خبير آثار يروي قصة اكتشاف محجر أثري على طريق الإسكندرية الصحراوي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يكشف الخبير فى الآثا رالمصرية منصور بريك قصة اكتشاف محجر أثرى من عصر الدولة القديمة على طريق مصر الإسكندرية الصحراوى مشيرا إلى أنه فى أحد أيام شهر نوفمبر ١٩٩٧م كنت عائدا لمكتب آثار الهرم من عملى فى حفائر  جبانة العمال جنوب شرق أبوالهول وكنت أجلس مع الزملاء عندما ترامى إلى مسامعي نقاش حاد بين الزميل عزت الشريف مفتش آثار إمبابة  فى ذلك الوقت وأحد الزملاء بتفتيش آثار إمبابة عن أرض تم الكشف فيها عن تابوت ويطالب عزت بعدم تسليم الأرض، فذهبت إليه وسألته عن هذا التابوت وما هو موضوعه فأجابنى بأن أحد المستثمرين من السعودية تقدم للحصول على تصريح لقطعة أرض على طريق مصر الإسكندرية الصحراوي وأنه قام بعمل جسات فى الموقع واكتشف تابوت من الحجر الجيري.

ولأن التابوت لايحوي أية نقوش فيري بعض الزملاء أن يتم نقله المخازن وتسليم الأرض للمستثمر فطلبت منه أن نذهب سويا لاري هذا التابوت فأجاب على الفور أحسن ويا ريت دلوقتى.. وبحثنا عن سيارة لنذهب بها  ولم نجد للأسف ثم جاءنى عزت وقال لى هناك  موتوسيكل مع شيخ الخفراء عبدالنبي وممكن نروح معاه وقد كان.. وذهبنا ثلاثتنا على الموتوسيكل إلى طريق الإسكندرية الصحراوي وطول الطريق لا أنسي  كلام عزت بصوته المميز حيث استمر فى قوله.. تابوت  كبير تابوت حلو حلو أوي حيعجبك أوي..

وأنا من شدة الهواء لا أجيبه حتى وصلنا إلى الموقع وكانت المفاجأة أن ما كشف عنه عزت ليس تابوتا بل هو محجر كبير يقع فى جبل من الحجر الجيري كان يستخدمه المصريون  القدماء لقطع الأحجار منه وأن المصريون القدماء قاموا بنحت تابوت ضخم فى الجبل وقاموا برفعه على كتلة حجرية كبيرة وضعوها أسفله تمهيدا لنقله من المحجر ولكن لسبب ما تركوه مكانه وحول التابوت وعلى سطح  الجبل توجد بقايا الخطوط الهندسية بالألوان الأسود والأحمر والتى تركها ورائهم عمال المحاجر القدماء.

ويضيف منصور بريك أنه اتضح لنا أننا أمام كشف أثري هام فرجعت ودخلت إلى دكتور زاهى حواس مدير عام  الهرم فى ذلك الوقت وذكرت له موضوع المحجر الذي اكتشفه الزميل عزت الشريف ولابد أن يتم الحفاظ على الأرض ووعد بأن نذهب سويا ثانى يوم  لمعاينة الموقع ومشاهدة الكشف وقد كان.. وأتذكر أنه جاء معنا  للمعاينة "ديتر ارنولد" عالم الآثار الأمريكي والذي كان يعمل فى ذلك الوقت فى اللشت بسقاره..

وعند مشاهدتهم للكشف تأكدوا من أهميته وتم تشكيل فريق  لتنقيب المحجر برئاستى وأذكر أن "ديتر أرنولد"  أرسل مصور البعثة لتوثيق المحجر معنا وبدأنا العمل أنا وعزت الشريف وكان معنا نهى عبدالحفيظ كرسامة وأحمد مصطفى.. حاليآ الدكتور أحمد  مصطفي أستاذ فى كلية السياحة والآثار بإحدى الجامعات.. وبدأنا فى أعمال التنقيب وتم الكشف عن العديد من المدقات المصنوعة  من حجر الجرانوديوريت وكذلك كميات كبيرة من بقايا الأوانى الفخارية التى تميز عصر الدولة القديمة ومنها قوالب الخبز وأوانى الجعة وغيرها وفى النهاية تم الإحتفاظ بجزء من الأرض والتى تحوي هذا المحجر و للأسف لم يتم  الإعلان عن هذا الكشف ولم يتم نشره علميا.