إنها مصر

أعظم الانتصارات

كرم جبر
كرم جبر

25 إبريل يوم فرح واستعادة لذكريات البطولة والنصر، وتبادل التهانى وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء.. يوم يتكاتف فيه المصريون بعد تحدى الآثار الصعبة الأخيرة التى مرت بها البلاد، والاصطفاف خلف الدولة والرئيس والقوات المسلحة، ونقول لهم: "أعانكم الله"، فأعداء الداخل لا يقلون خطورة عن أعداء الخارج.
إنه اليوم الذى استردت فيه مصر أرض سيناء بعد انسحاب آخر جندى إسرائيلي، وفقا لمعاهدة كامب ديفيد. وتم استرداد كامل التراب الوطنى ما عدا مدينة طابا التى استُردت لاحقا بالتحكيم الدولى فى 15 مارس 1989، واكتمل النصر العظيم عندما رفع الرئيس محمد حسنى مبارك علم مصر على طابا آخر بقعة تم تحريرها.
هى ذكرى غالية على نفوس المصريين جميعًا، تخلد ملحمة تاريخية للعزة والكرامة فى سبيل العزة والكرامة والكبرياء وعدم التفريط فى أى جزء من تراب الوطن، ملحمة ضباط وجنود أوفياء عاهدوا الله على بذل أرواحهم الطاهرة لتحريرها من المحتل الغاصب، وقدموا أرواحهم فداء للوطن.
لا يمكن ان نتحدث عن تحرير سيناء دون ان نتذكر إرادة الشعب المصرى العظيم الذى قرر الصمود والتصدى، وما أحوجنا لذلك الآن لنستنهض روح النصر، وذكريات أروع ايام الوطن.
●●●
رسائل الرئيس التى يحرص دائماً عليها فى افتتاح مختلف المشروعات تركّز على تعظيم دور الدولة الوطنية، واهم عناصرها المصريون أصحاب الفضل فى كل الإنجازات.
ما يقوله الرئيس ترسيخ لقوة الدولة ويضع نصب عينيه أن يبنى بلده بكل قوة وعزيمة، وأن يسترجع مجدها وقوتها، لتقف على قدميها ولا يشمت فيها عدو ولا حبيب.
زرت دولاً كثيرة، فقيرة وغنية، ولم أر دولة تضع نصب عينيها أن تتخلص من المشاكل المزمنة فى زمن قياسى مثل مصر، وكنا قبل ذلك نعوم فوق بحيرة من الازمات التى تهدد بالانفجار.
●●●
لم يبعث النبى صلى الله عليه وسلم إلا ليتمم مكارم الأخلاق، فأصابت مساوئ الأخلاق بعضا من أمته، وأراد إنقاذ البشرية من الجاهلية، فتفنن بعضهم فى إغراق أمته فيما هو أسوأ من الجاهلية، وتحلى كثير من أبناء أمة الإسلام بالكذب والغدر والخداع، رغم أن رسولهم الكريم حثهم على الصدق والأمانة وعدم الخيانة.
لم تتحقق عظمة الإسلام بالسيف والقسوة، وإنما بالعقل والرحمة، وتثبيت الأخلاق الكريمة، ونشر التعاليم الصحيحة، وهذا عكس ما يحدث الآن، فنتراجع للخلف بدلا من السير للأمام، ونهيئ أنفسنا للمستقبل، بالعودة إلى الكهوف المظلمة.