المسلسل يفضح جرائمهم وأساليب خداعهم

لماذا أرعب "الاختيار3" جماعة الإخوان؟!

لماذا أرعب "الاختيار" جماعة الإخوان؟!المسلسل يفضح جرائمهم وأساليب خداعهم
لماذا أرعب "الاختيار" جماعة الإخوان؟!المسلسل يفضح جرائمهم وأساليب خداعهم

كتب : عمرو فاروق
..في إطار استكمال مشروع مكافحة الإرهاب والتطرف، تقوم الدولة المصرية حاليًا بتوظيف الدراما الوطنية الهادفة في توثيق وكتابة التاريخ المعاصر، كحماية وضمانة للأجيال الجديدة  من الوقع في فخ عمليات تزييف الوعي الممنهج، من قبل جماعة الإخوان وتنظيمات الإسلام السياسي، وفقا للكثير من الأدلة والشواهد المسجلة بالصوت والصورة.


يمثل مشروع الدراما الوطنية ضربة استباقية لجماعة الإخوان وتنظيمات الإسلام الحركي التي تلاعبت مرارًا بالحقائق المرتبطة بالمراحل الزمنية في ظل الأنظمة السياسية السابقة، بداية من المرحلة الملكية، مرورًا بالمرحلة الناصرية، وانتهاء بمرحلة الرئيس السادات والرئيس مبارك، بهدف صناعة حالة  من»المظلومية التاريخية»، وتشويه الكثير من المرويات والأحداث السياسية لصالح مشروع الجماعة وأهدافها.

 

كتابة التاريخ عبر المشاهد الدارمية والسينمائية وإلحاقها بالتسجيلات الحقيقية والأدلة الثبوتية، يسهم في تشكيل وعي الأجيال التي لم تكن شاهدة على فترة حكم الإخوان، ومسارات اللجوء للعنف، وشرعنة استحلال دماء الأبرياء تحت مبررات دينية واهية، بعيدة تماما عن صحيح وثوابت الشريعة الإسلامية ومقاصدها.


لم تعد الكتيبات الأداة الوحيدة في تسجيل تاريخ الدول ومؤسساتها، فثمة مشاريع فكرية وثقافية متعددة لكتابة التاريخ وحمايته من الأكاذيب والانحرافات الفكرية، فخلال السنوات الماضية اتجهت جماعة الإخوان لتزييف الكثير من الحقائق عبر مشاريع ومراكز بحثية غير معلومة الهوية والتوجهات، تمكنهم من إصدار تقارير وأبحاث موثقة على شبكة الإنترنت تستهدف الدولة المصرية وكياناتها التنفيذية بمعلومات ملفقة وغير دقيقة يستند إليها العديد من البحثيين والخبراء الأجانب، والاعتماد عليه كمرجع اساسي في محيط عملهم.


ثمة وقائع تاريخية مزيفة  تضمنتها كتب جماعة الإخوان وسير مرشديها، تم التلاعب فيها بأحداث حقبة زمنية مختلفة، تُظهر الجماعة في طور الضحية التي تكالب عليها جميع الأطراف، متجاهلة حقيقتها في كونها جماعة وظيفية يتم تحريكها لتحقيق أغراض سياسية تخريبية تستهدف استقرار الدول ومقدراتها.


لذلك تأتي»الدراما الوطنية»،  في مقدمة المعرفة الثقافية لمخاطبة العقل والوجدان، وتشكيل الفكر الجمعي، ومحاولة خلق وصناعة الروح الوطنية لدى ابناء المجتمعات العربية، ومن ثم أسهم مسلسل «الاختيار» بأجزائه الثلاثة، تصحيحًا للكثير من مفاهيم وأطروحات الدولة الوطنية، ووضع يده على عدد من المفردات والأدبيات التي سوقتها وصاغتها جماعة الإخوان بلجانها وقطاعاتها الداخلية على مدار 90 عامًا، سعيًا في استقطاب وتجنيد فئات المجتمع فكريًا وتنظيميًا تجاه مشاريعها، واحتكار الخطاب الديني والوصاية على الشريعة والهيمنة على سدة الحكم انطلاقًا وتحقيقًا لنظرية «أستاذية العالم».


لاشك أن «دراما الاختيار»، كشفت بوضح تام أمام الرأي العام المصري والعربي، حالة التزييف والخداع التي تعيشها القواعد التنظيمية لجماعة الإخوان وتنظيمات العنف المسلحة، واستغلالهم والسيطرة عليهم نفسيا وذهنيًا وعقليًا من قبل مجموعة جهلاء تحت شعارات السمع والطاعة والولاء والبراء، و»بيعة الموت»، والانجراف بهم تجاه العمل المسلح، فضلًا عن توظيفهم الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة لخدمة الأهداف السياسية التي تصب في نهاية الأمر لتحقيق مصالح جهات وعناصر خارجية تعمل ضد الدولة المصرية.


