هل تنضم فنلندا والسويد لحلف الأطلنطى ؟!

رئيسة الوزراء الفنلندية سانا مارين ونظيرتها السويدية ماجدالينا أندرسون
رئيسة الوزراء الفنلندية سانا مارين ونظيرتها السويدية ماجدالينا أندرسون

كتبت : مرام عماد المصرى

أثارت العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا دولا أوروبية خارج حلف شمال الأطلسى الناتو، حيث سارعت العديد منها إلى مناقشة وطلب الانضمام إلى الحلف.. وفى خطوة تنهى الحياد الذى التزم به البلدان منذ فترة طويلة أيقظت مخاطر اجتياح روسيا لأوكرانيا الجدل فى السويد وفنلندا البلدين العضوين فى الاتحاد الأوروبى حول مسألة الانضمام إلى الناتو.


حافظت فنلندا والسويد ، اللتان تتجاوران مع بعضهما البعض، على الحياد تجاه الاتحاد السوفيتى خلال الحرب الباردة ، التى أشعلت شرارة تشكيل الناتو ، لكنهما يفكران فى الانضمام إلى التحالف الآن فى ضوء الغزو الروسى والتخلى عن الاعتقاد السائد لعقود بأن أفضل طريقة للحفاظ على السلام هى عدم اختيار الجانبين علانية، الأمر الذى أثار مخاوف من أن موسكو قد تغزو دول الشمال الأوروبي.


وينظر الآن إلى فنلندا، والسويد على أنهما من المرجح بشدة أن تنضما إلى الناتو، والذى تقول روسيا إنه سيكون له «عواقب عسكرية وسياسية خطيرة».


وتشترك فنلندا، فى أطول حدود الاتحاد الأوروبى مع روسيا، وهى حدود يبلغ طولها 1340 كيلومترا، أما السويد فليس لها حدود مع روسيا.


وتشير دويتشه فيله الألمانية إلى أنه يمكن لموسكو استخدام جزيرة جوتلاند السويدية فى بحر البلطيق ، لمهاجمة السويد إذا كان هناك صراع فى المنطقة.


كانت فنلندا استقلت عن روسيا عام 1917 وخاضت حربين ضدها خلال الحرب العالمية الثانية خسرت خلالها بعض الأراضى لصالح موسكو. وقعت فنلندا اتفاقية الصداقة والتعاون والمساعدة المتبادلة مع روسيا فى عام 1948، مما عزز درجة من التبعية الاقتصادية والسياسية وعزلها عسكريًا عن أوروبا الغربية.


وسمحت نهاية الحرب الباردة ، التى أدت إلى تفكك الاتحاد السوفيتى ، لفنلندا بالخروج من ظل روسيا مع تضاؤل التهديد القادم من موسكو. واعتمدت على ردعها العسكرى وعلاقاتها الودية مع موسكو للحفاظ على السلام.


أما السويد فهى لم تخض حربا منذ 200 عام ، وركزت السياسة الخارجية لما بعد الحرب على دعم الديمقراطية دوليا ، والحوار متعدد الأطراف ، ونزع السلاح النووي. ولا يزال العديد من اليساريين فى السويد متشككين من الأجندة الأمنية الأمريكية وحلف الناتو.

وفى عام 1995، تحولت كل من فنلندا والسويد من الحياد الرسمى إلى عدم الانحياز العسكرى عندما انضمتا إلى الاتحاد الأوروبي. واقترب البلدان من حلف الناتو فى السنوات الأخيرة ، حيث تبادلا المعلومات الاستخباراتية وشاركا فى مناورات التحالف.


وفى فنلندا، تشير التقارير الإعلامية إلى أن غالبية المشرعين الفنلنديين ومعظم الأطراف يؤيدون الانضمام إلى الناتو ، باستثناء تحالف اليسار. حيث أظهر أحدث استطلاع للرأى أجرته محطة ام تى فى الفنلندية الخاصة أن 68٪ من الفنلنديين يؤيدون و 12٪ فقط ضد عضوية الناتو.

وقالت رئيسة الوزراء الفنلندية سانا مارين من ستوكهولم فى مؤتمر صحفى مشترك مع نظيرتها السويدية ماجدالينا أندرسون، إن «فنلندا مستعدة لاتخاذ قرار بشأن الناتو فى غضون أسابيع بدلا من شهور بعد مناقشة مكثفة فى المجلس التشريعى الذى يضم 200 مقعد».


وقالت أندرسون و مارين إن كلا البلدين يجرون الآن مراجعات حول ما إذا كان سينضمان إلى حلف الناتو نتيجة لذلك ، وأشارت مارين إلى أن «كل شيء تغير عندما غزت روسيا أوكرانيا».

وتفيد رويترز أنه من المتوقع أن تنتهى مراجعة السويد للقضية بنهاية مايو. فيما ذكرت دويتشه فيله أن كلا البلدين من المرجح أن يسعيا للحصول على العضوية بحلول يونيو.


من المرجح أن يستغرق الانضمام إلى الناتو شهورًا أو سنوات بالنسبة لفنلندا والسويد، حيث يجب أن تخضع الدول التى تسعى إلى العضوية لمناقشات رسمية مع قادة الناتو والحصول على موافقة جميع الدول الأعضاء الأخرى قبل أن تتمكن من الانضمام. (فى الولايات المتحدة، سيتعين على أغلبية ثلثى أعضاء مجلس الشيوخ التصويت لصالح انضمام الدول).

ومن المرجح أن تقضى فنلندا والسويد وقتًا أسهل من الدول الأخرى، أشارت إليزابيث براو، الزميلة فى معهد أمريكان إنتربرايز، فى مقال رأى فى بوليتيكو إلى أنه من المحتمل أن تتلقى الدول أيضًا دعوة من الناتو لبدء العملية بسرعة أكبر بكثير من الانتظار المستمر منذ سنوات. حتى قبل انضمام دول الشمال الأوروبى رسميًا إلى الناتو، قال ستولتنبرج إنه «متأكد من أن الحلف سيجد طرقًا لمعالجة المخاوف بشأن الفترة بين التطبيق المحتمل والتصديق»، حسبما ذكرت صحيفة واشنطن بوست، مما يعنى أن الناتو يمكن أن يوفر بعض الحماية إذا حاولت روسيا الانتقام ضد فنلندا أو السويد قبل أن يصبحا أعضاء رسميًا.


وحتى قبل انضمامهما إلى حلف الناتو ، ستظل لفنلندا والسويد تحالفات عسكرية بحكم عضويتهما فى الاتحاد الأوروبى ، حيث إن جميع أعضاء الاتحاد الأوروبى ملزمون بموجب معاهدة الكتلة بمساعدة الأعضاء الآخرين فى حالة تعرضهم للهجوم عسكريًا. (أما الناتو ، فسيلزم بشكل حاسم ، الولايات المتحدة أيضًا بتقديم المساعدة العسكرية).


من جانبها، حذرت روسيا كلا من السويد وفنلندا من الانضمام إلى الناتو، حيث قال مسؤولون إن «ذلك لن يساهم فى الاستقرار فى أوروبا»، فيما أشارت موسكو إلى أنها ستتخذ إجراءات رد مناسبة على مثل هذه الخطوة.

اقرأ ايضا | بوتين يوقع قانونًا يعاقب من يشبه الاتحاد السوفيتي بألمانيا النازية