إبراهيم سعودى أحد أبطال حرب العاشر من رمضان: «الله أكبر ».. سر النصر

إبراهيم سعودى أثناء حواره لــ«آخر ساعة»
إبراهيم سعودى أثناء حواره لــ«آخر ساعة»

كتب: محمد ياسين

ابن بورفؤاد إبراهيم سعودى أحد أبطال مدن القنال فى الدفاع عنها والمشاركين فى حروب الاستنزاف والعاشر من رمضان والمقاومة الشعبية عن بورسعيد يفتح قلبه ويستعيد ذكرياته وتفيض دموعه عندما يستذكر أصعب المواقف التى مرت عليه فى انتصار حرب العاشر من رمضان.

يبدأ إبراهيم سعودى حديثه لـ«آخرساعة» باستعراض شريط ذكرياته مع الحرب المجيدة، فيقول: تمنيناها طويلا للأخذ بالثأر، وتلقين العدو الإسرائيلى الدرس الذى يستحقه.. كنت ضمن فصيلة القناصة أبطال معركة عزبة أبو عطوة بالإسماعيلية، تحركنا فجر يوم 19 أكتوبر وكانت القوات الإسرائيلية تمكنت من فتح الثغرة بمنطقة الدفرسوار يوم 16 أكتوبر..

انتظرنا أوامر القيادة للتحرك إلى الإسماعيلية لمشاركة قواتنا التى كانت تصد هجوم القوات الإسرائيلية المكونة من لواء بقيادة أرييل شارون داخل حدائق الدفرسوار وحوالى أكثر من 150 دبابة انتشرت فى المنطقة من يوم 16 أكتوبر حتی 19 يوم دخولنا الإسماعيلية، وكانت القوات المصرية من سلاح المظلات وكتائب صواريخ وبعض قوات الصاعقة المتواجدين قبلنا فقد نجحوا فى أن يتصدوا للهجوم الإسرائيلى المتجه للإسماعيلية بغرض احتلالها وتطويق الجيش الثانى الميداني، وعندما وصلنا بدأنا ندخل بمجاميع اقتحام.

يتابع: كان الضرب مركزًا علينا بالصواريخ والمدفعية، وبدأت تتضاعف بدخول الدبابات والعربات المجنزرة التى تنقل الجنود الإسرائيليين، ولكن بفضل الله نجحنا فى وقف الهجوم بعمليات الاقتحام داخل الحدائق، ورجعنا لتعديل الخطة من جديد، وعندما اشتد الهجوم علينا بطريقة شرسة، بدأ تطوير مجاميع الاقتحام من الكتيبة، واشتدت المعركة فى اليومين الأخيرين21 و٢٢أكتوبر، وتطور الهجوم الإسرائيلى بالدخول إلى منطقة أبو عطوة، وكنت وقتها ملحقا على السرية الأولى من الكتيبة بقيادة الرائد إبراهيم الدسوقي، فقمنا بتدمير دبابة وعربة مجنزرة.. وقتل الجنود الإسرائيليين الموجودين على متنها.

إقرأ أيضاً | العاشر من رمضان بطولة وفداء.. حكاية خير أجناد الأرض و«عبقرية العبور»

واستقرت الأمور بعدها لمدة 4 ساعات، فقمنا بعمل "حفر برميلية" لحماية أنفسنا لتوقعنا هجوما إسرائيليا مفاجئا على مدينة الإسماعيلية، وفعلا ما توقعناه كان، ففى آخر ضوء فى مغرب ذلك اليوم بدأ العدو الإسرائيلى يطور هجومه بدخول ثلاث دبابات ومن خلفها 3 عربات مجنزرة محملة بجنود مظليين قادمين بقوه وشراسة غشيمة هدفهم دخول مدينة الإسماعيلية لاحتلالها وتطويق الجيش الثاني، ولو تمكنوا من تحقيق هدفهم لكانت كارثة، وكانت الأوامر من الرئيس أنور السادات للواء أحمد أسامة إبراهيم بصد هذا الهجوم، ومنعهم من تحقيق هدفهم، ولو على جثثنا، وتلقينا المعلومات من مجموعات الاستطلاع بهذا الهجوم، وتم عمل الكمائن لصد الهجوم عند منطقة عزبة أبو عطوة، وتمكنا بالفعل من تدمير ثلاث دبابات قبل مدينة الإسماعيلية بحوالى ثلاثة كيلومترات.

وهنا يؤكد: كانت كلمة "الله أكبر" السر الذى زلزل منطقه الحدائق، وبعدها توقف إطلاق النار، ونجحنا فى وقف تقدم الدبابات والعربات المجنزرة الإسرائيلية التى كانت خلفها على بعد ٢٠٠ متر.. وتحقق لنا النصر بفضل الله.

يضيف: بعد ذلك بأسبوعين بدأنا تشكيل مجموعات استطلاع، فقمنا بارتداء الجلاليب الفلاحى لاستطلاع الدبابات الإسرائيلية التى تمركزت داخل الحدائق بعد وقف إطلاق النار، وكان البطل الضابط سید حسین كامل، يدخل بالجلباب الفلاحى وبكل جرأة وشجاعة اخترق كمائن العدو الإسرائيلى لمدة 36 ساعة، ويعود بعدها بمعلومات عن حجم المعدات التى كان مخططا دخولها إلى مدينة الإسماعيلية، ونجحنا فى منع دخول القوات الإسرائيلية، وتحطمت أحلام وخطة الجنرال الإسرائيلى أرييل شارون..

وبعدها أقسمنا ألا ينعم جندى إسرائيلى على أرضنا.. وبكل فخر، يختتم حديثه معنا قائلًا: "حطمنا الأسطورة الكاذبة، كانت هناك مواجهات أخرى بعمليات فدائية، رحم الله شهداء الوطن الدسوقى حسن السنان، وهو أول شهيد من الكتيبة بعد تدمير قول دبابات وعربات مجنزرة، وتحية عظيمة لهم وللمصابين الأبطال والأحياء منهم.. وتحيا مصر".