كيف توازن المرأة بين واجباتها الأسرية وعباداتها الدينية فى رمضان

د. ماجدة هزاع
د. ماجدة هزاع

تصرف المرأة معظم وقتها فى شهر رمضان المبارك فى تلبية متطلبات أسرتها، التى تزداد بشكل كبير فى هذا الشهر ونتيجة لذلك تضيع منها الكثير من العبادات والطاعات فلا تشعر بروحانية هذا الشهر الكريم، فكيف توازن بين واجباتها الأسرية وأداء عباداتها.. فى هذا الحوار توضح لنا د. ماجدة هزاع أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر ذلك قائلة إن رمضان شهر من أعظم نعم الله على عباده المؤمنين فيه تتنزل الرحمات وتغفر الذنوب والسيئات ويعتق الله فيه عباده من النيران قال رسول الله : (إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وسلسلت الشياطين)، فعلى المرأة أولا أن تبادر بالتوبة الصادقة قال تعالى: «وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون»، وعقد الهمة والعزم على تعمير أوقات رمضان بالأعمال الصالحة ثم الإكثار من الدعاء والاستغفار وتلاوة القرآن والمحافظة على الصلوات فى أوقاتها وتأديتها بتؤدة وخشوع وطمأنينة وأيضا النوافل.
........................................؟
إذا أصابها العذر الشرعى الحيض أمسكت عن الصيام حتى  ترى القصة البيضاء وهو سائل أبيض يدفعه الرحم بعد انتهاء الحيض فتعرف المرأة أنها طهرت فتنوى الصيام وتصوم وإن لم تعرف لها طهراً احتشت بقطن فإذا خرج نظيفا صامت، والأفضل أن تبقى على طبيعتها وترضى بما كتب الله لها ولا تتعاطى ما يمنع الحيض فإنه شيء كتبه الله على بنات آدم، وهذه الفترة لا تمنعها عن قراءة القرآن فقد ذهب أهل العلم أنه ليس فى منع الحائض من قراءة القرآن نصوص صريحة صحيحة ومعلوم أن النساء كن يحضن على عهد النبى صلى الله عليه وسلم ولم يكن ينههن عن قراءة القرآن أو الدعاء والذكر ويكون ذلك من غير مس للمصحف أو تمسه من وراء حائل كالقفاز وتقلب الصفحات بقلم أو عود وكذلك النفساء.
........................................؟
عليها عدم الإسراف فى كمية الطعام والشراب، بل تعد ما يكفى أسرتها لأنه للأسف نرى تبذيرا عند البعض فى الأطعمة والمشروبات أكثر من أى شهر من شهور السنة إلا ما رحم الله فتقضى المرأة كثيرا من الوقت وساعات النهار فى المطبخ، فمتى تقرأ القرآن وتذكر الله وتستطيع الوقوف للصلاة فاحذرى فقد خاب وخسر من أدرك رمضان ولم يغفر له قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه) وأمامها فرصة للذكر والدعاء والاستغفار وهى تطبخ وسماع القرآن من إذاعة القرآن الكريم ولا مانع من مساعدة للجميع الزوج والأبناء وخاصة البنات فى إعداد مائدة الفطور والسحور.
........................................؟
ينبغى أن يكون لها ورد يومى من قراءة القرآن وفهمه من التفسير، لأن به يحيا القلب وتزكو النفس وتخشع الجوارح قال رسول الله : (الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام أى ربى منعته الطعام والشهوة فشفعنى فيه يقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعنى فيه فيشفعان) يقول الإمام الزهرى: (إذا دخل رمضان إنما هو تلاوة القرآن وإطعام الطعام) وكان الإمام مالك رضى الله عنه يترك الحديث ومجالسة أهل العلم ويقبل على تلاوة القرآن من المصحف.
........................................؟
نعم لقد حث النبى صلى الله عليه وسلم على الصدقة وخاصة فى رمضان فقد كان صلى الله عليه وسلم أجود من الريح المرسلة وكان جوده شاملا لكل الأنواع من بذل العلم والمال وهداية العباد وإيصال النفع، وتستطيع المرأة أن تجود بما فى استطاعتها من مالها الخاص أو مال زوجها بعد استئذانه قال رسول الله :( يا معشر النساء تصدقن ولو من حليكن) ومن الصدقات إرسال إفطار للجيران المحتاجين لإدخال السرور عليهم، وعليها أن تقوم الليل قال رسول الله : (من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر الله له ما تقدم من ذنبه).
........................................؟
 يجوز أن تذهب للمسجد لتؤدى الصلوات خاصة التراويح غير أن صلاتها فى بيتها أفضل لقول النبى صلى الله عليه وسلم: (لا تمنعوا نساءكم المساجد) وبيوتهن خير لهن وتذهب بزيها الشرعى وتستحضر النية الصالحة أنها ذاهبة لأداء الصلاة وسماع آيات الله ولا يجوز لها أن تتعطر وهى خارجة من منزلها ولا تصحب أطفالها الذين لا يصبرون على انشغالها بالصلاة فهم يؤذون المصلين بالصراخ أو العبث بالمصاحف وأمتعة المسجد، وأنبه بضرورة الابتعاد عن مجالس اللغو فالصائم صامت جوارحه عن الآثام فصان لسانه عن الكذب والغيبة والنميمة وقول الزور فلا يتكلم إلا بكل خير قال رسول الله  من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه.
........................................؟
الحذر الحذر من ارتياد الأسواق خاصة فى العشر الأواخر من رمضان وتجنب الزيارات التى ليس لها سبب وإن كانت بسبب فلا إطالة وتجنب السهر إلى الفجر والجلوس بالساعات أمام المسلسلات وبرامج اللهو فى الفضائيات وأيضا الابتعاد عن الهاتف ومواقع التواصل الاجتماعى وإضاعة الوقت فيما لا يفيد  فإنها وسيلة ضعاف الإيمان فى كسر الجوع والعطش، هذا بالإضافة إلى ضرورة البعد عن المشاحنات والخلافات التى لا طائل منها والاجتهاد فى العشر الأواخر فى تحرى ليلة القدر.
نادية زين العابدين