‬وهدم‭ ‬مكانة‭ ‬السنة‭ ‬النبوية‭ ‬بإعتبارها‭ ‬ثاني‭ ‬مصادر‭ ‬التشريع‭ ‬الإسلامي‭ ‬بعد‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم،‭ ‬وإذكاء‭ ‬الأفكار‭ ‬المتطرفة،‭ ‬وتشويه‭ ‬صورة‭ ‬عالم‭ ‬الدين‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬وأكد‭ ‬إنه‭ ‬لا‭ ‬كهنوتية‭ ‬في‭ ‬الإسلام،‭ ‬ورغم‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يذكر‭ ‬أسم‭ ‬مسلسل‭ ‬“فاتن‭ ‬أمل‭ ‬حرب”‭ ‬صريحة،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬يقصده‭ ‬نظرا‭ ‬لأن‭ ‬العمل‭ ‬منذ‭ ‬عرضه‭ ‬ويتطرق‭ ‬لموضوع‭ ‬حضانة‭ ‬الأطفال،‭ ‬وركز‭ ‬مؤلفه‭ - ‬إبراهيم‭ ‬عيسى‭ - ‬على‭ ‬وجهة‭ ‬نظره‭ ‬فقط،‭ ‬ورغبته‭ ‬في‭ ‬إظهار‭ ‬الدين‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬فقط،‭ ‬ويصر‭ ‬على‭ ‬آيات‭ ‬بعينها‭ ‬تخدم‭ ‬أفكاره،‭ ‬دون‭ ‬التطرق‭ ‬إلى‭ ‬الشرح‭ ‬الديني‭ ‬الكامل‭ ‬الخاص‭ ‬بالأم‭ ‬الحاضنة،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬الرسول‭ - ‬عليه‭ ‬الصلاة‭ ‬والسلام‭ - ‬أول‭ ‬من‭ ‬أقرها،‭ ‬والحديث‭ ‬موجود‭ ‬وصحيح‭ ‬في‭ ‬سنن‭ ‬أبي‭ ‬داود،‭ ‬عن‭ ‬رواية‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬بن‭ ‬عمرو‭: ‬“إن‭ ‬إمرأة‭ ‬قالت‭ (‬يا‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬أبني‭ ‬هذا‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬بطني‭ ‬له‭ ‬وعاء‭ ‬وثديي‭ ‬له‭ ‬سقاء‭ ‬وحجري‭ ‬له‭ ‬حواء‭ ‬وأن‭ ‬أباه‭ ‬طلقني‭ ‬وأراد‭ ‬أن‭ ‬ينتزعه‭ ‬مني‭)‬،‭ ‬فقال‭ ‬لها‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ - ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬–‭ (‬أنت‭ ‬أحق‭ ‬به‭ ‬مالم‭ ‬تنكحي‭)‬”،‭ ‬لكن‭ ‬المسلسل‭ ‬لم‭ ‬يوضح‭ ‬ذلك،‭ ‬لأنهم‭ ‬يريدون‭ ‬إنكار‭ ‬السنة،‭ ‬رغم‭ ‬إن‭ ‬السنة‭ ‬النبوية‭ ‬مكملة‭ ‬للقرآن،‭ ‬وعلمنا‭ ‬منها‭ ‬طريقة‭ ‬الصلاة‭ ‬وأمور‭ ‬كثيرة‭ ‬خاصة‭ ‬بممارستنا‭ ‬اليومية‭ ‬للدين،‭ ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬ليس‭ ‬بغريب‭ ‬على‭ ‬الكاتب‭ ‬الذي‭ ‬تجرأ‭ ‬قبل‭ ‬شهور‭ ‬بإنكار‭ ‬واقعة‭ ‬“المعراج”‭ ‬في‭ ‬برنامجه،‭ ‬وتعرض‭ ‬وقتها‭ ‬لهجوم‭ ‬قوي،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يخرج‭ ‬ليعتذر‭.. ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬صواب،‭ ‬فلماذا‭ ‬لم‭ ‬يخرج‭ ‬هو‭ ‬والشيخ‭ ‬سعد‭ ‬الهلالي‭ ‬الذي‭ ‬وضع‭ ‬أسمه‭ ‬على‭ ‬التتر‭ ‬لكي‭ ‬يردوا‭ ‬على‭ ‬البيان؟،‭ ‬رغم‭ ‬مرور‭ ‬أيام‭ ‬على‭ ‬صدوره،‭ ‬وتداول‭ ‬كل‭ ‬الصحف‭ ‬له‭.. ‬الحقيقية‭ ‬واضحة،‭ ‬لأن‭ ‬هدفه‭ ‬تشويه‭ ‬الدين،‭ ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬لديه‭ ‬رد‭ ‬فعليه‭ ‬أن‭ ‬يخرج‭ ‬ليتحدث‭ ‬ويشرح‭ ‬لكي‭ ‬يعلم‭ ‬الأمة‭ ‬أنه‭ ‬صاحب‭ ‬حجة،‭ ‬لكن‭ ‬صمته‭ - ‬مع‭ ‬الشيخ‭ ‬سعد‭ ‬الدين‭ ‬الهلالي‭ - ‬يفتح‭ ‬تساؤلات‭ ‬كثيرة‭ ‬عن‭ ‬إستمراره‭ ‬في‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الدين‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬مشبوهة،‭ ‬وإن‭ ‬كنت‭ ‬أرغب‭ ‬في‭ ‬سماع‭ ‬تعليق‭ ‬الشيخ‭ ‬سعد‭ ‬لأنه‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬قرأ‭ ‬السيناريو‭ ‬ولم‭ ‬يشاهد‭ ‬الحلقات،‭ ‬وبالتالي‭ ‬عليه‭ ‬التصحيح،‭ ‬وهذا‭ ‬الصمت‭ ‬دفع‭ ‬البعض‭ ‬لإقامة‭ ‬دعاوى‭ ‬قضائية‭ ‬لوقف‭ ‬عرض‭ ‬المسلسل،‭ ‬وإتهامه‭ ‬بإزدراء‭ ‬الأديان،‭ ‬والسؤال‭ ‬“هل‭ ‬ينتظر‭ ‬الكاتب‭ ‬والشيخ‭ ‬إنتهاء‭ ‬عرض‭ ‬الحلقات‭ ‬للخروج‭ ‬بإعتذار؟”،‭ ‬أعتقد‭ ‬إنه‭ ‬لن‭ ‬يقبل‭ ‬وقتها،‭ ‬لإن‭ ‬الاعيب‭ ‬الكاتب‭ ‬كشفت،‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬مقبولا‭ ‬لكاتب‭ ‬صاحب‭ ‬مشوار‭ ‬طويل‭ ‬في‭ ‬الإعلام‭ ‬أن‭ ‬يعتذر‭ ‬عما‭ ‬يفعله‭ ‬كل‭ ‬فترة،‭ ‬وأتمنى‭ ‬أن‭ ‬يستكمل‭ ‬مقيمي‭ ‬الدعوات‭ ‬رحلتهم‭ ‬ضده‭ ‬حتى‭ ‬تنتهي‭ ‬موضة‭ ‬إبراهيم‭ ‬عيسى،‭ ‬أو‭ ‬يثبت‭ ‬لنا‭ ‬أنه‭ ‬علامة‭ ‬في‭ ‬الدين‭ ‬وأقوى‭ ‬من‭ ‬حتى‭ ‬من‭ ‬علماء‭ ‬الأزهر‭. ‬