ضى القلم

فتنة الكشرى

خالد النجار
خالد النجار

يبدو أن بعض المغرضين استكثروا على المصريين فرحتهم بلمة رمضان، عادت الحياة وعادت مظاهر احتفالات الأسر المصرية وغطت الزينة الشوارع والبيوت.
غادرتنا مخاوف كورونا اللعينة وانزاح الرعب الذى سكن القلوب، موائد رمضان فى كل مكان، شوادر تملأ الشوارع والميادين، كنافة وقطايف، وفوانيس رمضان، مشاركة واضحة للمصريين، مسلمين ومسيحيين فى الفرحة ومظاهر الاحتفال بالشهر الكريم الذى تصادف مع الصوم الكبير وعيد الفصح.. موائد الرحمن أقامها المسيحيون والمسلمون بمختلف قرى ومدن مصر فى تأكيد جديد على المحبة، علاقة كجسد واحد، لا تحتاج لمزايدات أو تأكيد، فالدماء التى سالت على تراب سيناء فى العاشر من رمضان هى دماء شهدائنا مسيحيين ومسلمين، شراكة فى الوطن والدفاع عن الأرض، تاريخ طويل من التضحيات والعمل والبناء.. متانة العلاقة بيننا أقباطًا ومسلمين تزعج مروجى الفتن وصناع الاشتغالات وصراصير الإنترنت الذين ينفخون فى التفاهات، فما بين فتوى بيع الطعام لغير المسلمين، مرورا بفتنة الكشرى لا نملك إلا الدعاء بالهداية لكل من ضاق عقله.


فتنة الكشرى اصطنعها سوء تصرف من عامل مطعم رفض أن تتناول أخت مسيحية الكشرى بعد أن اشترته منه فى نهار رمضان، فماذا عن المريض أو المضطر، هل دخل فى نوايا الناس؟
هرتلة هدفها التشتيت وخلق مشاحنات ليس لها داع، ومعارك تشعل الاحتقان بدون لازمة.. يبدو أن هذه الأمور التافهة صارت الوقود الأساسى للسوشيال ميديا.. معارك تجرنا لضياع الوقت فى التفاهات، تركنا العمل والإنجازات والأفكار الخلاقة والدعوة إلى الخير والبناء وانشغلنا بالهلاوث.
فتنة الكشرى لم تقتصر على إخوتنا المسيحيين، فقد طالتنا نحن المسلمين فتنة المهلبية والرز أبو لبن كمان! ياريتها جت على الفتاوى، لكنها تأتى من كل اتجاه، آخرها عبر أحد المسلسلات الذى يحمل خيبة أمل بدعوة للتشكيك فى الشريعة والاستهزاء بالسنة ورجال الدين.. الفتنة طالت الجميع، اللهم ارحمنا واحفظ بلادنا وديننا أجمعين.
ليتنا ننفعل ويأخذنا الحماس لتدشين حملات هادفة لدعم البلد، وطرح أفكار لترشيد الاستهلاك، ورؤى تدعم الصناعة والحث على توجيه الشباب لاقتحام العمل بالمصانع والابتكار وتكوين مجموعات لدعم وبيع منتجاتنا والتعريف بها والدعاية للمنتجات المصرية الراقية، وتوضيح مزاياها أمام المنتجات المستوردة التى تفتقد الجودة والكفاءة وتستهلك عملتنا الصعبة.
سياسة الإلهاء التى تتبناها مواقع التواصل، أفسدت سبل التواصل، وتحولت لساحة للفتنة ..ارحمنا يارب.