نصائح خبراء التغذية للخروج بصيام صحي بلا متاعب أو أمراض

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

الاتجاه السائد خلال شهر رمضان هو الإقبال على الأنواع المختلفة من الأطعمة والمشروبات، ويعتبر ذلك من العادات الغذائية الخاطئة التي تضر بصحة الإنسان، هذا هو ما أكده خبراء التغذية بالمركز القومي للبحوث من خلال إطلاق حملة توعية شعارها " صوم رمضان صحة وعبادة وروشتة من غير عيادة"، متحدثين عن فوائد صوم شهر رمضان والعادات الخاطئة التى يجب الإبتعاد عنها، والعادات الغذائية الصحيحة خلال صوم الشهر الكريم.

وقال الدكتور عاصم أنور أبو عرب أستاذ السموم وملوثات الغذاء بالمركز القومي للبحوث ورئيس الجمعية المصرية لسلامة الغذاء، إن صوم شهر رمضان له فوائد كثيرة، قال الله تعالى: " شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ"، وأيضا الحديث النبوي "صوموا تصحوا"، وبذلك فيثبت العلم الحديث عظم كلام الله، وحديث رسوله الكريم، فالصيام يعني الامتناع تماماً طوال الشهر عن الطعام والشراب من الفجر حتى غروب الشمس وهو أحد أركان الإسلام الخمسة، وللصيام العديد من الفوائد الدينية والدنيوية للمسلم، فمن الناحية الدينية الصيام سبب لمغفرة الله عز وجل لذنوب عباده وتقوية عزيمة المسلم في جهاد نفسه، وكبحها عن الشهوات والملذات الدنيوية، مما يجعله في إقبال دائم على الطاعات وبالتالي نيل رضا الله عزوجل، كما أن الصوم يعزز الصلة بين الصائم وربه.

ضبط النفس
وأضاف أبو عرب أن الصوم يعتبر تمرين مثالي لضبط النفس وقهر الرغبة في الملذات الدنيوية، ويساعد في التغلب على الأفكار والمشاعر السلبية كالغضب والكراهية، كما أن طقوس الإفطار مع العائلة والأصدقاء في شهر رمضان تزيد من روح الأخوة وتساعد على تقوية الروابط الأسرية. 

علاج أمراض كثيرة
وأكد أبو عرب على أنه من الفوائد الصحية للصيام تمديد الفترة بين الوجبات يساعد على راحة الجهاز الهضمي وحرق احتياطي الدهون والتخلص من السموم المخزنة بها، كما يعيد للجسم قدرته على القيام بوظائفه الحيوية بصورة نشطة ويساعد في السيطرة على بعض المشاكل الصحية مثل السكري وارتفاع الكوليسترول وغير ذلك، كما أنه ينشط عملية التمثيل الغذائي بشكل عام بشقيها "البناء والهدم" وتحسين أداء أجهزة الدفاع لدى الجسم وتقوية نظام المناعة، بالإضافة إلى ذلك يعمل الصيام على وقاية الجسم من الزيادات الضارة، ويؤدي الصيام إلى إنقاص الوزن، بشرط أن يصاحبه اعتدال في كمية الطعام وقت الإفطار والسحور، يضاف إلى ذلك أن الصيام يفيد في علاج بعض الأمراض الجلدية، والسبب في ذلك أن انخفاض نسبة الماء في الدم تقلل نسبته بالتالي في الجلد، مما يعمل على زيادة مناعة الجلد ومقاومة الميكروبات.

الحذر من الوجبات السريعة 
وحذر عاصم أبو عرب من الوجبات السريعة فهي مصطلح يصف الطعام الذي يتم تحضيره بسرعة وسهولة، بحيث يوفر الوقت والجهد مثل الأنواع المختلفة من اللحوم وأهمها الهمبرجر والهوت دوج والسجق والكبدة والشاورما بنوعيها والبطاطس المقلية، بالإضافة لمختلف أنواع السندويتشات والمشروبات الغازية وعصائر الفواكه الصناعية، وأهم ما يميز هذه الأطعمة ارتفاع محتواها من الدهون والصوديوم والسكريات والسعرات الحرارية.

