قلب مفتوح

قبل أن يحترق المستقبل

هشام عطية
هشام عطية

بقلم: هشام عطية

احذروا بل احذروا كثيرا - مسلمين واقباطا - إننا نواجه واحدة من أعتى العواصف والفتن التى تستهدف فرقتنا وتشرذمنا، اعتادت مصر هبوبها فى مختلف الازمنة ولكننا صمدنا وقدمنا للبشرية أروع الأمثلة لاتباع ديانتين شربوا من نهر واحد.

منذ أن هبت عاصفة العنف الأخيرة المتعمدة ضد الأخوة الاقباط وأنا المح  مناوشات واستقزازات مقلقة بين أشقاء الوطن يستعر لظاها على حوائط التواصل الاجتماعى تزداد كل يوم حدتها توشك أن تشعل الفرقة والاحتراب فى نسيج الوطن الواحد لتحرق المستقبل.

فى يقينى أنه وبالرغم من قرون طويلة من التآخى والتعايش بين أبناء الوطن إلا أننا أمام الحوادث المتعمدة التى قد تحاك وعن قصد من متطرفين يبغون الفتنة نبدو كغرباء لا يعرف بعضنا البعض، مساحات الجهل بما تفرضه عقيدتنا وايماننا تشكل نوافذ مفتوحة يتسلل منها شيطان التعصب ليهدم مابيننا من ود واحترام لشريك الوطن ودينه.
ما زال فى خاطرى حلم ان تطرق بعثات من المستنيرين الازهريين أبواب الكنائس فى حضور الآباء القساوسة وتلتقى بشبابها لتشرح لهم كيف أن الإسلام هو من أعظم الاديان التى تحض على حرية العقيدة واحترام وحماية أصحابها وكيف أن كتابنا المقدس القرآن يقدس النبى عيسى ويأمرنا بتصديق معجزاته الربانية وأمه الصديقة مريم التى اصطفاها رب القرآن وطهرها واصطفاها على نساء العالمين ، وأن قرآننا يقول» ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى»، صدق الله العظيم.

فى المقابل على نفس النهج نحن نحتاج إلى زيارات كبار الآباء من الكنائس إلى مساجدنا يكشفون خلالها سماحة ورافة المسيحية.
أجمل ما فى  الحلم انه يمنحنا  ما يضن به الواقع ولذلك لن تكتمل حلقات الخروج من فخ الفتنة المنصوب لمصر والمصريين دوما الا بتطوير العملية التعليمية التى ترسخ فى وجدان التلاميذ قيم العيش المشترك وأن الأديان  سبل للتلاقى وللتقارب وليس للتناحر.

إذا حدث ذلك فإننا سنضع مثل هذه الأحداث الشاذة التى تقع بين الحين والآخر فى حجمها الحقيقى، سندرك ساعتها ان الوطن ماهو إلا شجرة ضخمة نستظل جميعا بظله وأن خاننا فرع من فروعها فهذا لا يعنى ان نجتث الشجرة من فوق الأرض لنقف جميعا فى العراء، ان لم نحذر جيدا فأنا أيامنا القادمة ستكون حبلى بالفتن التى ستردينا جميعا.