خاص| مدير آثار الإسكندرية يكشف كواليس الكشف الأثرى الجديد| صور

مدير آثار الإسكندرية يكشف كواليس الكشف الأثرى الجديد
مدير آثار الإسكندرية يكشف كواليس الكشف الأثرى الجديد

كشف الدكتور خالد أبو الحمد مدير عام آثار الإسكندرية فى تصريحات خاصة لـ «بوابة أخبار اليوم» كواليس الكشف الأثرى الجديد بالإسكندرية والذى أعلنت عنه وزارة السياحة والآثار اليوم.


ولفت أبو الحمد أن أهمية الكشف تتمثل فى أنه عثر على أكبر أفران للفخار اكتشفت فى مصر ومن بينها فرن يتعدى قطره ٦ أمتار مخصص لصنع الأمفورات والأوانى الفخارية فى ورشة تصنيع الأواني الفخارية بموقع تبة مطوح بغرب الإسكندريّة.


وأوضح مدير عام آثار الإسكندرية أن البعثة الأثريّة المصريّة التابعة لمنطقة آثار الإسكندريّة والتى تضم رئيس بعثة الحفائر د. مهجة رمضان عبد القادر وآية محمد طاهر مدير الموقع ود.أماني شعبان المتخصصة فى دراسات الفخار بالموقع وذلك تحت إشراف د. ناية خضر رئيس الإدارة المركزية لآثار الوجه البحرى قد نجحت في الفترة من 25 ديسمبر الماضى وحتى تاريخه في الكشف عن ورشة لصناعة الأواني الفخارية (الأمفورات) وذلك أثناء أعمال حفائر الإنقاذ العاجلة وفي إطار سعي الدولة المصرية في الحفاظ على ثرواتها ومقدراتها بالتعاون بين المجلس الأعلى للاثار والهيئة الهندسية للقوات المسلحة. 

وأوضح أبو الحمد أن أعمال الحفائر بشمال شرق التبة أسفرت عن الكشف عن فرنين لهما نفس التصميم لتصنيع الأواني الفخارية يُؤرّخان ببدايات العصر الرومانيّ تم التأسيس لبنائهما معًا بحفرهما في الصخر وقد عُثر على أحد الفرنين في حالة جيدة من الحفظ، وقد عُثر على مدخل الفرن في الجانب الغربيّ منه وهو ذو مدخل مقبيّ يتم من خلاله دخول الفخارين إلى الفرن لرص الأمفورات من خلال ممشى داخليّ مبني على سطح الفرن وبعد الانتهاء من عملية الرص يتم سد المدخل بكتل الطين وبقايا شقف الفخار المهمل،  وكان يتم إدخال الوقود عن طريق ممر منحدر محفور في الصخر يقع إلى الأسفل من هذا المدخل.

وإلى الجنوب من هذين الفرنين عُثر على مبنى آخر يتخذ نفس تصميمهما ولكن بشكل مُصغر أعيد استخدامه في مرحلة لاحقة لحفظ أواني الاستخدام اليوميّ حيث عُثر بداخله على كم كبير من أواني الطهي وأواني المائدة بعضها محلي الصنع وآخر مستورد والبعض الآخر محلي الصنع ولكن يُحاكي الأواني المستوردة.

وإلى الشرق من تلك الورشة وفي الجزء المرتفع منها عُثر على مجموعة من البنايات المبنيّة من كتل الحجر الجيريّ غير منتظم الشكل تُؤرّخ بالعصر البطلمي حيث تمكنت البعثة من تحديد أربع وحدات يمتد ثلاث منها خارج حدود الحفر الحاليّة بينما تم الكشف عن وحدة كاملة تم استخدامها على مرحلتين، كإقامة مؤقنة للعمال، وتتكون تلك الوحدة من ثلاث عشرة غرفة ذات أبعاد متفاوتة حسب وظيفتها حيث استخدمت بعض تلك الغرف لإعداد الطعام؛ إذ عُثر بداخلهم على مواقد وبقايا عظام حيوانات كبقايا عظام الخنازير والماعز والخراف وأسماك منها سمك البوري والقرموط وطيور منها البط، كما استخدمت بعض الغرف للتصنيع حيث عُثر بإحدى الغرف على مصاحن ومدقات وأمفورات ومكاييل بأنواع مختلفة ومغازل ، وغرفة أخرى ربما استخدمت لطهي الطعام وبيعه حيث عُثر بها على بقايا أمفورات محفوظ بداخلها عظام أسماك ومواقد لإنضاج الطعام وعدد كبير من العملات بأرضية الحجرة، بينما استخدمت غرفة أخرى لإقامة الطقوس؛ إذ يوجد في زاويتها الشماليّة الغربية منصة مرتفعة عن أرضية الحجرة وعُثر بها على بعض أجزاء لتماثيل تراكوتا في حالة سيئة من الحفظ بعضها للمعبود حربوقراط وأخرى لملك مرتدي النمس الملكي.

وأسفرت أعمال الحفائر بتلك الوحدة بغرفها المختلفة عن العثور على كم كبير من العملات تُؤرّخ أغلبها بالعصر البطلميّ وما تم ترميمه حتى الآن يظهر على البعض منه وجه الإسكندر الأكبر وعملة أخرى عليها وجه المعبود زيوس وأخرى عليها وجه الملكة كليوباترا.

كما عثرت البعثة على أجزاء من تماثيل التراكوتا لمعبودات وسيدات وتميمة تُعلق للمعبود بس، والتاج الريشيّ الخاص بالمعبود بس وجزء من تمثال مرتبط بالخصوبة. 

وقد مارس السكان نشاط الصيد بكثرة حيث عُثر على أجزاء من خطاطيف الصيد كما عُثر على مرساة إحدى المراكب.

وبعد هجر تلك الوحدة، تم استغلال المساحة الشماليّة منها لإنشاء فرن لتصنيع الجير ربما يُؤرّخ للعصر البيزنطيّ وقد دُمر جزء من هذا الفرن في مرحلة لاحقة عند إعادة استخدام الموقع كجبانة للبدو في العصور الوسطى حيث عُثر بالفرن على دفنتين إحداهما لسيدة حامل عُثر بأحشائها على جنين، فقد كانت أحدث مراحل استغلال الموقع هي مرحلة استغلاله كجبانة للبدو في العصور الوسطى حيث كشفت البعثة حتى الآن عن ما يقرب من مائة دفنة.

 

 

وفي الجانب الشمالي الغربي من التبة عثرت البعثة على جبانة بنظام فتحات الدفن المحفورة في الصخر loculi إلا أنّها تعرضت للتدمير الشديد على أيدي اللصوص وقد بنيت تلك الجبانة واستخدمت في عصر أقدم من العصر الذي بنيت فيه ورشة الفخار؛ إذ استخدم موقع الجبانة في عصر الورشة كمكب نفايات للورشة ، وفي مرحلة لاحقة أعيد استخدام الجبانة كمحجر لتقطيع الحجارة بأحاجم كبيرة.