ونصح أبو عرب بالبعد عن هذه الوجبات بعد ساعات طويلة من الصيام لأنها تسبب عسراً في الهضم بالإضافة إلى رفع مستوى الكوليسترول في الدم والتعود على هذه الأغذية يكون من شأنها زيادة في الوزن والبدانة والإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وارتقاع ضغط الدم وغير ذلك، والإفطار أو السحور على هذه الوجبات قد يؤدى إلى اضطرابات في النوم وقلق بالإضافة للاضطرابات الهضمية والتسمم الغذائي الذي قد ينجم عن تناول الأطعمة غير الصحية أو الملوثة وما يصاحبها من أعراض مثل الإسهال، وآلام البطن، والقيء، وغيرها، وينصح بتجنب مثل هذه الاطعمة والاعتماد على تناول الأغذية التي تفيد الجسم بالعناصر الغذائية الضرورية مثل الخضار واللحوم الطازجة والحبوب، بالإضافة للفواكه،  ومن الممكن تحضير تلك الوجبات بطريقة صحية مثل شي اللحوم بدلاً من قليها، والمقصود الشي الصحي للشاورما والهمبرجر بدون زيوت أو دهون، وينصح بالبعد تماماً عن شي اللحوم بأنواعها على الفحم حيث إن تعريضها للهب المباشر الناتج من الفحم ينشأ عنه حرق غير كامل يكون من شأنه توليد بعض المركبات الهيدروكربونية التي تدمص على اللحوم وهذه المركبات بعضها تم تصنيفها مع مجموعة المركبات التي لها تأثيرات سرطانية. 

 العادات السيئة في رمضان
 وأوضح أستاذ السموم وملوثات الغذاء بالمركز القومي للبحوث، أن كثيرا في المجتمعات العربية والإسلامية يتم الإفراط في الاستهلاك مقارنة ببقية شهور السنة، الأمر الذي يؤدى إلى تبعات صحية ومادية خطيرة، فالصيام في حد ذاته له فوائد صحية كثيرة يمكن أن يفقدها الصائم إذا أتبع نظام غذائي سيئ. 

ومن أكثر العادات السيئة أيضاً الإسراع في تناول الفطور وعدم إعطاء الوقت الكافي لتهيئة الجهاز الهضمي ليقوم بنشاطه بعد ساعات طويلة من صيام دام أكثر من 15 ساعة، وقد يؤدى ذلك إلى حدوث انتفاخ للمعدة واضطرابات في الهضم، وينصح دائماً بالتدرج في الفطور بحيث تكون البداية بثلاث تمرات أو كوب من العصير أو الحليب لتهيئة المعدة قبل تناول وجبة الإفطار، فضلاً عن الإغفال عن تناول وجبة السحور رغم أهميتها وكونها الوجبة التي لا تقل أهمية عن وجبة الإفطار، كما ينصح بالإكثار من شرب الماء لتعويض ما فقده الجسم طوال ساعات الصيام الطويلة، بالإضافة إلى اللجوء للنوم بعد الإفطار وعدم ممارسة الرياضة كالمشي ولو لفترة محدودة حيث إن ذلك يساعد على الهضم.

زيادة الوزن
كثير من المسلمين تزداد أوزانهم في هذا الشهر نتيجة التهافت على مختلف الأطعمة والحلويات والمشروبات الغازية عند الفطور لتعويض ساعات الصيام الطويلة، لذلك يجب الأخذ في الاعتبار خطورة الإكثار من تناول الحلويات والمشروبات الغازية التي تؤدى إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم، وعليه فإن قطعة صغيرة من الحلوى واستبدال المشروبات الغازية بالماء أو الفواكه التي تحتوي على نسب عالية من الماءلأنها صحية أكثر.

 

اقرأ أيضا: 6 نصائح لمساعدة الأطفال على صيام رمضان 2022