في إطار سعيها الدائم لاختراق مؤسسات الدولة والتغلغل في أركانها وأروقتها لتطويعها في خدمة المشروع القطبي، اعتمدت جماعة الإخوان على خطاب يسهم في تدمير الولاء للدولة الوطنية مقابل الولاء للفكرة الأممية التي تمثلها الجماعة بفروعها المنتشرة عبر التنظيم الدولي في أكثر من 80 دولة عربية وأوروبية، ملتحفة بعباءة الدين زورًا وبهتانًا، هذا الخطاب وضع في مقدمة أولوياته تفكيك المؤسسات العسكرية وتشويه رموزها، وإسقاط هيبتها، ومن خلفها قضية «الانتماء الوطني»، والقضاء على ما يعرف بقاموس «القدوة الوطنية» في التاريخ المصري الحديث، لدى الأجيال الجديدة.


مشروع «دراما الاختيار»، يعمل على  تحصين الأجيال الجديدة من مخاطر الاستغلال والوقوع في شباك وبراثن ما تطلق عليه جماعة الإخوان استراتيجية «العقول البيضاء»،  لاستقطابهم تجاه مخططها التخريبي، إذ أن الإرهاب الفكري أشد تأثيرًا من الإرهاب المسلح، وتعيش جماعة الإخوان منذ سقوط حكمها في مصر، حالة من التخبط والفراغ الفكري والتنظيمي، فضلًا عن عجزها في إعادة ترتيب هيكلها الداخلي في ظل تجفيف منابع الاستقطاب والتجنيد للعناصر الجديدة، لاسيما قطاع الشباب الذي يمثل المخزون الاستراتيجي لبقائها، وذلك نتيجة عوامل كثيرة، مرت بها على مدار السنوات الماضية، ربما يمثل أهمها فضح مخططها وكشف سوأتها والتمرد على مفاهيمها وأدبياتها مما يؤثر على مستقبلها ويكتب نهايتها في القريب العاجل .


الكثير من الأجيال الجديدة حرمت من فكرة القدوة الوطنية المخلصة، التي تم تغييبها عمدًا، وتعرضت وتأثرت بمشاريع وأدوات الحروب النفسية والإلكترونية التي تمت صياغتها لتدمير الهوية المجتمعية وانتزاعها من عروبتها وقوميتها، لاسيما أن المؤسسات التعليمية والفكرية والثقافية المصرية ورموزها فشلوا على مدار سنوات طويلة في الحفاظ على خلق الروح الوطنية وصناعتها وتأصيلها لدى ابناء جموع الشعب المصري والعربي، فضلا عن أن الفن والثقافة يمثلان ركائز بناء العقلية الجمعية للمجتمعات والحفاظ على هويتها العربية من التخريب والتدمير المتعمد.


صناعة الدراما والسينما قوة ناعمة، تجسد واقع ما تحياه الأمة المصرية والعربية عبر التاريخ والزمن، وقد تركت أثرا واسعًا مذ نشأتها لكنها مع الأسف شهدت تراجعا ملحوظًا وحالة من التغريب على مدار ستنوات طويلة أمام مشاريع أخرى تركية وهندية وأمريكية، وعجزت أن تقدم محتوى مؤثرا مصريًا على الأقل رغم الأرشيف الضخم لدور الأجهزة السيادية في قضايا الأمن القومي الذي يمكن تحويله لمحتوى يخاطب وجدان الشارع المصري والعربي.


المواجهة مع جماعات التطرف والعنف والتخريب مواجهة فكرية باقتدار، قبل أن تكون معركة مسلحة، عملت جماعة الإخوان منذ خمسينات القرن الماضي على تشويه رموز الدولة المصرية لاسيما العسكري، ومن ثم هذه النوعية من الرواية الدرامية، أجهضت مشروع الإخوان وحلفائها على مدار الست سنوات الأخيرة في إسقاط هيبة المؤسسة العسكرية المصرية، ومن خلفها قضية «الانتماء الوطني»، وتركيزها في صناعة حملات ممنهجة وممولة تدعو لرفض التجنيد الإجباري، بهدف النيل من المؤسسات العسكرية والأمنية .


لا يمكن لأحد أن ينكر أن الجيش المصري برجاله يقفون  عائقًا أمام مشروع جماعات العنف المسلح وحركات الإسلام السياسي، بمختلف تنوعاتها، ومن ثم وضعت هذه الجماعات نصب أعينها مشاريع فكرية وبحثية صبغتها بالأطر الشرعية والدينية ووظفتها في عمليات التأثير الفكري والنفسي، والتشكك في دور المؤسسة العسكرية ودورها في مكافحة الإرهاب والحفاظ على مقدرات الدولة المصرية في ظل حروب تقسيم واضحة جدا للجميع.

اقرأ ايضا | الاختيار 3| السيسي يفسد خطة الشاطر والمرشد حول انتخابات مجلس الشعب