فى الصميم

لم تعد حربًا بالوكالة!!

جلال عارف
جلال عارف

لا شك أن الحرب فى أوكرانيا قد دخلت مرحلة جديدة وخطيرة مع تطورات اليومين الماضيين وفى مقدمتها إغراق البارجة الروسية العملاقة "موسكوفا"، التى تعتبر إحدى أيقونات الأسطول الروسى، والتى تكاد تكون قاعدة عسكرية متنقلة بقدرتها التسليحية الفائقة.
روسيا تقول إن البارجة العملاقة غرقت بعد حريق تسبب فى انفجار مخازن الأسلحة، بينما الرواية الأوكرانية التى أكدتها واشنطن تقول إن البارجة أغرقت بصاروخين انطلقا من أوكرانيا. وفى كل الأحوال فإن الحادث يعتبر كارثيًا للبحرية الروسية ويمثل تطورًا خطيرًا فى الحرب، وإذا صحت الرواية الأوكرانية فإنها لا يمكن أن تتم إلا بموافقة أمريكية، وبمشاركة استخباراتية على الأقل. وهى بالتأكيد تعنى ردًا روسيًا بحجم الكارثة، وتصعيدًا لابد أن تكون له حساباته لدى أمريكا والغرب.
والخطير فى الموقف أن هذا التصعيد يأتى مع وصول المحادثات بين روسيا وأوكرانيا لطريق مسدود من ناحية، ومن ناحية أخرى مع الإعلان عن إمدادات كبيرة من الأسلحة الأكثر تطورًا من أمريكا والشركاء فى "الناتو"، إلى أوكرانيا. وقد ردت روسيا على ذلك بالإعلان بأن ذلك "سوف يكون له عواقب لا يمكن التنبؤ بها"، وبالتأكيد على أن إمدادات السلاح سوف تكون هدفًا مشروعًا لهجماتها، وهو ما بدأت تنفيذه بالفعل ولكن داخل حدود أوكرانيا حتى الآن. مع مخاوف من استهداف مراكز تجميع هذه الأسلحة بالقرب من أوكرانيا وهو ما يخلق أوضاعاً كانت الأطراف كلها تتحاشاها حتى الآن.


وبعد الادعاءات بإمكانية استخدام السلاح الكيماوى يأتى الحديث الآن من رئيس المخابرات الأمريكية عن إمكانية استخدام  أسلحة نووية تكتيكية، والأمران مستبعدان، لكنهما يُشيران إلى أن القرار الأمريكى هو استمرار الحرب التى تسفر - يومًا بعد يوم - عن وجهها الحقيقى وهو الصراع بين روسيا وأمريكا "!!".. تقول روسيا إن أمريكا ستحارب حتى آخر أوكرانى، وتقول أمريكا إن إسقاط بوتين وحصار روسيا لا تهاون فيه !!


لم يعد السؤال الآن عن إنهاء الحرب، بل عن استمرارها وإمكانية امتدادها لخارج أوكرانيا. التصعيد مستمر، وأمريكا كانت مرتاحة لأنها تحارب عن بعد. لم يعد الأمر كذلك. خطر الصدام المباشر يتزايد ونتائجه الكارثية أكبر من أن يتحملها العالم. لا يخفف من الكارثة أن تكون القنابل النووية صغيرة أو تكتيكية، أو أن تكون الصواريخ القاتلة تحمل شعارات الحرية والسلام!!