كثرت الآفات فى مدينتنا ؛ الاستسهال فى النقل الاعلامى وغياب المهنية وانعدام المسئولية وتنامى الغرض لحد المرض ، لكن كل هذه الآفات ،وأكثر ، يمكن أن تتحطم على صخرة قوية إذا ما كان الوعى العام يقظا وحاضرا فى الوقت المناسب .
هذا ما حدث بالضبط فى ملف مباراة الأهلى والرجاء المغربي فى دورى أبطال أفريقيا الذى تحتضنه مدينة الدار البيضاء عند منتصف ليلة الجمعة . القلق الشديد تحول لاطمئنان أكيد فى الوقت المناسب كان تدخل السفير المصرى بالرباط ياسر عثمان الذى بذل جهدا دبلوماسيا واضحا لترطيب الأجواء والتأكيد لدى الجانب المغربي على عمق العلاقات الشعبية والتاريخية بين البلدين .
السفير وجد نتاج ما فعله الأهلى للأشقاء بالقاهرة حاضرا فى تعامل ادارة الرجاء وتقديرها الكبير لبطل مصر ومعاملته الطيبة والحفاوة ببعثة الرجاء بالقاهرة .. ومن خلال مداخلاته المتواصلة مع وسائل الاعلام هنا وهناك أكد السفير اليقظ على تنقية كل الأجواء وانقاذ المباراة الساخنة من أى مصدر للتوتروقال فيما نقله عنه أكثر من موقع وصحيفة وبرنامج : « محاولات زرع الفتنة بين جمهور الناديين باءت جميعها بالفشل .. والحفاوة والترحيب ببعثة الأهلى يدل على عمق المشاعر الطيبة تجاه مصر والمصريين وعلى ما يكنه نادى الرجاء وادارته وجمهوره من الحب والاحترام للنادى الأهلى ..
كلام السفير المصرى لم يختلف عنه ما صرح به المتحدث الرسمي باسم نادى الرجاء عبد الاله الابراهيمي لموقع «يلا كورة» وقوله : هذه مباراة تنافسية فى الملعب لا أكثروأن من يحاول زرع الفتنة بين جماهير الناديين عليه أن يعى أن التقدير المتبادل بيننا لا يسمح بهذا .. نحن أشقاء وبين بلدينا من عمق العلاقات ما يكفي .. جمهورنا سيحضر بحماس لمؤازرة فريقنا بالملعب وبالطرق السلمية لا أكثر ..»
وحرص المتحدث الرسمي بالرجاء على توضيح ما تردد اعلاميا عن شكوى ناديه ضد الاهلى أو المخرج التليفزيونى لمباراة الذهاب بقوله : هذه شائعات غريبة .. نحن قدمنا شكوى للكاف ضد حكام مباراة القاهرة وهذا حقنا .. وليس ضد مخرج المباراة .. والأهلى قابلنا بترحاب وتقدير. نعمل على رده ونقول لجمهور الأهلى : هذه مباراة بين اشقاء والمغرب بلدكم الثانى ..»
وإذا ما كانت محاولات زرع الفتنة باءت بالفشل هذه المرة. ولم يتجرجر الطرفان لمربع أزمة خطيرة تشبه ما وقع بين مصر والجزائر فى العام ٢٠٠٩ بالسودان وما نتج عن هذا من كوارث سياسية واقتصادية وشعبية بين الأشقاء ، وأن تدخل الأطراف المعنية .. ادارتى الرجاء والأهلى والسفارة المصرية، جاء فوريا وواعيا فالمدهش حقيقة هوعدم التنبه فى كل مناسبة رياضية كبيرة ومهمة لخطورة اللعب بالنار على السطح الاعلامى الانفلاتى وفاقد المسئولية . إلى متى ؟
