كَنز القيامة

الأنبا إرميا
الأنبا إرميا

الأنبا إرميا

أهنئكم جميعًا بحلول «عيد القيامة المجيد»، الذى يحتفل به مَسيحيّو الشرق اليوم، كما أهنئكم بعيد «تحرير سيناء» واستعادة «مِصر» لجزء غالٍ من الوطن.
والقيامة هى تَذكرة لكل إنسان أن الحياة على الأرض هى مؤقتة إذ حتمًا تنتهى يومًا ما، فيعبر كل شخص جسر الموت منتقلاً إلى مكان آخر فى حياة لا تنتهي! لذلك عليه أن يُعد عُدته من أجل تلك الحياة الأبدية السعيدة. وهذا يذكرنى بقصة مدينة كان أهلها يولون عليهم ملكًا ليحكمهم عامًا فقط، وفى نهايته ينفونه إلى إحدى الجزر النائية ليحيا حياة بائسة!! فأحد الملوك، ما إن تقلد الحكم، حتى بدأ فى الاهتمام ببناء بيت فى تلك الجزيرة، جمع فيه كل سبل الراحة! وحين سئل عن تصرفه، أجاب: لن أقضى سوى عام حاكمًا، وبقية حياتى ستكون فى تلك الجزيرة، فلمَ لا أحرِص أن أجعل منها مكانًا جميلاً لسعادتى بعد رحيلى من الحكم؟! كان ملكًا حكيمًا؛ سعى من أجل راحته الحقيقية، ولم يهتم بما هو مؤقت زائل. وهكذا تهب لنا القيامة رؤية حقة إزاء حياتنا على الأرض.