عمر بن الخطاب.. قصة إسلام «الفاروق» أصابت قريش بصاعقة

المدينة المنورة قديما
المدينة المنورة قديما

في ساعة من ساعات التجلي الإلهي وفي أشد أوقات الدعوة الإسلامية حرجا وأعظمها شقوة وعناء اتجه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ربه الخالق ودعاه أن يعز الإسلام بأحد العمرين عمر بن الخطاب وعمرو بن هشام «أبي جهل».

 

وكان كلاهما من أشد قريش عداء للإسلام وكراهية للرسول ودعوته وقد شاءت الإرادة الإلهية أن تجعل هذا المجد من نصيب عمر بن الخطاب فأسلم وكان الرجل الذي أعز الله به الإسلام وجعل على يديه فيما بعد إرساء قواعد دولته ونشر لوائها في أعظم بقاع الأرض حضارة وعمرانا.

 

كان إسلامه فتحا فقد كان المسلمون قبل إسلامه يجتمعون مستخفين في دار الأرقم في الصفا لشدة قريش عليهم ومنعهم لهم من الصلاة في البيت ولما أسلم عمر  قاتلهم حتى تركوا المسلمين فصلوا  فقد قال يا رسول الله علام نخفي ديننا ونحن على الحق وهم على الباطل فقال صلى الله عليه وسلم أنا قليل وقد رأيت ما لقينا.

 

فقال له عمر والذي بعثك بالحق لا يبقى مجلس جلست فيه بالكفر إلا جلست فيه بالإيمان ثم خرج رسول الله إلى الكعبة في صفين من المسلمين حمزة في أحدهما وعمر في الآخر فأصابت قريش كآبة شديدة حين رأوا حمزة وعمر فسماه الرسول يومها الفاروق لأنه أظهر الإسلام وفرق بين الحق والباطل وكانت هجرته نصرا.

 

وقد حكت الرواية عن علي رضي الله عنه قوله: ما علمت أن أحدا من المهاجرين هاجر مختفيا إلا عمر بن الخطاب فإنه تقلد سيفه ثم طاف بالبيت سبعا والملأ من قريش بفنائها ثم أتى المقام فصلى ثم وقف على الحلق واحدة واحدة وقال لهم شاهت الوجوه لا يرغم الله إلا هذه المعاطس من أراد أن تثكله أمه وييتم ولده وترمل زوجه فليلقني وراء هذا الوادي فما تبعه أحد من المشركين وسار خلفه قوم من المستضعفين علمهم وأرشدهم ومضى لوجهه.

 

وكانت إمارته رحمة فلقد فتح الله على المسلمين فيها البلاد وكثرت المغانم وتوالى العطاء حتى أبكاه يوما مال كثير جاء به أحد ولاته،  ونعم الناس في عهده بعدل شامل ورق واسع وعزة بلغت بها راية الإسلام أطراف الدنيا.

 

إنه عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبيد الله ابن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب، وأمه حنتمه بنت هاشم بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.

 

كان في الجاهلية ينزل في أصل جبل يسمى العاقر فنسب إلى عمر وبه كانت منازل  بني عدي بن كعب، وأعز الله الإسلام بعمر حين استجاب سبحانه وتعالى دعوة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم «اللهم أعز الدين بعمر بن الخطاب».

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم