حبر قلم

محمد عبيد يكتب.. لماذا ننصر «جاهلا»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أتعجب من إصرار اغلب الناس الدائم والمستمر على اللهث وراء اخبار "جاهل" اصبح نجما او مشهورا خلال ايام معدودة ، بسبب اغنية او لحن او اي عمل فني خرج به علي صفحته الشخصية او اليوتيوب ، ليتحول الى ملك الترند كما يقال ! ويحقق آلاف أو ملايين المشاهدات والمتابعات ، ويبدأ من بعدها يجني أموال الشهرة بفضل الجماهير .. أتساءل لماذا تلهث الناس وراءه بسرعة الريح ؟ ما العمل الذي نفذه أضاف للمجتمع او غير به مبدأ قانون او حقق به نجاحا ، يجعل الجميع يتحدث عنه ، ما الشهادات التي يحملها هذا النجم أيا كان اتجاهه ، وما رصيده في الحياة .

لو نظرت إلى أحوال هؤلاء من خرجوا علينا تحت مسمى الفن ، لوجدت انهم لا يحملون ابسط الصفات المتعارف عليها في حياتنا ، على سبيل المثل اختيار الاسم ؟ تجد أسماءهم غريبة تجدها دائما منتشرة بين الخارجين عن القانون او المسجلين خطر في الاقسام ! ، تستمع او تشاهد طريقة إلقائهم في البرامج تعرف انعدام الثقافة او التعليم ، تركيزهم الدائم على انه يعمل خلفه فريق "فاتح بيوت ناس" ! ، بهدف كسب تعاطف الجماهير اكثر ، مع ان المصانع والورش والمحلات وغيرها فتحت بيوت ناس ايضا -نفس المبدأ- ولكن تفيد البلد والمجتمع .

أعتقد الظاهرة تحتاج إلى تفسير من علماء الاجتماع لماذا يلهث العديد وراء الجهلاء ، ويتركون العلماء الذين أضافوا للمجتمع في اكثر من مجال ، هل مفاهيم الثقافة والذوق العام اختلفت ؟ 

شاهدت لقاءات علي قناة ماسبيرو للعديد من النجوم على مدار الازمان الماضية ، احترمت الاسلوب في اللقاء وطريقة الكلام واختيار الالفاظ واحترام الذوق العام ، وكذلك طريقة ظهور النجم من اول مظهره واختيار ملابسه حتى ختام اللقاء ، ما جعلني أبحث عن لقاءات اخرى من -الزمن الجميل- حتى أعرف أولادي التغيير الكبير الذي طرأ علينا .