الإصلاح يبدأ من قطاعات الناشئين المهملة

انتقاء القادة أصحاب المصداقية.. والأكثر قرباً من لعبة الساحرة المستديرة

مباراة مصر  والسنغال الأخيرة كشفت عيوب الكرة المصرية
مباراة مصر والسنغال الأخيرة كشفت عيوب الكرة المصرية

يتجدد حديث ''الأخبار'' .. عن الساحرة المستديرة وهى فى غرفة عمليات خبراء كرة القدم بعد وعكة ثم انتكاسة أمام السنغال والغياب عن نهائيات كأس العالم.. واليوم نقدم الحلقة الثالثة والأخيرة متضمنة آراء مجموعة جديدة من نجوم قدامى يتعايشون مع اللعبة بكل جوارحهم..أملاً فى إعادة صياغة وتطوير منظومة كرة القدم المصرية : فى البداية قال وليد صلاح الدين نجم الأهلى السابق إن الجميع يتفقون بأن إصلاح حال الكرة المصرية يبدأ بقطاعات ناشئيها.. بتسخير كل الاهتمام والرعاية والدعم لاكتشاف المواهب والتى هدفها الأساسى زيادة أعداد ملاعب الممارسة.. وعلينا الاستفادة بالتجربة الإيطالية والتى بها ملاعب أرضيتها أسفلت من نوع معين.. تكلفتها زهيدة وقانونيتها سليمة وتؤدى رسالتها على أفضل وجه.. فهو حل يمكن به أن نجعل فى كل قرية أو كفر أو عزبة ملعبًا.. يعنى ننقل أعداد الممارسين من الآلاف إلى ملايين.. وعندما يمارس هذا العدد الكرة.. سيظهر لنا مئات المواهب الكروية.. وهنا تبدأ مرحلة الإصلاح الحقيقية!..

ملعب لكل قرية للاستفادة من التجربة الإيطالية

وأضاف صلاح الدين أنه لم يكن غريباً أن تفوز نيجيريا وغانا ببطولات العالم للناشئين، أو أن نرى الدوريات الأوروبية مليئة باللاعبين الأفارقة، بينما نحن غارقون فى البحث عن مهاجم للمنتخب، والسبب فى ذلك واضح، وهو أننا أهملنا قاعدة الناشئين التى طالما تميزنا بها لسنوات طويلة، واعتمدت الأندية الكبرى مثل الأهلى والزمالك وغيرهما على قاعدة «شراء اللاعب ولا تربيته»، ولعل ما يحدث حاليا، يفتح ملف قطاع الناشئين فى مصر، وهو الملف المهمل، والذى يحتاج لقرار جريء بإعادة هيكلته.

وشدد على أن أزمات الكرة المصرية تكمن فى إحدى النقاط السلبية العالقة فى أذهان الجميع، أن الدورى يسير وفق قاعدة «البركة»، لا جدول منتظم، ولا قرارات واضحة وصريحة، وهذا يرجع إلى التخبط الإدارى الذى ساد اتحاد الكرة، ولجنة المسابقات، وليس أدل ماحدث خلال المواسم الماضية من ترحيل 4 مباريات فى ختام الدورى إلى ما بعد انتهاء بطولة الأمم الأفريقية، لأن لجنة المسابقات لم تجد الوقت المناسب لإقامة هذه المباريات قبل انطلاق الكان، وترتب على ذلك تأجيل إعلان بطل الدوري، وهذا الأمر له تأثير كبير على الفرق، وأيضا على اللاعبين، لأن الجميع بات يدرك أن إدارة كرة القدم فى مصر لم تكن احترافية، بل تتحكم فيها مصالح خاصة.

سارى : تعديل اللوائح
أما أحمد سارى نجم الأوليمبى السابق فأكد أن من بين الانتقادات التى وجهها البعض لاتحاد الكرة بسبب أداء المنتخب الوطنى السيئ، هو صعوبة إيجاد مُهاجم هداف فى المنتخب ، برغم كثرة اللاعبين ، وهناك قليلون هم من يشغلون مركز المهاجم الصريح، البعض رأى أن السبب فى ذلك تغيير طريقة اللعب والاعتماد أكثر على الجناحين فى اليمين واليسار..

إقرأ أيضاً | ماذا قدم موسيماني مع الأهلي خلال 3 نسخ بدوري الأبطال.. أرقام مذهلة

وأضاف سارى أن البعض الآخر رأى أن السبب الرئيسى فى نقص مركز المهاجم هو ندرة وجوده فى الأندية منذ مرحلة الناشئين، بسبب السماح لعدد أكبر من المهاجمين الأفارقة للعب فى الدورى ، فقائمة الهدافين الثلاثين الأوائل للدورى فى المواسم الماضية تضم فى جعبتها عددا كبيرا من الأفارقة المحترفين فى الدورى، وهذا حسبما يرى البعض فإن ذلك يُقلص بشكل كبير فرص اللاعبين المحليين فى أخذ فرصة للتهديف أو اللعب مع أنديتهم..

وشدد على أن هذه المشكلة تفاقمت أكثر بعدما أجرى اتحاد الكرة تغييرات على لائحة القيد لهذا الموسم، وزاد عدد اللاعبين الأجانب لـ 4 لاعبين بعدما كانوا ثلاثة فقط..  لذلك فإن هناك مطالبات بتعديل لائحة القيد، وتقليل عدد المحترفين الأجانب فى الدورى ولو لفترة محدودة حتى نفرز لاعبين جددا قادرين على تمثيل مصر.

ياسين : التخطيط الجيد
أما ربيع ياسين مدرب بتروجت الحالى فأكد أننا ندفع ثمن عدم صناعة جيل جديد للكرة المصرية، وإلغاء دورى البراعم والقطاعات، وإلغاء معهد كرة القدم الذى كان يجهز مدربين، ويستقدم أعظم المدربين فى العالم لإعداد مدرب مميز، فحسن شحاتة اختاره عصام عبدالمنعم للمنتخب الأول، وكذلك شوقى غريب وحمادة صدقى وطلعت يوسف، فقد صنعنا جيلا من اللاعبين والمدربين لمصر، قبل أن يتم تدمير كل ذلك، مؤكدا أن الاستفادة من التجارب السابقة هى الحل الوحيد لإصلاح الكرة فى مصر وإعادة هيبتها .. و قال ياسين إن أول خطوة لإصلاح الكرة المصرية، هى اختيار شخصيات تتسم بالمصداقية الجماهيرية وقربها من المطبخ الكروي، وأن يكون لديها القدرة على اتخاذ القرار ومواجهة الجماهير بخطة مستقبلية واقعية، تتماشى مع الإمكانيات الحقيقية للكرة المصرية، وكذلك أن تجمع بين الفكر الإدارى المتسم بالخبرات الاحترافية فى كرة القدم، خاصة أن المرحلة القادمة هى لتطبيق الاحتراف من خلال سن لوائح تكون ملزمة لجميع الأندية.

وشدد المدير الفنى لبتروجت على أن المنتخب طيلة السنوات الماضية يعيبه غياب الروح، حتى فى ظل كثرة النجوم المحترفين فى أقوى الدوريات العالمية، لكن الروح غائبة، وكأن اللاعبين حينما ينضمون للمنتخب، يعتبرون أنفسهم فى نزهة، وليس فى مهمة وطنية، تتطلب منهم بذل أقصى ما لديهم من مجهود للحفاظ على اسم مصر.